دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 6573 - 2020 / 5 / 25 - 17:57
المحور:
الادب والفن
الحالات النادرة، التي خرج فيها عرش روما من يد سلالة يوليوس قيصر، ارتبطت غالباً بمكائد النساء. إحداهن، كانت محظية وما لبثت أن تحولت إلى زوجة شرعية. مع أنه عصرٌ، اتسمَ بالنزوع إلى الإباحية والتهتك والمجون، فإن القيصر كان يغار بشدة على امرأته. ويقال في هذا الشأن، أنه سمل عيني نحات شهير في العاصمة الإمبراطورية بعدما كلفه بإنجاز منحوتة لامرأته وكانت محظية بعدُ: طلبَ منه تمثالاً بالحجم الطبيعيّ، يصور جسدها الرائع بأبهى لحظات عربه. بمجرد انتهاء النحات من عمله، رميَ إلى يد الجلاد.
بضعة أعوام على الأثر، ثم كلّف فنانٌ آخر بمهمة مماثلة. إذاك، كانت المحظية قد تحولت إلى زوجة الإمبراطور وشاء تكريمها بتمثال جديد يواكب نضج جسدها الفاتن. الشاب المكلف بالعمل، كان من أبرز تلاميذ ذلك النحات المخضرم، المنكود الحظ. كان يُدرك ما ينتظره من مصير مماثل، وعلى ذلك راحَ يُبطئ سير العمل. في الأثناء، كانت الملكة تكتشف بالشاب أشياء جميلة جعل قلبها يتعلق به. لكن ذهنها كان مشغولاً بتدبير خطةٍ، تخلّص فيها النحات من مصير معلمه. ابتدأت بالحارسين، وكانا قد خصصا لخدمتها مع آخرين من أمثالهما المخصيين. بدأت تنفحهما بالمال، مقابل غض النظر عن لحظات المتعة الجسدية مع مَن أضحى عشيقها.
ذات ليلة، انساب جسد الملكة بنعومة على سرير رجلها، وما عتمَ فمها أن انفتح: " المنحوتة قاربت على الانتهاء، ومَن أنجزها جديرٌ أن يكون المعلّم في ورشة النحت الإمبراطورية "
" لقد تقرر مصيره "
" لن تفيد شيئاً من سمل عينيه. الأجدى حجزه في القصر، لحين أن يتتلمذ على يديه من يخلفه في الموهبة "
" إنها فكرة معقولة "، قالها القيصر وهوَ ينحني على امرأته المعبودة. مع مرور الزمن، نُسيَ أمر النحات وهوَ في المشغل مع تلاميذه. وفي الأثناء، أنجبت الملكة وليّ العهد.
عشرون عاماً أخرى، وتم تدبير انقلاب في القصر بمعونة رئيس الحرس. اعتلى ولي العهد العرشَ، فيما تم سمل عينيّ أبيه ورميه من ثم في غياهب أقبية القصر. منذئذٍ، سيطرت والدة القيصر الجديد على أمور الدولة وكان عشيقها القديم إلى جانبها.
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟