أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - أبو مازن” الذي رافق عملية السلام إلى حدود الهاوية يلقي اليوم صخرة في بركتها الآسنة














المزيد.....


أبو مازن” الذي رافق عملية السلام إلى حدود الهاوية يلقي اليوم صخرة في بركتها الآسنة


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 6570 - 2020 / 5 / 21 - 21:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثار قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتحلل السلطة الفلسطينية من كل الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية ردود فعل متباينة مال العديد منها إلى التشكيك بجدواها وبأنها ليست إلا تكرارا لما سبقها من قرارات لها نفس الطابع والبعد، دون الأخذ بنظر الاعتبار لضرورة التمييز بين النص وسياقه، وبأن النسبة الكمية لمكونات أي خطاب تكون أساسا بمقامه قبل أي شيء آخر.

فالرئيس عباس يدرك أكثر من غيره عميق الإدراك أن مجرد التلويح الأمريكي الإسرائيلي فقط باحتمال الإقدام على ضم المناطق الحدودية على طوال خط نهر الأردن بالإضافة إلى المستوطنات، ليس إلا تحيلا يطبخ الآن بين هذين الطرفين للإتيان على آخر ما تبقى من استحقاقات لعملية سلام استمرت لأكثر من عشرين عاما، فيما لم يكن مقدرا لها أن تزيد عن خمس سنوات، وأنهما بمثل هذه التلويح إنما يمهدان للقضاء نهائيا على حل الدولتين وينهيان حلما فلسطينيا لا يتجاوز الحد الأدنى لما تتمتع به بقية شعوب الأرض.

أبو مازن، يدرك أيضا كما لا يدرك غيره أن التهديد بالذهاب للتصعيد بخيارات من ذات المستوى المتقدم هي من بين الخيارات الأكثر ردعا وإعادة لوعي ذوي النزعات المغامرة والطائشة، حيث أنه يبعث برسالة شديدة اللهجة إلى دوائر صنع القرار في النظام الدولي مفادها أن لحظة الغفلة في قيلولة فصل كورونا الملتهب، قد يكلُف العالم مخاطر اندلاع حريق هائل ستكون شرارة اشتعاله أسهل من المتصور في ظل ما يحيط بالنظام الاقتصادي العالمي المتأزّم من تهديدات جادة وقودها الانهيار المتسارع لعديد الطبقات الاجتماعية عبر العالم.

فمحمود عباس الذي روّض بدأب وإصرار لا يلينان وعلى امتداد سنوات الصراع في ظل خطاب قومي متعالي النبرة، المارد المتحفز في الوعي الفلسطيني للاستمرار والذهاب بالحرب إلى نهايتها، وأيقظ فيه قوة إمكانية انتصار العقل والوعي به إلى جانب إجبار عدوه على مغادرة مربع قوته القائمة على ثقافة القتل والموت ولو إلى حين، ومنحه فرصة الانعتاق من عمى عنجهية القوة التي لن تقود أجياله القادمة إلا إلى مزيد من الدماء وإعادة إحياء ومعانقة تجربة التشرد والضياع والانكفاء على الذات ومعايشة مشاعر الرفض ونبذ الآخرين له، وتجريب لغة السلام وبناء نموذج للعيش المشترك.

محمود عباس روّض بدأب وإصرار لا يلينان وعلى امتداد سنوات الصراع في ظل خطاب قومي متعالي النبرة، المارد المتحفز في الوعي الفلسطيني للاستمرار والذهاب بالحرب إلى نهاياتها
الرئيس الذي فعل كل هذا، يعلم أنه بقراره هذا إنما قام بإطلاق الرصاصة الأخيرة على تجربة استنزفت أكثر مما تستحق من الوقت وأنه يحاول بهذا إعادة الصراع إلى حاضنته الدولية قبل انفتاح أبواب الجحيم، حيث لن يقبل الشعب بأقل من حقوقه التي أقرتها له الشرعية الدولية.

وعلى الجانب الآخر مما يشهده العالم الآن وحيث أن مخاطر الارتدادات الاقتصادية لجائحة كورونا أشد إيلاما وتهديدا للسلم الاجتماعي من الوباء نفسه، وأنها هي التي تدفع دول العالم الآن للمجازفة بإعادة فتح الأنشطة الاقتصادية قبل التوصل إلى علاجات ولقاحات منظورة، وأن فكرة الموت بالوباء ستكون أضيق نطاق من الموت جوعا وأقل خطرا مما قد يسببه الارتفاع بنسبة الاضطرابات المتوقعة جراء ذلك، فإن تهديد استقرار مناخ العودة الاقتصادية هذه بمزيد من الحروب والتوترات الناجم عن الشعور باليأس والحيف ستكون أشد خطرا من الجائحة وأنها ستضاعف من مخاطر ارتداداتها الاقتصادية.

أبو مازن الذي أتقن خوض غمار محاولة عملية السلام ورافقها أكثر من مرة إلى حدود الهاوية قبل أن يعود أدراجه محكوما بالتزام مطلق بشرعية الحق الفلسطيني، فإنه اليوم وفي سياق مغاير لما سبقه، يلقي بقراره هذا وقف التفاهمات والاتفاقات، بصخرة ضخمة في بركة مياه العقل اليميني لقادة واشنطن وتل أبيب الآسنة، ويحذر العالم في توقيت حساس ودقيق إلى ضرورة الاختيار بين معالجة كورونا العقل الأمريكي الإسرائيلي وبين الذهاب إلى غياهب مجهول يقف العالم اليوم على حافته.



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل النهاية الذي عرى مفهوم السلام المشوه
- ملاحظات على هامش ادارة ازمة كورون.......هل تتغير آليات تفكير ...
- التطبيع مساحة الخلاف التي يحبذها البعض
- تدهور المكانة التفاعلية للنظام العربي طريق اسرائيل للاطاحة ب ...
- هل ستكون سوريا ضحية ايران الجديدة ؟؟
- تدويل الازمة السورية واحتمالات الحرب
- في الذكرى الاولى للثورة المصرية الصراع على تصحيح العلاقة بين ...
- الإستراتيجية الأميركية الجديدة: إعادة تكييف قوة الهيمنة على ...
- برهان غليون يستعجل الغزو الاجنبي لسوريا !!!.
- البوابة العراقية: لتفعيل الفوضى الخلاقة واسقاط سوريا والنمطق ...
- الدعوة السعودية لوحدة الخليج محاولة للاختباء خلف جدار العاصف ...
- التصادم بين الرغبوي والموضوعي
- السياق ألسببي لصعود الإسلام السياسي
- الصراع لاجل سوريا لا عليها
- التردد في التغيير: من الفوضى في التفكيرالى الفوضى في السلوك
- العوبة اجهاض نضوج عوامل القابلية الثورية
- ماذا وراء تصاعد حدة التهديدات الاسرئيلية بمهاجمة ايران ؟؟
- الردع السوري زمن الاحادية القطبية
- عندما يحلل هيكل...!!!
- اميركا تدفع ايران للتجول على شفير الهاوية


المزيد.....




- توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين مصر والكويت
- مشاهد من تحرير الجيش الروسي نوفوفاسيليفكا في جمهورية دونيتسك ...
- حريق مفاجئ في مطار رفيق الحريري من دون تسجيل إصابات
- الشرع يناقش مع ولي العهد السعودي تعزيز العلاقات ومستقبل سوري ...
- بوندسليغا.. ليفركوزن يفوز بعشرة لاعبين ويواصل مطاردة بايرن ا ...
- روبوت سداسي الأرجل صيني يؤدي مهمات في القطب الجنوبي
- بوتين: نخب أوروبا ستخضع لأوامر ترمب
- إيران تزيح الستار عن صاروخ -اعتماد- الباليستي بمدى 1700 كيلو ...
- -تلفزيون سوريا-: ظهور شقيق للرئيس أحمد الشرع علنا في السعودي ...
- الرئيس البنمي يعلن إنهاء مشاركة بلاده في مبادرة الحزام والطر ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - أبو مازن” الذي رافق عملية السلام إلى حدود الهاوية يلقي اليوم صخرة في بركتها الآسنة