أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خالد سليمان - غانيات كأس العالم














المزيد.....

غانيات كأس العالم


خالد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1586 - 2006 / 6 / 19 - 10:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في غمرة الأحداث السياسية العالمية واخبار القتل والإنفجارات ينتظر الملايين من الناس في العالم اخبار الفرق المشاركة ضمن مباريات كأس العالم في ألمانيا ومفاجآتها الرياضية الممتعة ، وفضائحها أيضاً !. هناك بالطبع فضائخ "خاصة " في كل تظاهرة رياضية بجانب المتعة ، لكنها فضائح ذات طابع مهني ولا تعير بالتالي إلاّ إهتمام المختصين في القوانين الرياضية . لقد كتب أدواردو غاليانو اجمل النصوص عن كرة القدم وتلك الهيجانات الداخلية التي تخلقها في نفوس المتفرجين ، وترجم الفلسفة الكانتية حول معنى الحرب والمحاربين إلى فكرة رياضية جميلة مفادها ؛ ان معنى الرياضة – كرة القدم خصوصاً – لا ينتجه اللاعبون ، بل الذين يتفرجون عليهم . و" كانت " ، كان يقول ان معنى الحرب لا ينتجه المحاربون ، بل الذين يتفرجون علي المحاربين .
نحن الآن لسنا بصدد الفضائح الرياضية ولا متعتها المتخيلة عند أدواردو غاليانو في كتابه الشهير ( كرة القدم في الظل وفي الشمس ) ، ولا تماهي المتفرجين مع لاعبيهم ، بل نحن بصدد " متفرج " آخر لا يجلس امام الشاشة الصغيرة ولا يملئ المدن الألمانية ومدرجاتها الرياضية ، هو متفرج آسيوي ، " سوفياتي قديم " ، اوروبي شرقي ، يجلس في غرف الفنادق والبيوت المخصصة لكبح نشوة النصر وحزن الخسارة بعد كل مباراة من مباريات " الكأس العالمي " في دورته الحالية . متفرج ، يتكون أفراده من الشابات الشرقيات ( الآسيويات منهن والأوروبيات ) ، وهن ، " غانيات كأس العالم " ان صح التعبير.
يتركز دور هذا المتفرج الذي يعيش وينتظر في الظل على تلبية طلبات كثيرة تستوجبها التظاهرة الرياضية وملحقاتها المتعددة ، فهو إطراء لأجواء مابعد المباريات في غرف مغلقة من جانب وطقس انثوي لإمتصاص الفرح والغضب من جانب آخر . بجانب هذا الوصف الأدبي الكلاسيكي هناك وصف آخر يقول: رفع الأغطية عن الأطباق ، لكن أية أطباق ؟ سؤال قد يقتضي سرد بعض الحيثيات والمعطيات التي تتعلق بتجارة " الرقيق الأبيض " ضمن ثلاث تظاهرات رياضية عالمية كبيرة وهي ( الأولمبيات ، مباريات الكأس العالم ، سباق السيارات ) .
في شهر حزيران 2005 تحدثت وسائل الإعلام الشعبية في مدينة برلين عن إستيراد أكثر من 40 ألف إمرأة إلى السوق الألمانية بمناسبة الحدث الرياضي ، وكان المجلس الأوروبي له تخمين مماثل إذ توقع بأن هناك حاجة لنساء يتراوح عددهن بين 30 إلى 60 ألف لتلبية رغبة الزائرين أثناء الإحتفالية الرياضية . اما بلدية مدينة " ميونيخ " فكان تقديرها يتركز على مضاعفة عدد الغانيات في المدينة التي كان يقارب 2000 إمرأة . ولأن التظاهرات الرياضية السابقة وفي البلدان الأخرى اقتضت الأطباق ذاتها ، نلاحظ بأن ألمانيا لم تسبق مثيلاتها المضيفة للإحتفالات الرياضية في العالم في تقديم " الأسماك الحية " للمتفرجين ، بل تلت كل من المجر عام 2001 و مقاطعة كيبيك الكندية بعد ذلك . ففي المجر سمحت السلطات المحلية في ذلك العام للدعارة لمدة ثلاثة أيام بينما في مدينة مونتريال اقتصر الأمر على " الرقص العاري " في الصالات المخصصة للرياضيين .
منذ حزيران 2005 يتم تجهيز أماكن مخصصة داخل إثنتى عشرة مدينة ألمانية تحت عنوان ( الرياضة والجنس ) متشابهان ، ويدفع الزبون سبعون يورو كتعرفة الدخول لتلك الأماكن ، أما الغانيات فعليهن دفع رسوم الدخول قيمته خمسون يورو فقط . هناك حيثيات أُخرى كثيرة حول رفع الأغطية عن أطباق الجسد ويمكن سرد الكثير منها ، ولكن الأغرب في الأمر هو حصر فعل إطراء " المونديال " بين الشابات الآسيويات والأوروبيات الشرقيات ، والحديث في آن ذاته عن الفصل بين الرغبة الذاتية والقسرية في بيع الجسد بينما يتم توزيع البروشورات الإعلانية لممارسة الدعارة بين الشابات الأوكرانيات في برلين ، أو طبع دليل سياحي – والسفر ضمناً - خاص للنساء في ليتوانيا . لقد حاول المجلس الأوروبي تخفيف أمر غانيات كأس العالم إذ لم يبق منحصراً بالسياحة الرياضة الألمانية ( العالمية ) واصبح موضوعاً إعلامياً حرّض منظمات كثيرة تعمل ضد تجارة الجسد أو " الرقيق الأبيض " . ولكن محاولات المجلس لم تتجاوز التصنيف اللغوي مثل " الدعارة الطوعية " أو " الدعارة القسرية " ولم تع تماماً ان هيجان تأثيث المنازل والغرف المحيطة بالملاعب الرياضية بجميع ادوات الإطراء والأطباق الإنثوية سبق الإستعدادات النهائية للمونديال ذاته . والحال هذه ، لم يلحق الإتحاد العالمي لكرة القدم إصلاح ما خرّبه القوّادون " البروكزينيتيون " الألمان من خلال إستثمارهم لصلاحيات البلديات الألمانية للإتجار بالجسد .
في سياق مقال جماعي نشر في صحيفة " لودوفوار " الكندية سمّت مجموعة من الأساتذة والطلاب في جامعات العاصمة "أوتاوا" مباريات كأس العالم لكرة القدم بـ " مباريات عيب العالم لكرة القدم " واعتبروا بأن فضيحة نساء المونديال تخفي وراءها فضائح أُخرى وأُخرى وهي أمر معيب للمجمتع الدولي . لكن شعار البروكزينتيون في المماثلة بين الجنس والرياضة – والعملة الأوروبية الجديدة ضمناً – هو الأقوى مادام 75% من الغانيات هن من المهاجرات ممن تم إستيرادهن من مستنقعات " الإشتراكيات القديمة " !



#خالد_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب صدام حسين الأسود - بورتريه واحد للدولة والرئيس والعائلة ...
- كندا الفرنسية بين أيدي جيلها الجديد
- هارولد بنتر ...من الغضب إلى الإرتجال الكتابي
- الديجيتال كمواطن مخلّص لأمن العالم
- عن الحشرات والصمت ...وجثة مجهولة
- في وصف العنصرية على الشاشة الصغيرة
- الموت في سيارات طويلة بلا نوافذ
- عن المفكر الراحل هادي العلوي - بورتريه تختلف لرجل استعاد لذا ...
- القومية ...تقاسيم على ذاكرة مشتعلة
- ثقافتنا وجثث العراق
- تعليق كُردي على نقاش عربي - الفيدرالية توقظ العروبة من سباته ...
- لكن لماذا لا يكون - عراق جديد- في كُردستان
- الأخطاء ، عندما ترتكب باسم القومية
- صَهيَنَةُ الكُرد ...لماذا؟
- لماذا لا يصدّق المثقفون العرب ماساة الجارالكردي؟
- ليلة دفنوا الأكراد...إعترافات حفّار
- مقبرة الفوانيس لشيركو بيكه س : عندما تشترط المأساة على اللغة ...
- بورتريه خلفي لمدينة مونتريال...العالم الثالث الكندي الذي لاي ...
- فرهاد شاكلي :خرج من كردستان غاضباً من المؤتلف الشعري واسترد ...
- أي أدب يُصور الكارثة ...آسيا بطلاً جغرافياً لحزن مطلق


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خالد سليمان - غانيات كأس العالم