أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - نقل الحرب من التخوم الخارجية الى التخوم الداخلية / هل بدأ النظام المغربي يخسر استراتيجية السيطرة البوليسية الفاشية















المزيد.....

نقل الحرب من التخوم الخارجية الى التخوم الداخلية / هل بدأ النظام المغربي يخسر استراتيجية السيطرة البوليسية الفاشية


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6569 - 2020 / 5 / 20 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل صراع عبر التاريخ ، تكون هناك قوتان متصارعتان ومتقابلتان ، وكل منهما يوظف إمكانياته الذاتية والتقنية لتحقيق النصر ، او لحسم الصراع . وبطبيعة الحال ، فان الأصل يبقى مطالب اجتماعية ، واقتصادية ، واجتماعية ، قد لا ترقى الى مستوى الصراع الطبقي .
لكن ومن خلال الاحتكاك ، فناذرا ما يكون للقوى الشعبية حدس دقيق حول قوة الخصم ، مما يجعل أي تحرك مرهونا نجاحه من عدمه ، بمدى تضحية الأتباع ، والمريدين ، وحتى المترددين . وهنا يبقى النجاح مرهونا في مرحة معينة ، بجدية المفاوضات ، والأطراف المنخرطة فيها ، كما يبقى رهيناً بإرشادات المتدخلين الأجانب كصندوق النقد الدولي .
لكن الطرف الرسمي ومن خلال الإمكانات المتاحة له ، من بوليس ، واستعلامات ، وجدرمة ،وحرس ، وجيش ، ومخبرين ، ومبثوتين طيّعين ، من أحزاب عميلة ، ونقابات ذيليه ، تكون له فكرة مسبقة عن طبيعة الخصم ، وإمكانياته ، وحدود مقاومته ، والشوط الأخير الذي قد يبلغه .
ان هذه الآلية الغير الموجودة عند الطرف الشعبي ، تعطي للدولة هامشا فسيحا في الحركة ، حيث تتصرف طبقا للظروف المحلية ، والمحيطية ، والدولية ، فتربط أي تحرك ، بشرط المصلحة وبغاية النجاح في الحسم .
ورغم ان الدولة يكون لها انطباع عن الخصم ، فهي قد تلجأ في غاراتها الى الانتقاء ، ودون التعميم ، حتى لا تسقط في التضخيم ، اي اعتقال بعض العناصر دون الأخرى ، رغم أنها من نفس التنظيم ، او من المؤطرين للحملة . مما ينبئ في حالة الفشل ،باللجوء الى التطرف ، والى العدمية في غياب الالتزام بالمطالب .
لكن هناك عنصر في غاية الأهمية في تحليل أسباب ظهور التطرف ، ومنه الديني بالخصوص في المغرب ، وهو العنصر المتعلق بإستراتيجية اشتغال السلطة .
نعم ان عناصر التحليل الأخرى هي بمثابة الأرضية الأساسية للتحليل :
العنصر السياسي ، العنصر الاقتصادي ، العنصر الثقافي ، العنصر الديمغرافي غير المتزن ، وغير المدروس .... الخ . لكن إستراتيجية السلطة تبقى الخيط او النسيج الناظم الذي يتفاعل ضمنه مختلف كل هذه العناصر .
تحقق المجموعات السياسية تماسكها ، إمّا بالاعتقاد بإيديولوجية ، او بالاستجابة لمتطلبات سلطة مركزية مشتركة ، او لوجود مصالح مشتركة .... الخ . لكن هذه المشروعية تزداد قوة ومتانة ، وتكتسب صلابة اكبر ، إذا عرفت السلطة السياسية ، كيف تسوس ببراعة نظام الجماعة ، في اتجاه ترسيخ سيادتها وسلطتها القابضة . .
يمكن إجمال استراتيجيات السلطة عامة – اي اية سلطة – في اثنين :
إستراتيجية الأمل ، وإستراتيجية الخوف . وهما خطتان سياسيتان مبنيتان على عاطفتين بشريتين أساسيتين ، هما الأمل والخوف . وكل سلطة ناجحة وقادرة على الاستمرار ، تمزج بمقادير متفاوتة هاتين الإستراتيجيتين ، أولاهما تقتضي مداعبة خيال المواطن لشده إليها ، بتقديم وعود مادية ومعنوية ، وتصويرها وكأنها وشيكة التحقيق .
قسم الحلم اليوتوبي هذا ، هو بمثابة ترياق أمام مرارة ،وقسوة الحياة اليومية ، وبمثابة طعم يشد إليه النفوس ، ويكتم الأنفاس في انتظار ذلك اليوم الذي سيتم فيه تحقيق الوعود .
الأمل من حيث هو بعد انتربولوجي أساسي للإنسان ، هو الدعامة الأولى لكل استراتيجيه ناجحة للسلطة وكل الحركات ، والأنظمة الثورية تقوم على دور قشة الأمل في اجتذاب الناس ، وتحصيل ولائهم وطواعيتهم ، بل ا ن أي نظام مهما كان " واقعيا " ومحافظا ، مضطر الى حقن خطابه السياسي ، وخطته السياسية بحد ادني من الأمل .
تقنية الأمل هذه ، تتم تكملتها ، او قد يتم استبدالها ، او تذويبها في تقنية أخرى ، هي تقنية الخوف والتهديد . فالكائن البشري في حاجة إلى الاحتماء من العدوان ، ومن الخطر الخارجي . لذلك تلجأ معظم الأنظمة السياسية ، من اجل ترسيخ هيمنتها وسلطتها ، إلى توجيه الأنظار نحو خطر خارجي مفترض ، مما ييسر عليها رص الصفوف الداخلية في مواجهته ، واعتبار ذلك بمثابة مهمة وطنية أولى ، تتضاءل أمامها كل المطالب ، وتُسخر من اجلها الطاقات والإمكانيات .
يبلغ النظام السياسي أعلى درجات قوته ، عندما يستطيع الجمع بين هاتين الإستراتيجيتين : إستراتيجية الأمل ، وإستراتيجية التهديد الخارجي كما حصل في 1975 عند استرجاع الصحراء ، بحيث بلغت التعبئة ذروتها ، لأنها قرنت بين الأمل في تحقيق السعادة المفقودة بالاستفادة من خيرات الصحراء وبين التهديد الخارجي الذي تمثله الجزائر والجماعة الانفصالية
ولا شك ان هناك اقترانا قويا ، وانْ لم يحلل بما فيه الكفاية ، بين الصلح والمصالحة الذي أدى الى تخفيض تهديدات الخطر الخارجي ، وبين انطلاق حركة التطرف الديني بعد 1975 . لقد كان المواطن المغلوب على أمره ، مستعدا لتقبل البؤس ، والحرمان ، والكدح الناتجين عن تعبئة موارد الوطن ، لمواجهة العدو الخارجي المهدد لتقسيم المغرب .
لكن مع توالي الإنهزامات الدبلوماسية في المحافل الدولية ، وإصدار الملك محمد السادس لظهير موقع باسمه في يناير 2017 يعترف فيه بالقانون الأساسي للاتحاد الافريقي ، ومنه يعترف بالجمهورية الصحراوية ، والظهير منشور الجريدة الرسمية للدولة المغربية ، ومع طول تكلفة وضعية اللاّحرب واللاّسلم بعد نزاع مسلح دام ستة عشر سنة ، وبعد صراع دبلوماسي دام ستة وعشرين سنة ، ومع تضاعف الفقر، ومسيرات الجوع ، والكدح ، والغبن الذي يتحمل همهم الوحيد المواطن الكادح ، ومع ظهور طفيليات اغتنت بشكل مهول وفي وقت وجيز ، ومع فشل المصالحة بالعودة إلى القبضة السلطوية ، وتمييع الديمقراطية ، وجلد المواطنين في الازقة والشوارع من سلطويين بسيكوباطيين ومرضى نفسانيين مكانهم مستشفى الامراض العقلية والنفسية وعلى راسهم وزير الداخلية السلطوي ..... الخ ، انطلقت الرغبات والمطالب من عقالها ، وأخذت حرب الداخل تحل محل حرب الخارج ، فغاب العدو الخارجي ، وليتحول الى عدو داخلي يفترس كل شيء يجده أمامه ، بنهم ، وبحيوانية ، وهستيرية .
الآن وأمام الانسداد التام ، والسوداوية التي تعم الوطن ، وموت الأمل وليس فقط فقدانه ، وأمام وضع اللاّحرب واللاّسلم بالصحراء ، وتموُّجات الشعب بكل ربوع المغرب ، يكون النظام قد خسر أداتين أساسيتين في إستراتيجية السيطرة هما : الآمل الكذب الذي تعرى وأصبح مفضوحا ، والخوف الذي أضحى السيد في نفس الآن ، وفي وقت واحد تقريبا . فما عاد بالإمكان تأجيل المطالب ، والحاجات ، والرغبات ، كما كان الأمر في السابق ، وما عاد في الإمكان إسكاتها باسم الواجب الوطني ، او القضية الوطنية ، لأنها لم تبق وطنية عند اعتراف الملك بالجمهورية الصحراوية وبالشعب الصحراوي ، او ما شابه ذلك من الأكاذيب التي افتضح أمرها ، أمام اغتناء أقلية بطرق غير مشروعة ، وأمام تعميم وانتشار الفساد بكل أوجهه المعروفة .
ان غياب أهداف كبرى وطنية بإمكانها ان تعبئ الناس ، وتستقطب أنظارهم واهتمامهم ، وان تجعلهم يستسيغون البؤس ، والحرمان ، والكدح ، والشقاوة ، والإذلال ، والفقر ، سواء كانت هذه الأهداف مسوغة ضمن استراتيجية الأمل ، او ضمن استراتيجية التخويف والتهديد الخارجي ، معناه انفتاح الباب أمام إمكانية الاقتتال الاجتماعي الداخلي ، وأمام إمكانية اندلاع الحرب الاجتماعية ، إمّا من اجل انتزاع بعض المكاسب المادية والرمزية ( الريف ) ( الصحراء ) ، او من اجل الاستيلاء على السلطة .
وما لم يراع هذا المبدأ الاستراتيجي التعبوي البسيط ، المتمثل في وجود طعم الأمل في الداخل ، وفزّاعة الخطر الخارجي التي تعد بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، فان خطر نقل الحرب من الحدود الخارجية ، الى التخوم الداخلية يبقى امرأ واردا وباحتمال كبير .
ان سكوت الجبهة الداخلية ، وانطفاء شمعة الأمل الداخلية ، يوفران افضل الشروط لاشتعال الجبهة الداخلية كما هو ملاحظ اليوم بشكل جلي . وخاصة إذا ما تعلق الأمر ببلد يعاني من تزايد سكان يجري بأعلى الو ثائر ، ويعاني الفقر ، ومحدودية الموارد ، والفوارق الطبقية الخطيرة ، ومن مظاهر حادة للتفاوت الاجتماعي ، ضمن نظام سياسي لا يستظل بآي مظلة إيديولوجية طوباوية او محافظة ، ولا يحتمي بأي إشعاع كاريزمي ، بل يكتفي بكونه نظاما عصريا للتسيير وكفى .
ان المبدأ اليوتوبي ، مبدأ الأمل ، هو بمثابة تِرْياق ، او بلْسم ، يجعل المواطن ياستمرئ كل الذل ، والشقاوات ، والعذابات ، في انتظار اليوم الموعود ، والذي لن يأتي أبدا .
ومبدأ التهديد او الخطر الخارجي ، لا يقل عن المبدأ الأول ، في تطويع العقول والنفوس والأجساد ، وجعلها مهيأة لابتلاع الشقاوة ، والإذلال ، والكدح ، وغياب الحقوق ، وسيادة الظلم والعدوان ، والتفاوت ... بطواعية ، بل بعز ونخوة .
لكن عندما يسقط المبدآن ، تنفتح على مصراعيها إمكانية الحرب الداخلية الطويلة الأمد .
وحدها المجتمعات الديمقراطية الحقيقية ، تستطيع بحكم رسوخ التوازنات الداخلية فيها ، بين المجتمع المدني الحقيقي ، والدولة ، وبحكم توافر آليات امتصاص النقمة والسخط ، وحدها هذه المجتمعات تستطيع ان تعيش نسبيا خارج إستراتيجيتي الأمل والخوف ، اي على مجرد الأداء البيروقراطي – الديمقراطي المرتكز على المشروعية البنيوية للسلطة .
حفظ الله مغربنا الحبيب من الحالة السورية ، والليبية ، واليمنية ، والعراقية .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بديل السيدة نبيلة منيب / الحزب الاشتراكي الموحد
- تفجيرات 16 مايو بالدارالبيضاء ، و 11 مارس بمدريد
- الحسن الثاني
- حجج اطراف النزاع حول الصحراء الغربية
- في ذكرى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي ال ...
- هل يصنع الجياع ثورة ؟
- الجزائر
- حين يكشف الرئيس الجزائري عن وجهه بدون خجل وبدون حياء
- توتر العلاقات بين النظام المغربي ، وبين النظامين السعودي و ا ...
- المثقف / الحزب / السلطة
- اَلْمَغَرْبي دِيمَ فِينْ مَا مْشَ مَغْبُونْ وْ مَحْگورْ / مَ ...
- حركة - صحراويون من اجل السلام -
- الشيخ عبدالكريم مطيع اللاّجئ السياسي ببريطانيا العظمى
- الديمقراطيات التحتية الشعْبوية خطرٌ على الانظمة الديمقراطية ...
- مجلس الامن واجتماع الاحاطة حول نزاع الصحراء الغربية
- الشبيبة المغربية صانعة الحدث في الماضي
- ياسر العبادي
- العفو الملكي
- الاسلام السياسي
- البربر


المزيد.....




- بوادر أزمة سياسية وقانونية تداهم -إخوان- الأردن بعد -خلية ال ...
- ولي العهد البريطاني يخطط لسحب لقب -صاحب وصاحبة السمو الملكي- ...
- استقرار حالة الرئيس الإيطالي بعد خضوعه لزراعة جهاز لتنظيم ضر ...
- الأردن.. إحالة قضايا استهدفت الأمن الوطني إلى المحكمة
- الرئيس الإيراني يقبل استقالة ظريف
- إيران ترفض التفاوض على حقها في تخصيب اليورانيوم
- وزير الدفاع الإسرائيلي: الجيش سيسمح بدخول المساعدات الإنساني ...
- إسرائيل تجدد رفضها السماح بدخول المساعدات إلى غزة -للضغط على ...
- قوات كييف هاجمت بنى الطاقة الروسية 6 مرات في آخر يومين من ات ...
- -أكسيوس-: فريق ترامب الأمني منقسم حول الملف النووي الإيراني ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - نقل الحرب من التخوم الخارجية الى التخوم الداخلية / هل بدأ النظام المغربي يخسر استراتيجية السيطرة البوليسية الفاشية