أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - حسن كله خيري - التسعيرة الديمقراطية!














المزيد.....

التسعيرة الديمقراطية!


حسن كله خيري

الحوار المتمدن-العدد: 6567 - 2020 / 5 / 18 - 21:01
المحور: الصناعة والزراعة
    


شمال شرق سوريا مثالاً، كأكثر بقعة ديمقراطية على وجه الكوكب نظراً للعدد المرات الهائل في تداول مصطلح الديمقراطية، وللدلالة على هذه التسميات الموجودة هناك عدة أمثلة قريبة منها كالإسلام الديمقراطي، المركز الرياضي الديمقراطي، الفن الديمقراطي والكثير من المسميات التي تعطي الصورة المثالية المطلقة كمدينةٍ فاضلة لا يُعلى على ديمقراطيتها.

طبعاً هذه ليست اتهامات أبداً بل هي تسميات حقيقية وموجودة بكثرة ومتداولة على نطاق الواسع، لكن بمجرد الغوص في الهيكلية الإدارية والقرارات التي تصدر ومقارنتها مع هذه التسميات وبين ما هو موجود في الواقع، كيف يتم سحق المواطن وبأي وسائل يتم محاربته في لقمة عيشه، ستكون تسمية "الاستبداد الديمقراطي" الوصف الأنسب لطريقة الإدارة في الحكم وشكل القرارات التي تصدرها، طبعاً يوجد فرق كبير بين الاستبداد والديمقراطية فهما مفهومان متناقضان تماماً، لكن الفكرة هي أنهم يطلقون الشعارات الديمقراطية لتزيين الاستبداد وتغليف ما أمكن من أفكار الأخ الأكبر في طرحه لطريقة الحكم ولإعطاء صورة نوعية تُطابق الأنظمة الديمقراطية الموجودة في بعض الدول، طبعاً بالنسبة للمضمون والجوهر فهو مختلف تماماً.

فجملة من القرارات التعسفية التي صدرت عن هذه الإدارة في الشمال الديمقراطي هو قرار لتحديد تسعيرة لشراء القمح وباقي المحاصيل الزراعية بأسعار زهيدة مقارنة بالغلاء، شح الموارد والفقر، فالإدارة التي تريد شراء المحاصيل وبأقل من أسعارها وبالليرة السورية التي وصلت إلى أدنى سعر لها في ظروف الغلاء الفاحش في المنطقة، انتشار البطالة، الجفاف وارتفاع سعر الدولار، وتقوم في المقابل ببيع الأسمدة، البذار، الآلات والمعدات الزراعية بالعملة العالمية (الدولار) هي إدارة في تعريفها تحارب الشعب في لقمة عيشه، فالفلاح ينتظر طوال السنة لجني محصوله وتعبه كونه مصدراً لرزقه، وكذلك المواطن يتعمد عليها في معيشته على حدٍ سواء، دون مراعاة أوضاعهم، فالسعر 225 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد لشراء القمح التي حددتها يساوي أقل بكثير من ربع دولار في وقت يرتفع فيه سعر صرف الدولار كل يوم مقابل الليرة السورية أي أن السعر لا يكفي لزراعة، التسميد، الري وتكاليف جني المحصول.

........
إذاً فالفرق كبير جداً في مقارنة الشعارات وطريقة الحكم الشعب في العموم، وطبعاً هذا ليس أول منعطف تتعرى فيه الإدارة الديمقراطية وسيستم الذي يريدون تصديره، فالأمر لم يتوقف على تحديد تسعيرة القمح فهناك عدة قضايا ذات أهمية كواردات بيعهم للنفط والتي بلغت مبلغ 155 مليار ليرة سورية فقط عام 2019 والتي لم يرى المواطن شيئاً من هذه المبالغ، وكذلك قرار فرض ضريبة عيد الفطر وغيرها من القرارات الجبرية التي تتحكم بها الإدارة في رقاب الشعب الذي لا يستطيع فعل شيئ نتيجة حصار الخانق عليه من قبل الذين يسيطرون على الأرض.

وفي طبيعة الأحوال ورغم الحصار والغلاء فالإدارة الديمقراطية دائمة التهرب من الواجبات التي عليها القيام بها ودائمة التحجج بحالة الحرب التي تشهدها المنطقة وأن مثل هذه الأمور تبقى مؤقتة برغم من مرور تسع سنوات والتي تزداد فيها الحالة من السيئ إلى الأسوء ولم تحل أي مشكلة من المشاكل المهمة التي تتطلب المعالجة الضرورية والسريعة والتي يدفع الفقير في المحصلة ثمن ما يحدث، سواء كان على صعيد الأجتماعي، المادي، المعيشي والزراعي، والتي زادت أيضاً من النسبة الهجرة.



#حسن_كله_خيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب
- خذ صور وأنا أُساعد
- هي
- سنتين على الأرهاب
- مجند بخمسة وعشرون ليرة
- الكُردي
- في رثاء عفرين _ أرض الزيتون
- لعلك الحياة
- الوطن
- الضجر
- كناطق باللغة الكُردية والعربية


المزيد.....




- روسيا وقطر.. تعاون بقضايا استراتيجية
- في قطر... أول لقاء بين الشرع والسوداني بعد أشهر من الحذر
- علماء: رصد أقوى -مؤشرات- للحياة في كوكب خارج النظام الشمسي
- أهالي حمص السورية يستقبلون الحجاج الإسبان بأهازيج الترحيب (ص ...
- السلطات البولندية تخفي معلومات عن الانفجار في مطار شوبان منذ ...
- سيناتور روسي: ماكرون يحاول استدراج ترامب لمعسكر الراغبين باس ...
- القوات الأمريكية تعلن تدمير منصة وقود في ميناء رأس عيسى اليم ...
- ما الذي جرى خلال لقاء السوداني والشرع في قطر؟
- فجوة بين نتنياهو وترامب مع تصاعد الخلاف بشأن إيران
- قيادي في “حماس” يكشف لـCNN موقف الحركة من المقترح الإسرائيلي ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - حسن كله خيري - التسعيرة الديمقراطية!