ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 21:26
المحور:
الادب والفن
عندما يقترب الكائن الحي من الموت . مهما كان نوعه هذا الكائن أو فصيلته . ( حيوانا أم بشرا ) فالمسألة واحدة لا ثاني لها .
يبدأ في مراجعة وجوده القديم وليس الجديد . فالكائن قبل ولادته المتكررة في العود الأبدي . دائما يتذكر تواجداته الماقبلية . أي قبل الحضور .
تواجدات جماعية هي بالطبع متكررة وأبدية .
يتذكر البشر وهو يحتضر ببطء حينما كان مجزءا إلى جزيئات متفرقة قبل الولادة ثم يتوحد الشتات . في كتلة جديدة تعطي هذا الكائن أو الحيوان
العراقة التي لا يشعر بها . والإتجاه الخاص به كفكرة واحساس خاص تختلفان من كائن لآخر في حياة تلقائية عمياء تخص كلا على حدة .
المحتضر حينما يهلوس يجب أن يؤخذ حديثه على محمل من الجد كإضاءة لوجوده السابق عن الوجود الواقع الذي نظنه كذلك معزولا عن الأصل والمصدر .
هذه المفارقة هي من كانت وراء ظهور الآلهة القديمة وبالتالي توحيدها في المفرد عبر مراحل منذ قرون بائدة . وخلق عالم بعد الموت للتعويض به عن الماقبل.
فالهدف واحد والإختلاف فقط في الزمكان .
الوجود مفرد مقسم بين الماقبل والمابعد والحاضر هو الحلقة الوسيطة بين الأزل والأبد للزمكان المهيمن والقائم في الخارج لأنه يحوي كل الكائنات المرئية واللامرئية
للحراك الشامل العام . أما الزمكان اللانهائي فلا يتحرك فيظل هو هو .
كل ما يدور من أصوات وأصداء في هذا الحضور الثابت . نسبي . ومتجدد . والتطور فعل التوازنات في مجمل حراك الكائنات . وكل شيء تلقائي عشوائي أعمى .
كل شيء يخضع للمفجآت والإنفجارات والتلاقحات بين كل الأحياء والحيوات تدفع ثمن ضريبة الحضور . ودائما للعدم واللامرئي .
وهكذا تستعيد وتعاد الأمور إلى مصدرها وأصلها المتجدد . فقط لكي يتجدد في الدورة الأبدية اللاهيولية . كل القادمين أو الراحلين يأتون ويعودون لنفس المنجم
في الماقبل الأزلي .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟