فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6566 - 2020 / 5 / 17 - 11:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كنت أنظر إلى شاشة التلفاز لأحدى الفضائيات تعرض أنواع مختلفة من الحلويات المرغوبة اقتنائها وتناولها في شهر رمضان (البقلاوة والزلابية والبرمة وزنود الست وغيرها) فتذكرت ذلك الموقف الإنساني لأحد الشخصيات المصرية الذي تجرد من حاشيته الأرستقراطية وانحاز إلى جانب الفقراء ... المحامي نبيل الهلالي ابن أحد رؤساء الوزراء في العهد الملكي في مصر أصبح شيوعياً وحينما سئل من الصحفيين كيف أصبحت شيوعياً ووالدك رئيس الوزراء من أنصار الملكية المصرية ... فقال لهم في أحد الأيام أرسلني والدي لشراء الحلويات من إحدى المحلات الكبرى في القاهرة فوجدت مجموعة من الناس واقفة ينتظر كل واحد منهم دوره لشراء الحلويات فوقفت معهم وكنت واقفاً أنتظر دوري فالتقت فوقع بصري على أربعة أطفال حفاة ملابسهم رثة ممزقة واقفين خارج المحل وكل واحد منهم يخرج لسانه ويمسح (يلطع) زجاج المحل وبعد أن جاء دوري وتناولت علبة الحلويات خرجت من المحل وتوجهت نحو الأطفال الأربعة وسألت كبيرهم الذي يبلغ التاسعة من عمره عن عملهم بإخراج ألسنتهم ويمسحون بها زجاج المحل ... فقال لي يا بيك نحن لما بنلطع الزجاج كأن بنلطع الحلويات فأخرجت من العلبة لكل واحد منهم قطعة حلويات وذهبت إلى البيت وأنا أفكر بهؤلاء الأطفال الفقراء الجياع وكم من أمثالهم في مصر وفي اليوم الثاني ذهبت إلى المدرسة وكنت في المرحلة الثانوية وذهبت إلى المنظمة الطلابية (اتحاد الطلبة) التي كان لها ارتباط (بالحزب الشيوعي المصري) وطلبت منهم الانضمام إلى منظمتهم فلم يكلمني أحد وإنما بقوا يحدقون بعيونهم نحوي وواصلت كلامي وقلت لهم بعد أن ذكرت مشاهدتي لذلك المنظر للأطفال الأربعة الفقراء أنني الآن أرغب أن أتجرد من طبقتي وأصطف معكم أناضل من أجل الفقراء والمحرومين والجياع والعدالة الاجتماعية في مصر.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟