الشرعية الدولية ؟!

عدنان الأسمر

الحوار المتمدن-العدد: 6564 - 2020 / 5 / 15 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مضى على نكبة الشعب الفلسطيني 72 عاماً ثقيلة محملة بالهموم والمتاعب و مازال شعبنا في التشرد واللجوء صامد متمسك بحقوقه وفق مبادئ الشرعية الدولية وأهمها : الحق في تقرير المصير والعودة والحرية والإستقلال وخلال تلك الحقبة التاريخية الطويلة صدرت عشرات قررات الشرعية الدولية إلا أنها لم تساوي حبر طباعتها ولم تحقق اي من حقوق الشعب أو تخفف من وطأة الإحتلال بل إن الإحتلال الصهيوني يواصل يومياً المزيد من الإجراءات حيث يستولي على الأراضي والتوسع في الإستيطان والإعتقالات وفرض الحصار والعقوبات وضم القدس والأغوار والكثير الكثير من الإجراءات العنصرية الباطلة وفق أحكام الشرعية الدولية .
فالشرعية الدولية لم تمنع بعض المراكز الدولية المقررة مثل الولايات المتحدة من إعتقال بعض رؤساء الدول والعدوان العسكري على دول أخرى والتدخل في الشؤون الداخلية وفرض الحصار والعقوبات والتمرد على قررات الشرعية الدولية بخصوص القضية الفلسطينية وتجلى ذلك في دعم الكيان الصهيوني ومده بالسلاح والمال والغطاء الدبلوماسي والموافقة على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والتنكر بكل القرارات التي تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني .
فالشرعية الدولية لا تمتلك قوة ذاتية تلقائية بتنفيذ قراراتها وإنما تحتاج لتوازن قوى دولي يرتكز على شرعية شعبية نضالية واقعية فكل الشعوب التي تحررت وحصلت على حقوقها كان ذلك نتاج إتباعها نهج المقاومة الوطنية الشاملة وإستخدام كل الواسائل فقوى الإستعمار لن تتنازل طواعية وكرم أخلاق فالشرعية الدولية إعترفت بإسرائيل عضو في الأمم المتحدة وفق قرار 273 شريطة تطبيقها قرار التقسيم 181 وقرار العودة 194 ومضى على ذلك 71 عاماً ولم تلتزم دولة الكيان بل إحتلت الضفة الغريبة والشرعية الدولية واقفت على قرار التقسيم 181 والعصابات الصهيونية تجاوزت ذلك القرار حيث إحتلت أراضي إضافية وصلت إلى 78% من أراضي فلسطين التاريخية وهذا يعني أن الشرعية الدولية لا تعرف إلا قوة المقاومة الوطنية مما يفرض علينا بعد 72 عاماً من التشرد والتيه في المجهول العمل من أجل الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام وإحياء المشروع الوطني الفلسطيني وإعادة تجديد وتفعيل الأطر القيادية ووقف التنسيق الأمني والمفاوضات العبثية مع الكيان الصهيوني وإعادة الإعتبار للمقاومة الشعبية الشاملة وهذا هو الطريق الوحيد لنيل شعبنا حقوقه التاريخية المشروعة فالمجد للشهداء والتحية للأسرى ولكل المقاومين ولكل من ساهم بالمجهود الوطني الفلسطيني على مدى 72 عاماً ..

#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات