أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يونس تاج الدين - الكافر هو الظالم في القرآن













المزيد.....

الكافر هو الظالم في القرآن


يونس تاج الدين

الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 14 - 04:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حينما نتلوا في القرآن الكريم آيات تتحدث عن الوعيد للكفار وما سينالهم يوم القيامة من جزاء وعقاب، قد يساء فهمنا للمقصود بالكفار ، لأن عدل الله تعالى والمنطق السليم لا يمكن أن يحيل إلى أن معنى "الكافر" هو تحديداً وإبتداءاً الإنسان الذي لم يؤمن بدين الإسلام أو بالله عزل وجل ، ذلك أن من يحمل صفة "غير المؤمن" هما صنفان فقط : الصنف الأول هو الذي لم يقتنع بأن الإسلام هو الدين الحق أو لم يعتقد بخالق لهذا الكون لسبب من الأسباب، منها على سبيل المثال أنه لم يفهم الدين بشكل سليم لإعتقاده أنه لا يناسب هذا العصر أو أي عصر، فهذا الصنف لا يمكننا إعتباره كافرا جاحدا فهو لم ينكر الحق ولم يجحده إستكبارا بعدما تبين له أنه الحق.
والصنف الثاني هو الذي عرف وأدرك أن الإسلام هو دين الحق ودين الفطرة وأن كل ما فيه من أحكامن وتشريعات هي عادلة وحكيمة، وأن الكون لابد له من خالق فآمن به، ومع ذلك أبى أن يقر بذلك إزاء نفسه و إزاء الناس وإزاء تصرفاته في حياته فلا يعيش وفق قوانين ومقتضيات هذا الدين، هذا الصنف أيضا لا يمكن إعتباره "كافر" بالإسلام أو بالله لأنه في حقيقىة دخيلة نفسه هو مؤمن بالإسلام وبالله ومقر بهما.
فإذا كان الصنف الأول ليس كافراً لأنه لم يقتنع حقا ، وإذا كام الصنف الثاني يتنكر لم يجده في دخيلة نفسه التي تقر وتعترف، فالسؤال إذن من هو الكافر الذي جاء ذكره في القرآن الكريم؟
أنه حسب ما تقنضيه الآيات المعنية حينما نزلت ، وما تقتضيه النتيجة التي ذكرناها، نصل إلى الحصيلة إلى أن الكافر في القرآن هو الإنسان الذي جمع بين صفتين، صفة أنه منكر للإسلام أو لله تعالى جحوداً مع كونه يعلم أنهما حق بعد تضافر الأدلة القاطعة التي تُأكد الحقيقة أمامه، وهذا ما نجده بشكل أوضح في الزمن الأول للبعثة حيث كان الناس يشهدون من الأدلة ما يقطع بصدق النبي محمد (ص)، هذا والصفة الثانية هي كون هذا الإنسان ظالم معتدي قد طال جبروته وبلغت سطوته كل موضع، كما كان يفعله كفار قريش بالمسلمين من ظلم وسلب للحقوق، وهنا كانت الآيات التي تتوعد كفار قريش بالعذاب تأتي في سياق الظلم والتعدي الذي كانوا يجترحونه في حق المخالفين لهم، فتتوعدهم حتى يرجعوا عما هم فيه من غي ، وتربط على قلوب المسلمين وتواسيهم بأن الظالم سيلاقي جزائه.
وحتى أيات القرآن الكريم نفسها إذا ما طالعنا الكثير منها نجدها تقرن الكفر بالظلم بل وتصرح أن الكفر هو الظلم ، ليس لأن الكفر ظلم في حد ذاته ، ولكن لأن الكفر هو جحود بعد برهان وهذا الجحود هو ظلم للإنسان لنفسه حيمنا يكذب عليها ويغشها ويمنع عنها الخير الذي يمكنها أن تجده في ذلك الإيمان من سكينة وراحة ، غير أن هذا كما قلنا في سابقا ليس هو الكفر الذي يستوجب على صاحبه العقاب الأخروي ، ولكن فقط حينما يقترن هذا الكفر و الجحود بظلم الغير و الجور عليه.

وهذه الأيات القرآنية التي تةحي بهذا المعنى من إقتران الكفر بالظلم :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) .

أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ (45) .

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258).

كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86).

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) .

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ۚ أُولَٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19) .



#يونس_تاج_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا اضاف عدنان إبراهيم ؟
- داعش ووهم الدولة
- الفقه وروح العصر
- الإسلام وليس الإخوان


المزيد.....




- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يونس تاج الدين - الكافر هو الظالم في القرآن