العتابي فاضل
الحوار المتمدن-العدد: 6563 - 2020 / 5 / 13 - 14:53
المحور:
الادب والفن
أقبلتْ نائحةً لاطمةً متشحةً بالسوادِ
محمولُ نعشَ وليدها المثقبِ المخضبِ بالدماءِ
جسد يخشاهُ الموتُ
نازعهُ حتى رمقهِ الهاربِ منهُ
أيَ فجيعةٍ نالتْ منكَ أيتها المعفرةِ بهمكَ الحزينْ
منذُ " الشاكرية " وأنتِ تذرفينَ الدمعُ في المساءِ الموحشِ في ركنِ الكوخِ حْمَيِدْ أخيكَ تندبينَ
يا زنوبة
يا وجعُ اللهِ ويا حملَ السنينْ
غادركَ البكرُ وأنتَ منذُ يومكَ ذلكَ تندبينْ
هلْ هوَ زلزالُ أمِ نكبةٍ حطتْ فوقَ بيوتِ الطينْ ؟ ؟
آهٍ يا زنوبة
كمْ حملتِ وتحملتِ ولا منْ شكوى ولا أنينْ
أهيَ أنتِ الثكلى الممسوسةُ بالموتِ الملفعةِ بالسوادِ منذُ أبدِ الآبدينْ ؟
ورثتي الموتَ منْ " الخنساء " ومكثتُ بقربِ جدارِ الموتى تبكيهمْ بحرقةِ الأجدادِ الخالدينْ
زنوبة
يا وجعُ اللهِ في العراقِ عصابَ رأسكَ الأسودِ مخضبٍ بالدماءِ
ما منْ فجيعةٍ إلا ورزحتْ بجواركَ هلْ هناكَ منْ امرأةٍ تحملتْ مثلكَ وزرُ البراكينْ
تلوكينَ رغيفُ خبزٍ خالطهُ السوادُ منْ كثرٍ ما داستْ عليهِ بساطيل القادمينْ
زنوبة
يا وطنُ الحزنِ يا أمّ المغيبينْ
يا أمّ العراقِ ومنْ ثارَ على الظالمينْ
تَزفينهمْ زرافاتِ زرافاتٍ حتى فَجعتْ واديَ السلامِ وضجتْ بالقادمينْ
يا وجعُ العراقْ
يا زنوبة
يا وجعُ السنينْ
#العتابي_فاضل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟