خالد جميل محمد
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 6558 - 2020 / 5 / 8 - 17:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لسنا حزانى حقيقةً، لسنا سعداءَ حقيقةً؛ فكثيراً ما نخدع أنفسَنا لنرضيَ سُــقْــمَـنا وعُجبَنا وغرورَنا الخاويَ. لسنا على صوابٍ، ولا على خطأ؛ فرحيلُنا عن الوطن خطأٌ وصوابٌ، وبقاؤنا في الوطن صوابٌ وخطأ. عَويلنا على الراحلين ممَّن نمجّدهم يعادلُ انتهاكاتِــنا المجحفةَ بحقوقِ الباقين منهم على قيد التهميش والألم. وغالباً.. غالباً، مزاوداتُــنا افتراضيةٌ، تضحياتنا كلامية، بطولاتُنا وهميةٌ، وشكاوانا جوفاءُ لا حصر لها، وعِـتاباتُـنا المتخلفةُ صفعاتٌ متواصلةٌ لا تَــنْــفَــدُ. نُـقِـيْـمُ واقِـعَنا وطموحاتِنا على أعمدة من خيال، ونُقِيمُ خيالَنا على ما لا يُعقَلُ. يحاصِرُ جُــلَّنا أحقادُ جُــلٍّ، يمارسُ القويُّ المتمكِّن المتعجرفُ المتنفِّذ كلَّ عنفوانِه وجبروتِه بحقِّ الآخرين، وإذ يواجَه ذاك المريضُ بمَنْ هو أعنفُ منه، يَــتَــقطَّر جُبناً وهَواناً وينثرُ ابتساماتٍ مشحونةً بالرجاء والرضوخ لذاك الأشدِّ عنفاً منه. كم نحن مكتظون بالآفات والعلل! كم نتغافلُ عن حقيقةِ أننا نعيش في بَرزَخٍ يتوسط التناقضاتِ العويصةَ، ونتباهى بما نحن فيه من أمجاد جديرة بالسخرية والهُزْء والتهكُّم، بل نستغرق فيها متباهينَ بخَوائِنا! أمراضنا عُضال، فكل الكوارث التي حلَّت بنا لم تُعَلِّمْنا كيف نعيد ترتيبَ حياتِنا وإعادةَ صياغة منظومتنا المفهومية، الفكرية، التربوية والخُلُقِية بما يتناسب وحاجتَنا الفعليةَ إلى التغيير نحو الأفضل. نحن بيمارستانُ من الآفات.
#خالد_جميل_محمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟