أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إدريس غازي - الإبستيمي والخطاب














المزيد.....

الإبستيمي والخطاب


إدريس غازي
كاتب و باحث

(Driss Rhazi)


الحوار المتمدن-العدد: 6555 - 2020 / 5 / 5 - 21:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مما لا شك فيه أن مفهوم الإبستيمي Epistimé هو أفضل إنجاز - إن لم نقل إنجازا ثوريا - على المستوى الفضائي / الأفقي في كتاب "الكلمات والأشياء " إلى جانب مفهوم القطيعة répture على المستوى العمودي .في هذا الكتاب برهن م فوكو على وجود ترابط إبستيمولوجي عميق بين أنواع المعارف والعلوم السائدة ، في فترة زمنية معطاة ، وفي عصر معين . فمع م. فوكو لا يمكن ، وكيف ما كان الحال ، أن نؤرخ لعلم من العلوم بمعزل عن علوم أخرى وتشكيلات وممارسات خطابية discursive معاصرة له .لقد كان مؤرخوا الأفكار في السابق يتحدثون عن تاريخ علم اللغة وحده ، أو تاريخ علم الاقتصاد أو الطب أو الأدب أو الفلسفة ...دون أن يحاولوا الربط فيما بينها .
وفي واقع الأمر إن نحت هذا مفهوم الابستيمي من طرف فوكو ، لهو شيء جديد في تاريخ الفكر بدلالاته الفلسفية، ذلك أن هذا المفهوم سيغدو واحدا من أهم مفاتيح الفكر في علاقته بالسلطة pouvoir عند م. فوكو الذي يعرفه بعبارات صريحة كالتالي :" نفهم من الإبستيمي في الواقع مجموعة من العلاقات القادرة في عصر معطى ، على التوحيد بين الممارسات الخطابية ، التي تظهر أشكالا إبستيمولوجية وعلوما .وإمكانية تشكل أنظمة " إلى أن يقول ليس الإبستيمي شكلا لمعرفة أو نموذجا من العقلانية يتخلل كل العلوم على اختلافها ، كاشفا بذلك عن وحدة مسيطرة لموضوع أو فكر أو عصر ، بل هي مجموعة من العلاقات التي يمكن اكتشافها في عصر معين .." ويضيف قائلا " لا يوجد قط ضمن ثقافة ما ، في لحظة معينة ، غير إبستيمي واحد يحدد شروط الإمكان بالنسبة لكل معرفة " ( ص.179 ) ..ومن هذه الزاوية يمكن القول أن الابستيمي مفهوم تأريخي، لكنه مفرغ من كل علاقة مع التشكيلة الإجتماعية، ولقد حاول فوكو رسم الحدود القصوى للفكر الغربي والخط القاسم بين ما هو ممكن التفكير فيه وما هو مستحيل الفكير فيه..وهذا ما كسر الوهم الذي جعل الكثير يعتقد بأن العقلانية خط واحد أو نظرية واحدة مهيمنة، وقد قادت هذه المنهجية الفيلسوف إلى تأسيس جينيالوجا للمعرفة في العلوم الإنسانية، وجعل ما كنا نعتقده طرازا لفكر البشرية الدائم، شيئا نسبيا .
يقول فرانسوا فال عن هذا المفهوم " فقد أثبت أن تاريخ الفكر ينقسم إلى شرائح كبيرة ( اي فترات زمنية واسعة ) مفصولة عن بعضها البعض ، وكل شريحة تشبه ورقة خضراء بكل تفاريعها وعروقها ( اي كل العلوم والمعارف السائدة في فترة محددة ) وعندما تذبل هذه الورقة وتموت ، تطوى لتحل محلها ورقة جدبدة وهكذا ذواليك ..."
ولكي نوضح المسالة أكثر ، سأعرض بسرعة للإبستيميات الثلاث والتي رصدها م. فوكو في كتابه" الكلمات والأشياء " في صورة مختزلة، مما سيمكننا بثبات من الوقوف على ملامح هذه العصور ، كما سيساعدنا في توضيح العلاقة بين الابستيمي والقطيعة بالنظر إلى علاقة التلازم بين المفهومين يصعب الفصل بيهما دون بيان الأسس الابستيمولوجية والمعرفية لكليهما ...فالقطيعتان المشار إليهما في الجزء السابق ؛ أي القطيعة بين العصر الوسيط والعصر الكلاسيكي من جهة، والقطيعة الثانية بين العصر الكلاسكي والعصر الحديث من جهة ثانية .
فالقطيعتان المشار إليهما يفصلان بين ثلاث إبستبميات وهي على التوالي :
١ إبستيمي العصر الوسيط .
٢ إبستيمي العصر الكلاسيكي
٣ إبستيمي العصر الحديث .
وهذا ما سنقف عنده في الجزء اللاحق من هذه المقالة.
يتبع



#إدريس_غازي (هاشتاغ)       Driss_Rhazi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطيعة في تاريخ الخطابات
- حقوق الطفل الانسان من خلال البرامج الدراسية في المدرسة المغر ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إدريس غازي - الإبستيمي والخطاب