أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي مالك - السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي 1














المزيد.....


السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي 1


المهدي مالك

الحوار المتمدن-العدد: 1583 - 2006 / 6 / 16 - 11:29
المحور: الادب والفن
    


مقدمة
ان الفنون الجميلة لها حمولة ثقافية و حضارية ببعدها المتكامل العناصر و الانسان المبدع هو ابن بيئته بمختلف مكوناتها الطبيعية و الوجدانية و تجعله هذه المكونات يفكر في العديد من الاشياء كالهوية التي تعد اساس من اسس هذا الانسان المبدع الذي يحاول ان يبدع في ميادين الابداع الكثيرة كالشعر و الغناء و السينما التي تعتبر من الفنون الجميلة التي تعبر بالصوت و الصورة عن العديد من القضايا ذات ابعاد مختلفة كالحروب و الفقر و خصوصيات الشعوب الثقافية و الحضارية و من هذا المنطلق قررت ان افتح ملف السينما الامازيغية و هي تعد نافذة نرى من خلالها قيمنا و ادبياتنا العريقة كمجتمع مسلم و كما نعلم فالدين الاسلامي له مكانة مرموقة عند الامازيغين منذ قرون عديدة و الذي ينكر هذا فلم يفهم تاريخ المغرب بشكل صحيح او يعتقد بالخرافات التي حاولت تشويه الكيان الامازيغي بشتى الطرق و الوسائل منذ اكذوبة الظهير البربري .

اول فليم في تاريخ السينما الامازيغية
في بداية عقد التسعينات من القرن الماضي خرج اول فليم ناطق باللغة الامازيغية في التاريخ و انذاك كنت مازلت صغيرا و لم ادرك عظمة هذا الفليم الذي يحمل العديد من المعاني العميقة و الرموز الدالة و اسم هذا الاخير هو تامغرت ؤورغ أي امراة من الذهب و هذه تعتبر اشارة قوية بان المراة عندنا لها مقام محترم و تساهم هذه الاخيرة في نشر قيم العفاف و الشرف المهمان في مجتمعنا الامازيغي و هذا الفليم اعتبره شخصيا كنزا من كنوزنا الثقافية و الحضارية لانه يتطرق الى مشاكلنا كالتخلف الديني الذي جعل اجدادنا يقدسون الخرافات و اولياء الله الصالحين اكثر من خالق الكون الذي له مفاتيح الغيب و هذا التخلف قد منع اجدادنا من الادراك مجموعة من المسائل كالهوية و الانتماء الى هذه الارض الطاهرة و هذا التخلف هو احد الاسباب المباشرة لعدم تقدمنا في ركاب التطور بشتى ابعاده المعرفية و الفكرية و حتى السياسية .
و الذي سيشاهد هذا العمل الرائع سيكتشف العديد من الرموز التي لا يفهمها الا المناضل الامازيغي و من بين هذه الرموز التشبث بالارض و العرض و هذان الرمزان يجعلنا نفكر كثيرا في حضارتنا الامازيغية التي ساهمت بشكل كبير في نشر قيم الاسلام الحقيقي و الذي يؤمن بمفهوم التعايش السلمي بين كل الثقافات و الديانات السماوية و رفض المذاهب المتطرفة كالسلفية و القاعدة و غيرهما من هذه الاخيرة التي دخلت الينا من المشرق و الانسان العاقل لن يرك اسلام اجدادنا المرابطون و الموحدون و انني اؤمن باسلامنا الطاهر و المتسامح و المدافع عن مقدساتنا الحقيقية و ليس الخيالية او المستوردة من منابع التطرف و التكفير و هذه وجهة نظري الشخصية.
و هذا الفليم يعطينا تصور عام عن التخلف الديني في مجتمعنا حيث انه يحاول ان يحارب التقدم الفكري من خلال نشر مجموعة من الاشياء كالشعوذة و الايمان بوجود كائنات خارقة كالجن و عبادة الخرافات اكثر من القران الكريم و الفكر المتنور الذي لا يستطيع ان يعيش في بحور الخرافات الشعبية و يخبرنا هذا الفليم ان مجتمعنا مازال يؤمن بهذه الاشياء التي تمنعه من التقدم و تطور العقول و الافكار.
و كما اشرت بان فليم تامغرت ؤورغ يحمل معاني عميقة و التي تحكي لنا بشكل غير مباشر عن نضالات الامازيغية ضد التخلف و استغلال العقول الضعيفة عن طريق ديننا الاسلامي والامازيغية في هذا الفليم هي تامغرت ؤورغ و التي تدافع

عن ممتلكات زوجها المهاجر الى فرنسا قصد العمل و هذه الممتلكات هي ارضه و عرضه و يخبرنا هذا الفليم بشكل غير مباشر ان من يدافع عن حقوقه الثقافية و اللغوية سيتعرض الى التشويه و الى الاتهام بانه خرج عن الطريق المستقيم مثل ما تعرضت له تامغرت ؤورغ من الاتهام في عرضها كامرأة متزوجة و التي تدافع بكل القوى عن ممتلكات زوجها الغائب ضد الذين يريدون الاستغلال و السيطرة على هذه الاخيرة أي الممتلكات .
و هذه هي قراءتي الشخصية لهذا الفليم الرائع الذي يستحق منا التشجيع و التكريم لانه خرج الى الوجود بإمكانيات ذاتية انذاك و تلك المرحلة لا يوجد أي اهتمام رسمي من طرف الدولة تجاه تنمية الثقافة الامازيغية
و قد شكل ظهور هذا العمل السينمائي حدثا تاريخيا بالنسبة للامازيغين الذين لا يفهمون ما يبث على قنواتنا التلفزيونية من المسلسلات المصرية او المكسيكية التي تعطينا تقاليد غريبة عن مجتمعنا المغربي المسلم و على أي فهذا العمل السينمائي يجسد خصوصياتنا التي اخذت تموت شيئا فشيئا في ظل زمن العولمة و التي لا تعترف الا بقيمها المتوحشة التي تجعلنا ننسى اصلنا و تقاليدنا الجميلة كمجتمع امازيغي الذي يعلمنا ان التشبث بالهوية يعد شيئا اساسيا بالنسبة لاطفالنا و احفادنا و الذين سيحملون هذا الهم الذي انطلق منذ عقود من النضال من اجل رد الاعتبار لهويتنا الامازيغية الشريفة من كل الاتهام .
و خلاصة القول ان فليم تامغرت ؤورغ يستحق اكثر من هذا المقال المتواضع لانه ذو رسالة هادفة و تربوية و يستحق ان يبث على قنواتنا الوطنية التي تشجع المسلسلات المكسيكية اكثر من إبداعاتنا الامازيغية و هذه تعتبر ملاحظة للتامل و التفكير .
للحديث بقية المهدي مالك



#المهدي_مالك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بحور تاملاتي الشخصية
- المعاق و التخلف
- معاني الاحتفال باليوم الوطني للشخص المعاق
- قراءتي الشخصية لازمة الرسومات المسيئة لمقام رسولنا الاكرم ص
- تاهيل الحقل الديني في المغرب بين السؤال الثقافي و تطلعات الم ...
- تاهيل الحقل الديني في المغرب بين السؤال الثقافي و تطلعات الم ...
- الاسلام بين التطرف و الوسطية
- التخلف الايديولوجي 2
- زمن التخلف الايديولوجي 1
- المدرسة المغربية بين التقاليد و التجديد
- الخطاب الديني بين هموم المرحلة
- الذكرى الرابعة لانشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية قراءة ...


المزيد.....




- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...
- المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان
- عام على رحيل صانع الحلم العربي محمد الشارخ
- للشعبة الأدبي والعلمي “جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 ال ...
- من هو ضحية رامز في 13 رمضان؟ .. لاعب كرة قدم أو فنان مشهور “ ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المهدي مالك - السينما الامازيغية بين سؤال الهوية و قضايا المجتمع الامازيغي 1