أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - جنين ..














المزيد.....

جنين ..


مظفر النواب

الحوار المتمدن-العدد: 6553 - 2020 / 5 / 3 - 20:14
المحور: الادب والفن
    


لأبطالها المجد والياسمين

لصمتِ الصباحِ الحزين

لحزن الأزقةِ يعبق منها الزمان

لأجراس ضحكاتِ أطفالها

للترابِ الثمين

لبيوتِ الصفيحِ المقاتلِ

تخرج منها العصافيرُ زقزقةً وتعود زخارفَ شدوٍ

بما شاهدتْ من دوي السنين

للنهار المهدمِ في مهد طفلٍ تضرجَ في صمتنا العربي

والدم ينزفُ من بين أحجارها

للركامِ شَّمُوخٌ يطالُ النجومَ

بمن تحته استُشْهِدُوا واقفينْ

لمحمودَ (محمود طوالبة) وهو يقود ثمانية من ألذِّ الشباب

ويهزم ما قيل أعتى الجيوش

كميناً هنا وكميناً هناك

ويجعل منهم لبعض كمين

تعال استمع

فالخرابُ يرتلُ كيفَ المعاركُ دارتْ

وكيف تلاحم عُريُّ الصدور بدبابة بعد أخرى

تعال استمعْ

وجع القلبِ شحَّ العتاد ولمْ يبقى إلا النفوسَ

فجادوا بها

ظهرهم للجدارِ الأخيرِ

ليبقى المخيمُ عالٍ مضيءَ الجبينْ

جميع الجهات تحاولُ طمس الجريمة

لا سيما مجلسُ الزِّفتْ

ثَمَّ مقايضة عاهرٍ

يخجلُ العهرُ منها

وما جف دم المخيم بعدْ

وظنوه أمسى ركاماً وكانوا من الخاطئين

خسئِوا، كلُ طفلٍ مخيمٌ ما بين أضلاعه

نسخةٌ مِنْ جِنِيـن

من هنا يدخلون جهنما

لا نتركُ الآن عودَ ثقابٍ بلا هدف

والصفيحُ الصفيحُ سنشحذه مرتين

ونصقلُ أي حديد سلاحاً

وألعابَ أطفالنا والحروف الصغيرة

إن الحروف الصغيرة تدمي ولا يستهان بها في زئير العرين

برامج هذا العدو قناعته وإذاعاته لاجتثاث

أرومتنا من تراب التي نحن تربتها الأولين

يقول دعاة الهزيمة : هذا التطرف جرَّ البلاد إلى مُشكلٍ
يقول دعاة الهزيمة : هذا التطرف صبَّ البلاءَ على أهلنا
يتغابونَ ...

بل يدفنون الرؤوس بأُست العدو

وهم يعلكون السكوت المُشين

ستأتي الليالي جهاماً

تنزُّ دماً وقيحاً

إذا ما أصخنا لهذي النعاجِ اللئيمة

إن الذئاب لها ذمةٌ بالقَيَاسِ بِهِمْ

فهم من قُرَادِ الذئابِ ومستذئبين

لها تُسْلكُ الدمعُ والسَكَتَاتِ بكل خيوط الزمان

عقوداً لفِتْيَتِها ، للمُحَيَّى الأبيِّ

لقامتها إذ تشحُ الظلال تمد ظلال

للصغار أريجهم الأبدي ينبههم

يرفعون الظلام يعيدون حزن أصابع قد قطعت

يرسمون غداً مترعاً بالسلاح

وداسوا على علم الاحتلال

لا تَسَلْنِي : وكيف الأصابع مقطوعة تتحدى؟!

أجيبك لا يعرفون المحال !

رسموا للتقصي الذي لا يجيء

خرائط للجرح، للشهداء، لمستقبل يرجعون الحقول إليه

ينامون في ظل زيتونة إذ يفيض النهار سلاماً

ولم يأتِ بعد التقصي

أيحتاج دمٌ بهذا الوضوح تقصٍ ؟!

وتبقى الخرائط مفتوحة، والحسابات مفتوحة، والسؤال

نفضوا يدهم

رسموا لجنة للتقصي بلا شرفٍ

من جميع جوانبها عملةٌ بائرة

لها العار أيامنا

شمّرتْ عن حديد وتهربُ وهي تغطي على عورتيها

فأطفالنا ربّعوا الدائرة

ألا يخجل الجبناء البراذين

يختزنون السلاح

وشعب يقارع دبابة بعد أخرى بحدٍ الأظافرِ

يا أمة الصبر هُبي انهضي

ادعسي ما يُسمى الموازين

إن حكوماتنا تتناطح إذ لا نطاح

فإن نملةٌ ضرطت من بعيد تغوص قرونهم في العقول

فثور خنيث وثور خبيث وآخر في الحرب صفر له خصيتان

يُرَقِص أردافه كلما قرع الطبل في طرطرة

شربوا دمنا بالتذاذ الخنازير

داسوا الحياة واستباحوا الصلاة

ولم يتركوا منزلا نسفوا ما بناه الزمان الجميل

وأدموا هواء الربيع

يرجون رباً بتوراتهم يقطع الغيث عنا

للسنونو أتى الصيف

أتى القيض لم تلقَ ظل البيوت

فظلت تدور شريطاً من الذكرياتِ

بَنَتْ في الخراب المضمخ بالأمس عشاً

على نمط الدورِ في الناصرة

هنا كان ملعب للفقراء الصغار

لهم كرةٌ من بقايا الثياب

وكان هنا هدف من خيالٍ وحارسُ مرمى

يصد الهجوم الجميل ..

يُشَمّر عن سنِّه العاشرة

وجاء الهجوم القبيح

فثبّتَ في الأرض أقدامه

ردّ سيل كراتٍ من النار ثُمّ اختفى

انظروا للفراغ الجميل هناك

غدا الآن حارس مرمى البلاد

إذا أحضروا همج الأرض من كل دربٍ وصوبِ وشنوا الهجوم

يَشُنُّ الهجوم المعاكس بالآخرة

فأقوى السلاح هو الآخرة

جنيــنُ ! أعَدْتِ لأمَتِنا الذاكرة

وصار صراع الوجود مُعافى

وقد كاد تمحوه أنظمة السمسرة

أقبّلُ نُبْلَ ترابك إنّ الصلاةَ مضاعفةٌ يا جنينُ بتربتكِ الطاهرةِ



#مظفر_النواب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنان انطوان يحاور مظفر النواب .. الجزء الثاني والأخير
- سنان انطوان يحاور مظفر النواب .. الجزء الأول
- اسماعيل زاير في حوار مع مظفر النواب
- حوار مع مظفر النواب لعلاء المفرجي
- كيف نبني السفينة في غياب المصابيح والقمر
- أخبرني الناعي
- آه جابر البيلسان
- مأمور البلدية
- إصبعه المغرورق بالحلوى
- في قفص الاتهام
- في المصالحة بين التضورات واصوات إناث الكناري ...
- صورة زيتية لشيخ الخليج
- إلى توفيق العبايجي
- أميرة
- في الرياح السيئة يعتمد القلب
- تحت طاقات بغداد القديمة
- الله في صف الرجال ..غزة
- ملازم عن المسك ..وشتائم جميلة
- رحلة الصيف والمواء
- المنفى يمشي في قلبي


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - جنين ..