أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة مرتضى - رسالة الى أمي في زمن الكورونا














المزيد.....


رسالة الى أمي في زمن الكورونا


فضيلة مرتضى

الحوار المتمدن-العدد: 6553 - 2020 / 5 / 3 - 17:47
المحور: الادب والفن
    


يامنبعآ بمائك بملحك أعطيتني كل مالديك من عطاء .ياقلبآ كابد في مركب مهشم ممزق الشراع . لكنك بمنتهى الصبر سرتي بنا لمرفأ الأمان وبشفاه تحرك بتمتمات الدعاء والعبادة والصلاة .تحت فوطتك كان صدر كبير يواجه معركة الحياة من الأعماق بكل مالديك من هدوء وكفك الحنون مر على الجبين تسطر مقدورنا لتحصر الأحتراق لتقتل اليأس في مركب السنين ويقضة تراقب أحوالنا في الصباح والمساء ولم يمر يومآ أظهرت فيه وجعك وتعبك حتى لو جار عليك الزمان وكف العدوان بحبك الكبير كان شاطئ ملئ بالحنان .فلم نعرف سرك ياثرة الأقدار ياآله الحب يامعبدي يا قبب الأجراس ويا صوت مآذن الأمهات ياشراع الحياة . ياأمي أنا اليوم وحدي أصارع الرياح يتعكر حولي الأكدرار ,صدري مطفأ مصباحه وفي الروح برق ورعد وحرمان وكل شئ حولي هباء في أدراج الرياح ... هل تسمعين ياأمي صوت صراخي ؟ هل تشعرين بهمي وانت هناك فوق حجب السحاب ؟ ياغائبة لو تسمعيني فأنا أعيش في العذاب ... الكل صار بعيدآ خوفآ من الوباء وأنبنى حولنا جدارآ فوق جدار والموت يطوف حولنا بلاقرار .لا أعلم ياأمي متى يكون نهاية المطاف. قد سرت على نهجك زكية قوية صامدة أشع في القلوب وأنا مطفئة الفؤاد وفي جوانحي عرش الأسود وفي قلبي أعشاش الطيور . أمخر بسفني الى بر الأمان كأنني قطة تحمل صغارها من مكان الى مكان ومن مخبأ الى مخبأ رافعة شعلتي لأنها سر البقاء وفي صدري قلب صاغه الله بلحن الوفاء وروح رؤوم ونفس يملكه الرحمة والإباء وعندي حس الأمومة ملئ بالكفاح فأنا أنت في رحلة الكفاح وفي مسح الجراح وصمود في مركب النواح .أنهيت يأمي كل مالدي من مهام وأبنائي في بر الأمان ولي منهم ينابيع من الأحفاد ... ولكني يأمي وحيدة بعد سفر الأحلام يطل علي وجهك عبر الخيال حلوآ يحلي وجودي يقوي صمودي يضئ ليلي كأنه قلب النهار. شئ منك يمر علي عبر السكوت وأنا على السطح الأصم من طهر السماء وبه أستمر في البقاء أحضن شطآن النجاة .بين جدران بيتي أبني سلالم الشعر والسكون يدور حولي في زمن يطبق على رقابنا هذا الوباء لانعلم متى ينتهي هذا الصراع.
الدنيا تدور بنا تغير أحوالنا كل من حولنا أصابها الجنون والخوف ,سريرهم الأرق نهارهم الفزع تتساقط أوراقهم كتساقط أشجار الخريف لاجسر بينهم المسافات طالت وفرقتهم يسود كل من حولنا قبضة كورونا اللعين يؤرق ليلهم يفرق شملهم بعد أن كان حضن السلام عش لبعضهم .
كم أنا اليوم بحاجة لصدرك لأرتخي فوق وسادة فردوسها ورخاء ونعومة رحابها وفيض مشاعر نبض قلبها وشم رائحة الفوطة النائمة على جلدها . أحن ياأمي الى عذوبة كلماتك ليحميني من الأنكسار في هذا الزمن المضطرب وكأنه سفينة مكسورة الشراع تتخبط بنا دون قرار . أنا ياأمي لست ضعيفة ولكن أخشى الوقوع فيه ولست بجناح مكسور ولكني أخاف غدره فأنا طير أريد أن أحلق في السماء حرة أحط على أشجار الرغبات وأحبها لجميع الكائنات لاأريد السجن بين جدران الحصار والممنوعات . أخشى أن يكون بعد كورونا أشياء وأشياء!!!!! سؤال يؤرقني: هل نمضي إلى أن تخور قوانا وننهار عجزآ وفي رؤسنا أسئلة تموت معنا دون أجوبة تشفي غليلنا أم ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وفي الختام :
من دار الدنيا الى دار الأخرة, أشياء نتقاسمها ياأمي الشعلة العذبة في عالم الأحلام
03/05/2020



#فضيلة_مرتضى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة{4}
- قصة قصيرة{3}
- قصة قصيرة{2}
- قصة قصيرة
- البكاء يضحك
- MARIANNE
- الحب ملجأ عطوف
- مريانة
- حواجز وباب مقفل
- أشتقت اليك
- وطن في متاهة الظلم
- كان لنا بيت تيتم
- الدنيا أمرأة جميلة
- تعود لي غدآ عبر شبابيك الفداء
- تسكن قلبي
- نفوس تصدعت على حدود الوطن
- أنت من أبحث عنه
- دعابة حلم
- لقاء الشتاء والشتاء
- أجنحة ومهاجر


المزيد.....




- سعاد بشناق عن موسيقى فيلم -يونان-.. رحلة بين عالمين
- الشارقة تكرم الفنان السوري القدير أسعد فضة (فيديو)
- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة مرتضى - رسالة الى أمي في زمن الكورونا