أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - (المنصّة) فيلم يتمحور حول الجشع البشري وإساءة إستخدام الموارد ..!!















المزيد.....


(المنصّة) فيلم يتمحور حول الجشع البشري وإساءة إستخدام الموارد ..!!


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 6553 - 2020 / 5 / 3 - 15:43
المحور: الادب والفن
    


Film - The Platform


تعتبر تجربة السينما الإسبانية واحدة من أهم التجارب السينمائية في أوروبا، ، لا لأنها أنتجت ظواهر واتجاهات سينمائية كما هي حال السينما الإيطالية والفرنسية، بل لأنها أفرزت عددا كبيرا من السينمائيين المبدعين الذين تمتعوا بشهرة عالمية ، وتعتبر إسبانيا واحدة من أهم مراكز صناعة السينما في أوروبا، رغم أنّها لا تحظى بشهرة عالميّة ، ومع استحواذ شبكة "نتفليكس" على أفلام إسبانية، بدأت السينما الإسبانية بالانتشار على نطاق واسع، في السينما الإسبانيّة، يمكنك أن تشاهد أفلاماً لم تشاهد مثلها من قبل، أفكاراً لم تخطر ببال صنّاع السينما بعد، ومعالجة فريدة من نوعها ، سنتحدث في هذ المقال عن الفيلم الأسباني ( المنصّة )، كما هو عنوانه بالإنجليزية، والحُفرة، كما هو عنوانه بالأسبانية، والحفرة ترمز إلى سجن عمودي في شكل برج يتكون من عدد لا نهائي من الطوابق، كل طابق عبارة عن غرفة دون أبواب أو نوافذ ، فقط أربعة جدران وسريران متقابلان ، يوضع بداخلهما شخصان تم اختيارهما بطريقة عشوائية ، يتوسط الغرفة فتحة مربعة الشكل تنزل من خلاله يومياً ولمرة واحدة، مائدة مليئة بالطعام . الفيلم مليء بالإستعارات والرموز، وتدور أحداثه داخل سجن فريد من نوعه، يحاكي المجتمع الحقيقي، ويتمحور بشكل أساسي حول الجشع البشري وإساءة استخدام الموارد الذي يؤدّي إلى خلل في توزيع الثروات، يبدأ يبدأ الفيلم من داخل مكانٍ افتراضي أشبه بالسجن، يُقاد إليه الخارجين عن العدالة ، وبعض المتطوعين أيضًا الذين يقومون بمقابلة شخصية مع مسؤولي المكان، يتم الاتفاق فيها على قبولهم هناك لفترة مُحددة ، وبمقابل مُحدّد ، وغالبًا ما يكون شيئًا يُريده المتطوّع بشدة ، كما هو الحال مع بطل الفيلم غورينج، الذي اختار بمحض إرادته أن يدخل في هذا السجن من أجل أن يحصل على دبلوم وفي نفس الوقت كي يُقلع عن في هذا السجن العمودي، ويحقّ لكل سجين أن يختار شيئًا واحدًا ليأخذه معه إلى داخل السجن . يختار غورنغ كتاب "دون كيخوته"، وهوما يرمز إلى محاولة إصلاح المجتمع ولو بالقوة ، لكن السيف الخشبي سيتحطم في النهاية . السجن عبارة عن حجرات يقع بعضها فوق بعض، مفتوحة أرضها من المنتصف، في كل حجرة سجينين لا غير، حيث تهبط فيها يوميًا بشكل ميكانيكي منصّة كبيرة والتي تُشبه مائدة فاخرة، عليها أشهى المأكولات والمشروبات والحلويات أيضًا، والتي نرى في الدقائق الأولى من الفيلم أنّ إعدادها يتم بعناية فائقة. تستقر هذه المنصّة بداخل الفراغ المماثل لحجمها تمامًا على أرضية الغرفة لفترة بسيطة من الزمن، تهبط بعدها هذه المائدة للحجرة التي بالأسفل، لِتُكرّر نفس الخطوات السابقة بالضبط ، يستيقظ بطل الفيلم غورينغ (إيفان ماساغوي) ليجد نفسه في الحجرة رقم 48 . غورزينغ دخل طواعية إلى سجن "الحفرة" بهدف التخلص من عادة التدخين والحصول على الدبلوم . لا يعطي الفيلم أهمية كبيرة للحياة خارج السجن، بل إن مخرج الفيلم الأسباني غالدير أوروتيا، حاول تجسيد الحياة العصرية اليوم في السجن الذي صمّمه. السجن في فيلم المنصة مصمم بشكل عامودي على شكل برج عملاق، ويتألف من 333 طبقة أو حجرة، حيث يوضع سجينان في كل منها. يشكّل تصميم السجن ركيزة أساسية من ركائز الفيلم، ويطلق عليه تسمية "الحفرة"، نسبة للحفرة المستطيلة التي تتوسّط كل حجرة من الحجرات الـ333. يحصل السجناء على الطعام مرّة واحدة فقط في النهار، من خلال المنصة متحركة على شكل منضدة. يتم تحضير الطعام حجرة فوق السجن تحمل الرقم صفر ويوضع على المنصة، ويتم تمرير المنضدة باتجاه كل الحجرات من أعلى إلى أسفل. تستقر المنضدة لدقيقتين أمام كل حفرة، وهي المدة المتاحة أمام السجناء لتناول غذائهم اليومي الوحيد، قبل أن تتابع رحلتها نحو الأسفل ، تمثّل الحجرات إذًا طبقات المجتمع ، من هم في الأعلى يحصلون على مستوى حياة أفضل . يمكنك أن تبصق في الطعام لتذل من هم في الطبقات الأدنى، لكنك في الوقت نفسه تأكل طعامًا مجبولًا ببصاق من هم فوقك. يمكنك أن تتبول على من هم تحت، ويمكن لمن هم فوق أن يتبولوا عليك. يأخذنا المخرج نحو الطبقات الدنيا، حيث يتضور المسجونون جوعًا، وحيث عليك أن تقتل زميلك وتأكله لكي تبقى. غريزة البقاء هي من تحكم الحياة في "الحفرة". مشاهد الدماء وأكل اللحم البشري، وإن أدت إلى نفور بعض المشاهدين من الفيلم، فهي تُستخدم بكثرة في للتعبير عن قساوة الحياة في المجتمعات المعاصرة. زميل غورينغ في الحجرة "تريماغاسي" يقوم بدوره الممثل (زوريون إكويلور ) ، والذي قام بتعريفه بقوانين السجن، محكوم لمدة سنة بسبب قتله أحد المهاجرين عن طريق الخطأ ، بعد رميه جهاز التلفاز من النافذة على رأسه ، لأنه غضب من أحد الإعلانات . تريماغاسي سقط فريسة للإعلانات المضلّلة المنشرة بكثرة اليوم . يتفاجأ غورينغ عند وصول منصة الطعام ، أنها مقززة وتتضمن بقايا أطعمة ، وعليه أن يأكل فضلات الحجرات الـ47 والحجرات في الطبقات في الأعلى .
يقول له تريماغاسي: " إنك محظوظ لأن 48 يعد رقمًا ممتازًا، مقارنة مع الحجرة 122 التي كان فيها في الشهر الماضي" . في أول مشاهد الفيلم يقول تريماغاسي ، الشخصية المثيرة جدا للانتباه، هناك ثلاثة أنواع من البشر في هذا العالم، مَن هم بالأعلى وهم يملكون كل شئ، ومَن بالأسفل الطبقة المعدمة ومابينهما الطبقة المتوسطة المتأرجحة بين الطبقتين، ، ليس الأمر فقط أن تكون في طبقة اجتماعية ما تميل إلى تأكيد مكاسبها على أنها مستحقة، ولكن بسبب هذا التوتر الشديد الذي تتسبّب فيه أحداث مثل التي نعيشها الآن فإنك تخشى السقوط ، تخشاه إلى حد الموت. يتم في المنصة تغيير مستويات الأفراد بعد مضي عدة أشهر، مما يجعل من كان في المستويات الأدنى (الفقير) في مستويات أعلى وربما في المستوى الأول أو الثاني (غني) ومع ذلك يبقى هذا الفرد ضمن هذه السلسلة جشعًا ، يفكرفي نفسه فقط دون محاولة التغيير في نظام المنصة، وإثبات أن إدارة النظام فيها خلل عظيم، فهو يقوم بنفس ما كان يقوم به من سبقوه في المستويات العليا .
فكرة غورينغ في تحصيص الطعام بين الجميع كانت بمثابة حل مثالي لإيقاف المعاناة ، في آخر الفيلم يقوم بتنفيذ ما قاله في الحوار الدائر بينه وبين تريماغاسي، وتبدأ خطته في منع أول 50 مستوى من تناول الطعام في أول يوم، فماذا لو تخلى الأغنياء ومن لديهم الأطعمة الكثيرة عن جزء من طعامهم للفقراء ، وخصصوا قسمًا من ثروتهم لفقراء الكرة الأرضية، فهم في جميع الأحوال سيأكلون في اليوم التالي ولن يتأثروا أو يموتوا لمجرد صومهم يومًا واحدًا عن الطعام، وما بعد الـ50 يتم تحصيص الطعام بحيث يأكل الجميع، يصل الشاب إلى الطابق السادس، وهو أفضل ما وصل إليه خلال رحلته هذه، يرافقه شاب أسود مفتول العضلات، ومن هنا تأتي فكرة التغيير، التي يراها لابد أن تكون من أعلى. هذا الطابق سيوفر له الهبوط ومنصة الطعام ليُقنع مسجوني باقي الأدوار بالامتناع عن الطعام لمدة يوم فقط، وبعدها يتم توزيع ما يحتاجونه بالفعل لا ما يريدون، فكانت القوة والقوة فقط. هنا يتقابل الشاب ومرافقه مع حكيم مُقعد، أشبه برجل عسكري عجوز. يتحدث عن رسالة لابد من إيصالها إلى آلهة الأولمب (أصحاب الثروة) بعد رحلة المنصة إلى العالم السُفلي ، والرسالة عبارة عن قطعة من الحلوى لم تُمس، فكرة تصدير الأمل في أن هناك في الأسفل بشرا يستحقون عالماً أفضل. ولكن هل ستتغيّر رؤية الإدارة أو النظام؟ .
هذا الجيل الذي تمثل في طفلة وجدها الشاب مختبئة في الطابق الأخير، رغم التأكيد له بعدم وجود أطفال في هذا المكان. لكنه قدّم إليها الحلوى، فالرسالة هي الطفلة نفسها، التي صعدت بها المنصة سريعاً إلى الأدوار العليا، وصولاً إلى الطابق صفر ، الذي تقيم فيه الآلهة. وفي الخاتمة تظهر الفتاة في آخر مستوى على أنها ترمز إلى الأمل، وأن بإمكان إيصال الطعام للجميع حتى في الأسفل وأن الأمل موجود، لينتصر في آخر الفيلم غورينغ بتأكيد أن فكرته صائبة، وأن بإمكان الجميع النجاة وتغيير النظام السائر في المنصة دون إراقة الدماء . قصة الفيلم ، هي نفس القصة الأزلية عن الصراع الطبقي ، فبينما تعيش طبقات المجتمع العُليا في بذخ ورفاهية لا محدودين، تتكالب الطبقات السفلى على الفُتات، هذا إن وُجد أصلًا، وحتى ما يتبقى من الطعام ، فهو في النهاية بقايا طعام، تم الأكل منه، والعبث فيه . بطلنا هو غروينغ، القارئ الذكي، الذي دخل هذا السجن ساذجًا، وجاهلًا بما قد يفعله البشر ببعضهم حينما يدخلون في صراع البقاء الدامي، تأمل هذا المشهد الرائع في بداية الفيلم، حينما يُدرك غروينغ أنّ من هم بالأسفل لا يعبأون البتة بمن أسفل منهم، حينما تقع منصّة الطعام تحت أيديهم، فيحاول إقناعهم بأن يتركوا لغيرهم القليل من الطعام بدون عبث، فيرفضون في حدة، وحينها يقوم زميل غروينغ العجوز في الغرفة، بالتبوّل عليهم، فيخبره غروينج بأنّ يتوقف، فربما تنعكس الأدوار ويصبح الذي بالأسفل بالأعلى لاحقًا، فيُخبره العجوز في ثقة، بأنّهم بالتأكيد كانوا سيتبوّلوا عليهم أيضًا ، في رأي العجوز أنّ هذا هو حال كل من لديه سلطة على الآخر، وهو نفس المصير الذي سيسري على من لديه سلطة لو تبادلت الأدوار من قبل من كان يحكمه، ليس من باب الانتقام أو العدل، وإنما هو شيء أشبه بالغريزة، التي تدفع كل ذو نفوذ، لأن يطأ بقدمه كل من هو أضعف منه . يركز الفيلم الاسباني على فكرة خوف الانسان الأعظم على الإطلاق، وهو خوفه من فقدانه ، للحياة، وعلى غريزته الأولى التي فُطر عليها، وهي غريزة البقاء، ويُرينا مالذي يُمكن أن يصل إليه الإنسان، في سبيل دفع هذا الخوف عنه ، وضمان بقائه على قيد الحياة الفيلم في مجمله عميق فيى الدلالة و الترميز ، فهو في الحقيقة رمز واستعارة واضحة للحكومات الدكتاتورية التي لا تعبأ بشعبها من ناحية، ولعموم الناس من ناحية أخرى، حيث يطغى عليهم الجهل والطمع، والكره الشديد لمن يعلوهم منزلة ، والاحتقار الواضح لمن هم أقل منهم حظًا. و من خلال الفيلم كشف لنا المخرج الحقيقة البشعة للإنسان في مواجهة خطر يهدد حياته، وكيف أن غريزة البقاء هي المسيطرة، وأن النجاة بالنفس هي الأهم حتى وإن تطلَّب الأمر دهس الآخر والقضاء عليه ، كمثقف ومصلح اجتماعي، يرفض غورنيغ الطريقة التي يتصرف بها السجناء . الطعام المعد سيكفي الجميع لو أن كل سجين اكتفى بحاجته ، لكن الجشع في الطبقات العليا يؤدي لتجويع الطبقات الدنيا. ومع تبدل الحجرات، الطعام الذي يُحضر في الطابق 0 من المفروض ان يكفي 666 شخصا لو أن كل شخص أخذ ما يحتاجه فقط وليس ما يرغب به، والفيلم يظهر بوضوح الفرق بين الحاجة والرغبة ، فإذا أخذ ما يحتاجه، فهو لا يبذر ولا يسرف وإذا أخذ ما يرغب به يتحول الأمر الى جشع ، ومع الجشع تأتي الأنانية، وبعد الأنانية تصير الفوضى. ولهذا كانوا في الطوابق العليا يأخذون ما يريدون ويعبثون بالطعام (يرمز الى البذخ والاستهتار بالآخرين في الطبقات البرجوازية) ونتيجة ذلك لا يصل الطعام الى الطوابق السفلى مما يضطر المقيمين بالطوابق السفلى الى قتل بعضهم بعضا وأكل لحم بعضهم بعضا من أجل البقاء، يكتشف المشاهد تدريجياً أن الحفرة تنقسم إلى ثلاثة مستويات غير متساوية وأن ساكنيها غير قادرين، فلا أحد يعلم متى يبتسم له الحظ فيصعد إلى الطبقة العليا ، أو يحمله قدره إلى إحدى الطبقات السفلى . طوال الفيلم يعجز المتلقي عن إيجاد تفسير للتسمية التي أُطلِقت على هذا المكان أو سبب بنائه بهذا الشكل الأفقي، كأننا في علاقة عمودية يغيب فيها التواصل بين الطبقات، فلا أحد يستمع للآخر، لا الذي في الطبقة العليا ولا الذي في الطبقة السفلى . نظام يخلق مجتمعاً من الصُّمّ تطغى فيه النزعة الفردية، يشبه إلى حد بعيد، النظام الرأسمالي في تقسيمه الطبقي ، يناقش الفيلم غريزة البقاء التي تعد الغريزة الأولى للكائنات الحية جميعها وليس الإنسان فقط، والطعام كان أهم غريزة للمسجونين، تأتي بعدها غريزة القتل من أجل البقاء، ففي بعض الأحيان يأكل السجناء من لحم بعضهم قطع صغيرة وهم أحياء، حتى إذا مات أحدهم أكلوه كاملًا، في ظل هذا الافتراس يأتي غورينغ الشاب المثقف الهادىء إلى زنزانة في طابق متدني نوعًا، إذ يصله الطعام بعد أن يمر بأكثر من سبعة أربعين طابقًا كفتات ممتلئة بالبصق والتبول وغائط من سجناء الطوابق العليا . فيلم “المنصة” الإسباني الذي أجده ليس بمعزل عن شيوعية الفكرة ، ومن أعمق الأفلام التي ناقشت السلوك الاجتماعي وعلاقة الفرد والجماعة بالتوزيع العادل للثروات ، وتجسد الصراع الطبقي بتجلياته في فيلم المنصة و تجسد نظرية كارل ماركس للصراع الطبقي ، وهو الصراع بين طبقتين أساسيتين ، تحوي كل طبقة منهما على مجموعة من البشر تجمعهم اهتمامات مشتركة وقدر من الملكية الخاصة، وغالبًا ما تُدعم من قبل الدولة تُمثل طبقة البرجوازية أفراد المجتمع الذين يتحكمون بأغلب الثروات والوسائل ، بينما تتضمن طبقة البروليتاريا أفراد الطبقة العاملة أوالفقراء ، مع صعود الرأسمالية رأى ماركس أن البرجوازية وهي قلة بين السكان ستستخدم نفوذها لاضطهاد البروليتاريا وهي طبقة الغالبية، يرتبط هذا النمط من التفكير بصورة شائعة مرتبطة بنماذج عن المجتمع مبنية على نظرية الصراع الطبقي ، ويعمد مناصرو هذه الفلسفة إلى الاعتقاد بوجود ترتيب هرمي تُملي فيه مجموعة صغيرة من النُخَب المعايير والشروط على النسبة الأكبر من المجتمع وذلك نتيجةً للتحكم المتضخم بالسلطة والموارد. وفقًا لهذه النظرية فإن أصحاب الثروة والسلطة يحاولون الحفاظ على هذا النظام الاجتماعي بكل الوسائل الممكنة، وبشكل خاص من خلال قمع الطبقة الفقيرة والضعيفة. الفيلم المأخوذ عن نص مسرحي للكاتبين (ديفيد ديسولا) و (بيدرو ريفيرو) اللذين يظهران في أحد مشاهد الفيلم كمسجونين في حوض استحمام ، أمّا المخرج فالمفاجأة ، أنّه أول فيلم طويل يقوم بإخراجه المخرج الموهوب غالدير غاستيلو أوروتيا، الذي توقّع الكثير من النّقاد أن يكون له مستقبل باهر ، وحصل على جائزة (غويا) لأفضل مخرج جديد لعام 2020 ، أما الأداء التمثيلي بالفيلم فقد كان مُقنعا للغاية ، والنص المكتوب مُمتع جدًا لمن يتعمق في ما وراء الكلمات، والفيلم نفسه يحمل الكثير من التشويق، الذي لا يترك المُشاهد يشعر بالملل أبدًا. تتوالى الأحداث في سرعة وصولًا إلى النهاية التي رآها الكثيرون غامضة وتحتاج إلى توضيح، ولو أنّ الأمر سيُصبح أكثر سهولة حينما تتم مشاهدة الفيلم مرة ثانية بتركيز أكبر. في النهاية، بقى أن نقول أنّ الفيلم أثار العديد من المخاوف في نفوس من شاهدوه، كالخوف من العزلة ومن الأماكن المغلقة. كما أنّ الفيلم من الأفلام التي لا تترك المشاهد بعد أن ينتهي منها، فبطبيعة الحال لابد وأن يفكر فيما سيفعله لو كان محتجزًا داخل هذا السجن ووجد نفسه في الطابق 150 مثلًا، مالذي قد يقوم يفعله من أجل الحصول على الطعام؟ وماذا لو وجد نفسه بعدها في الطابق الثالث مثلًا؟ هل سينقض في شراهة على الطعام غير عابيء بمن هم أسفل منه؟ هل يصير الضحية جلادًا بمعنى أصح؟ كلها أسئلة محيرة وصعبة يضعك أمامها مخرج ، صوَّر الفيلم ما يعيشه الإنسان الآن من صراع طبقي سواء كان اقتصادياً أو اجتماعياً، حيث غابت فيه القيم الأخلاقية والاجتماعية، وعلا فيه صوت الأنا والمصلحة الشخصية على مصلحة الجماعة. على ما يعيشه الإنسان في عصرنا الحالي، فأصبح المجتمع فاسداً في واقع شديد القسوة تسحق فيه الطبقات العليا ما يقبع تحتها من طبقات متوسطة أو ضعيفة . الفيلم الأسباني الجدير بالمشاهدة" المنصة "، وعلى المشاهد الإجابة على هذه الأسئلة .
يضم طاقم الفيلم إيفان ماساغوي وأنطونيا سان خوان وزوريون إيكويلير وإميليو بوال كوكا وألكسندرا ماسانغكاي، وتم عرضه لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي لعام 2019. وحاز على جائزة اختيار الجمهور .



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -سيرجيو- قصة مثيرة للاهتمام لمن يريد متابعة حكاية مندوب الأم ...
- معتقلوا الراي في السجون العربية في خطر وباء كورونا .؟؟؟
- فيلم -مراثي السماوة-...مرثية وطن
- الراحل حامد الهيتي قامة بابلية وعراقية شامخة، ورمزا من رموزه ...
- -اللعبة العادلة - فيلم يكشف زيف الادعاء الاميركي بوجود أسلحة ...
- -الأوديسة العراقية- - فيلم يروي قصص العراقيين وهجرتهم
- فيلم - نأسف، لم نجدكم - صرخة بوجه النظام الرأسمالي وتحذير من ...
- (عدوى) - فيلم صدر قبل 9 سنوات لكنه يحاكي ما يعيشه العالم مع ...
- نساء تشرين علامة مشرقة في تاريخ العراق
- حرب التيارات الكهربائية بين توماس أدسون و نيكولا تيسلا في في ...
- فيلم ( 6 ايام)، يعيد الى الذاكرة حادثة اقتحام السفارة الايرا ...
- شجاعة المرأة الكردية وبطولتها في محاربة داعش ينقلها الفيلم ا ...
- المسلسل البريطاني - بغداد سنترال - يعيد الى الاذهان مأساة ال ...
- وداعا لينين الرملي ، الكاتب الذي سخرت اعماله الفنية من الواق ...
- الفيلم السينمائي الايراني -هس!.. البنات لا يصرخن- يطرح قضيةً ...
- الفيلم الالماني (بالون) دراما تجسد لحقبة زمنية من الحرب البا ...
- اليخاندرو خودوروسكي يستلهم سيرته الذاتية ويبني عليها عوالمه ...
- ألثنائي لوريل وهاردي يعود الى الاضواء بعد ستة عقود في فيلم ( ...
- -الحرب التي لا تراها - تحدي لدور وسائل الاعلام في الصراع في ...
- فيلم ( الباباوان) The Two Popes صراع بين التقاليد والتطور، و ...


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - (المنصّة) فيلم يتمحور حول الجشع البشري وإساءة إستخدام الموارد ..!!