أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الحسين افقير - هرطقات كورونية














المزيد.....

هرطقات كورونية


الحسين افقير
كاتب مغربي .

(Houcine Oufkir)


الحوار المتمدن-العدد: 6551 - 2020 / 5 / 1 - 10:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل من مات بسبب كورونا يمكن أن نعتبره شهيد ام ماذا ؟ ام ان شيوخنا الأشاوس عجزوا عن كبح لسانهم السليط والطويل الذي يخوض في كل شيء، حتى اختصاصات الطب الحديث وأعظم المنظومات الصحية في العالم صمتت، ما هي حكاية جند من جنود الله التي نسمعها صباحا مساء على مواقع التواصل الاجتماعي، هل إذا كان حقا هذا الوباء جند من جنود الله، فلماذا يا ترى يصيب حتى المسلمين، ويغزو أقدس وأطهر بقعة على الأرض، ام أن هذه الجنود أصابها السعار، وأصبحت تخطيء وتضرب يمينا ويسارا، ولم تعد تفرق بين المؤمنين والكافرين، كيف يقبل العقل البشري في هذا العصر بأن كورونا جند من جنود الله، وبأنهم جاؤوا من أجل تطهير الأرض من المفسدين حسب كلام بعض الشيوخ .
منذ الإعلان عن هذا الوباء وإدراجه ضمن خانة الجائحة من طرف منظمة الصحة العالمية، حتى بدأنا نرى خرجات بعض من يدعون العلوم الشرعية، ونسمع العشرات الفيديوهات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يدعون بالموت على الآخرين (الكفار) ويهللون ويكبرون فرحين بهذا الوباء أو الأصح في نظرهم جنود من الله ، جاؤوا لنصرتهم.
هل فعلا هذا الوباء جند من جنود الله ، وأنه جاء ليذكرنا بأنه هنالك خالق في الأعالي غاضب على تصرفاتنا وأفعالنا، وأن هذا الفيروس اللعين ما هو إلا عقاب من الله ضد كل من طغى وتجبر وأهمل صلواته الخمس، وذهب بعض الشيوخ الاجلاء ان ربطوا سبب ظهوره في الصين بأن الصين اضطهدت مسلمي الإيغور ومضايقتهم لهم ومنعهم من ممارسة شعائرهم ، وأن هذا الفيروس الذي ظهر بين ظهرانيهم هو عقاب من الله ضد السلطات الصينية انتقاما لما حدث لجماعات مسلمي الإيغور ، لكنهم نسوا أن هناك في الصين الآلاف من المسلمين العرب يعملون في الصين، وهناك الآلاف من الطلبة يدرسون في الصين ، معتبرين ان هذا الفيروس لا يدخل إلى الدول المسلمة التي تصلي ليل نهار ، لكن ما إن بدأت تظهر عشرات الحالات في بعض دول المسلمين حتى إنقلب رأي الشيوخ في هذا الفيروس وتم تكيف جريمته من جند من جنود الله إلى ذكرى للمسلمين ليعلنوا التوبة والاستغفار من الأعمال التي اقترفوها طيلة حياتهم ، واستشهدوا بقول الله تعالى في كتابه العزيز" وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر" (31) سورة المدثر.
المشكلة أننا حينما نعجز عن فهم بعض الظواهر نلتجئ إلى الدين ونعتبره هو سوبر الحلول ، وحسب فيديو بثه أحد الدعاة الإسلاميين على حسابه في موقع “فيسبوك”،يقول: “فيروس كورونا إنذار للبشر، فهؤلاء الصينيون يرتكبون أنواعا فظيعة من المجازر بحق هذه الفئة المستضعفة من المسلمين، حيث يحاصرون مليون شخص من فئة الإيغور وينتهكون أعراضهم، ويمارسون ضدهم إبادة جماعية في وضح النهار، في وقت عجزت فيه أمة المسلمين عن نصرتهم”.
وأضاف: “فيروس كورونا هو جُند من جنود الله (وما يعلم جنود ربك إلا هو)، فاليوم يتساقط الناس بسببه كأنهم حشرات. هم (السلطات الصينية) حاصروا مليون مسلم فإذا بهم محاصرين بأكثر من خمسين مليون شخص بسبب هذا الفيروس، الذي يجتاحهم ولا يجدون له دواء لأنه أمر الله الذي لا راد لحكمه. (ولله جنود السماوات والأرض)، فالله عنده جنود منهم الملائكة والفيروسات والمصائب، وإذا أراد أن يسلطها على ظالم فلن يرده شيء في الأرض ولا في السماء، حيث دمر قوم عاد بالريح وثمود بالصيحة و أغرق قوم فرعون بالماء، وهو الآن ينصر الإيغور ضد السلطات الصينية الظالمة بفيروس كورونا”.
إذا أخذنا كلام الداعية على محمل الجد هل كل ما قاله صحيح، لكن لنرى نقيضه وهو قول الأستاذ أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسي، أن ما يقال بأن فيروس كورونا جند من جنود الله " فكر ضلالى مرضى" وفهم خاطئ للنص القرآني، حيث أن الكثيرون قد يفهمون النص القرآني من ظاهره.
وقال الدكتور أحمد عكاشة، أن لكل داء دواء وأن مثل هذا الفهم الخاطئ عن ان فيروس كوورنا ابتلاء مجرد كلام يقال للعامة ليس له أساس من الصحة.
وأوضح أنه من الضرورى استخدام العقل في فهم النص القرآني وهذا يسمي تنوير الدين.
وأشار إلى أن ثقافتنا المصرية بنيت على العقاب وليس الثواب، فنحن ننظر لعقاب الله ونار جهنم وليس الثواب وهو الجنة، وهذا جزء من تربيتنا، موضحا أن دين الإسلام هو دين تفاؤل وحياة وسعادة.
ومن خلال كلام الداعية وقول الطبيب النفسي نستشف بأن الإنسان هو أصل الشرور وأن الله رحيم بعباده.



#الحسين_افقير (هاشتاغ)       Houcine_Oufkir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصورات مونتسكيو حول -أشكال الحكم- وفصل السلطات-
- العقد الاجتماعي من منظور فلاسفة العقد الاجتماعي
- دحرتهم كورونا
- ورقة عن مفهوم العقد الاجتماعي عند هوبز- لوك - روسو
- اللفيتان لطوماس هوبز
- محاور كتاب الامير لنيكولا مكيافيلي
- كل شيء ممكن
- كم هي الأشياء
- يرنو إلى نافذتها
- هل حقا أنا
- بذاكرتنا
- لنقول أننا انتصرنا
- في الملعب
- كنت
- مشهد يتكرر
- لا أحد
- السجين
- وحده
- شرود الذهن
- الشارع المفقود


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الحسين افقير - هرطقات كورونية