أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - ما أحوجنا الى شخص كالأيطالي -جيوفاني فالكوني - !














المزيد.....

ما أحوجنا الى شخص كالأيطالي -جيوفاني فالكوني - !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6543 - 2020 / 4 / 22 - 05:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل هيمنة واستفحال مافيا المحاصصة في الواقع العراقي, يكون ايجاد شخصية تحمل مواصفات وسجايا القاضي الايطالي " جيوفاني فالكوني " عدو المافيا والفساد, ضرورة ملحة !

... تأتي بعد ارادته واستعداده الشخصي لخوض غمار هكذا خيار خطر, شروط اخرى يجب ان تتوفر له لكي يضمن مقومات النجاح في عمله, كالسند القانوني وقوى امنية ضاربة قادرة على انفاذ هذا القانون على كائن من كان بدون محاباة او خشية, اضافة الى الدعم الشعبي.

وهذه الشروط لازالت غائبة عن واقعنا, لهذا فأن قضيتنا أعقد, رغم توفر عامل السخط الشعبي.

فبالمقارنة مع وضع المافيا الايطالية التي كانت لها وشائع قوية مع شخصيات سياسية وامنية وقضائية نافذة, وقد تكون في حالات معينة قد امتلكت أذرعاً في هذا المكان او ذاك, فأن مافياتنا هي التي تحكم وتسيطر على قرارات السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية, ان لم تكن تكتسح السلطة الرابعة من صحافة ووسائل اعلام بعديد وحجم فضائياتها وصحفها وقدراتها المالية في شراء الازلام ومرتزقة الثقافة ووعاظ السلاطين, الى الشبكة الواسعة من ائمة المساجد و الملايات...

ولا مجال للمقارنة بين موارد المافيا الايطالية الكبيرة بالتأكيد, بما يتوفر لأمثالها في بلادنا من ميزانيات انفجارية تأتيهم عفواً وبدون تعب, اضافة الى سعاياتهم لجني الاموال والمغانم بطرق اخرى.

القاضي جيوفاني الذي اغتالته المافيا بعبوة ناسفة بلغت الطن من " التي ان تي " مع زوجته القاضية " فرانشيسكا مورفيلو وحمايته بالقرب من باليرمو عاصمة صقليا, في ثمانيات القرن الماضي, انطلق من مبدأ : " المافيا ليست ظاهرة لا تقهر. فهي واقع إنساني, ومثل كل واقعة إنسانية, فهي لديها بداية وسيكون لها نهاية ."

ان دافع هذا القاضي الشجاع وزوجته ( اتفقا على عدم انجاب اطفال بسبب ما يتعرضان له من اخطار الأغتيال ) كان ينبع من شعور عالٍ بالمسؤولية إزاء شعبهم... فقد ولد فالكوني وترعرع في وسط باليرمو عاصمة المافيا الصقلية, وقد اصبح بعض اقرانه لاحقاً من قيادات المافيا, لكن هاجس العدل دفعه كقاضٍ الى ملاحقة هذه العصابات التي تحكمت بمصائر الناس ورسمت مستقبلهم, ووضع بعض قياداتها وجنودها خلف القضبان.

وقد قامت المافيا الايطالية في ثمانيات القرن الماضي باغتيال رئيس فالكوني " القاضي روكو شينيشي " و " الجنرال كارلو البيرتو دالا كييسا ", وفي السنة ذاتها 1982, جرى اغتيال القائد الشيوعي بيو لا توري الذي اقترح قانوناً يجرّم المافيا ويسمح بمصادرة الدولة لممتلكاتها واراضيها.

لقد هدفت جرائم الاغتيال هذه الى إبقاء الطريق امام المافيا مفتوحاً لتحقيق مآربها من جانب, ومن جانب آخر شكلت إرهاباً للدولة الايطالية ورموزها وتحدياً لهيبتها, وردعاً للقوى الامنية عن التدخل في شؤونها ونشر للفزع في صفوف المواطنين.

وهي ذات الأساليب العنفية التي تستخدمها المافيات التابعة للأحزاب المتنفذة عندنا, عندما تتهدد مصالحها للخطر, وقد شهد العراقيون امثالها ويعرفون من ورائها.

لا يوجد أدنى شك بوجود شخوص وطنية عراقية قادرة على القيام بدور القاضي " جيوفاني فالكوني ", لكن عدم توفر البيئة الرسمية الملائمة للقيام بدورهم كما توفرت للأيطاليين, وتردد النواب الوطنيين من دعمهم, يجعلهم يحجمون عن المغامرة. كما ان التذمر الشعبي من الفاسدين ليس كافياً امام غياب قرار سياسي علوي حازم داعم للتغيير.

سمة اخرى تجعل من مكافحة الفساد ومافياتها عندنا أعقد, هو وجود امتدادات لهذا الفساد في دول اقليمية كايران, مستفادة من الفساد المستشري في اجهزتنا الرسمية وتشجع عليه وتدعم الميليشيات والمافيات القائمة به.

لذا فأن نشاط المافيا الايطالية في مجالات المخدرات والتهريب والافساد وما يتصل بها من اجرام وقتل... تميّز بكونه جاء لخدمة مصالحها الخاصة, بينما لا يجهد أساطين الفساد ومافياتهم عندنا الى خدمة مصالحهم وحسب بل انهم يدعمون بنهبهم لثروات العراقيين مخططات واقتصاديات دول اخرى.

نهج المحاصصة هو نظام الدولة المعتمد والذي يوفر بيئة خصبة لأستشراء الفساد وتفريخ الفاسدين, وهو بذلك أس الفساد في بلادنا, بوجوده لا يمكن الحديث عن عدالة اجتماعية!

كل المعاول لتهديم هذا الأساس !



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأجماع على مصطفى الكاظمي... لغز !
- غرانيقنا العُلى*... لا تمرض !
- رئيس الجمهورية برهم صالح على المحك !
- في ذكرى 8 شباط الأسود - وميض النار تحت رماد انقلاب العار
- هوليودية حاكم الزاملي شيطنة للانتفاضة الشعبية
- شهداء القائم... دمائهم في رقابكم !
- هل من أحد يتمنى ان يكون بجلد عادل عبد المهدي ؟
- سلميتكم أفزعتهم !
- اليوم, الشعب يُملي شروطه عليهم !
- اختطاف النشطاء السلميين... سلاح الخائبين !
- كفوّا عنّا مندسيكم !
- عملها جيل ( السپونج بوب ) وانتفض !
- كل الرصاصات المنطلقة من الفوهات من مسؤولية الحكومة !
- عادل عبد المهدي - شيل حواجز... حط حواجز !
- ليس للقرعة ما تتباهى به, ولا حتى بشعر بنت أختها !*
- إنتشال إستشاري من فشل إنتخابي !
- مراجعة روتينية لدائرة حكومية
- بعيداً عن الشعبوية... قريباً من الحزب الشيوعي
- مخدرات أشكال وكلاشي !
- من يلعب عندنا بالنار ؟


المزيد.....




- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - ما أحوجنا الى شخص كالأيطالي -جيوفاني فالكوني - !