أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - الپيشمرگة وحصر السلاح بيد الدولة














المزيد.....

الپيشمرگة وحصر السلاح بيد الدولة


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 19:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلنا، نحن الداعين إلى إصلاح العملية السياسية إصلاحا شاملا وجذريا، نجعل مطلب حصر السلاح بيد الدولة كواحدة من أولى أولوياتنا، ونطالب دائما بحل جميع الميليشيات، ونزع السلاح منها ومن العشائر وغيرها. ودائما يأتينا السؤال المشروع جدا، وماذا عن الپيشمرگة، ألا يفترض أن يشملها مبدأ حصر السلاح بيد الدولة؟
من حيث المبدأ، وبدون الالتفات إلى عدد من الخصوصيات التي سأذكر بعضها، من البديهي جدا شمول الپيشمرگة بمبدأ حصر السلاح بيد الدولة. لكن يا ترى ما الذي يدعو إلى استثناء الپيشمرگة من هذه البديهية، ما زالت بديهية؟ إذ لا توجد أي دولة اتحادية، يحق لأحد أقاليمها امتلاك جيش خاص به، فالدفاع والخارجية والاقتصاد من صلاحيات السلطة الاتحادية حصرا.
لكن هناك خصوصيات لحالتنا في العراق، فيما يتعلق الأمر حصرا بإقليم كردستان، مما لا يجوز تطبيقه بأي حال من الأحوال على أي إقليم اتحادي آخر، يؤسس في المستقبل. هذه الخصوصيات كما أراها هي كالآتي:
1. الپيشمرگة، شاء من شاء منا، وأبى من أبى، أقرت دستوريا. سيقال لكننا ندعو إلى تعديل الدستور، في الكثير من مواده وبنوده، فلم لا يشمل التعديل إلغاء المادة ذات العلاقة؟ وهنا أجيب إذا كان ثمة تعديل، حتى لو كان حقا من حيث المبدأ، سيؤدي إلى أزمة، قد تصل إلى درجة تهديد السلم في البلد، فيجب التوقف كثيرا، قبل التفكير بإجراء ذلك التعديل.
2. هذا الشذوذ، وهو بحق شذود، عن الحالة الطبيعية للدول الفيدرالية، بامتلاك إقليم من أقاليمها جيشا خاصا به، أصبح بالنسبة لكرد العراق، ومنذ 1991، حقا مكتسبا، ولا يجوز وفق جميع القوانين الرجوع عن الحق المكتسب، فهذه قاعدة قانونية ثابتة، لا يمكن تجاوزها.
3. بعيدا عن تقييمنا لأحزاب السلطة في كردستان، وملاحظاتنا المشروعة على أدائها، سواء على مستوى الإقليم، أو على المستوى الاتحادي، ومشاركة هذه الأحزاب، لاسيما الحزبين الأكبرين الأحزاب الشيعسلاموية والسنية المسؤولية في تأسيس دولة المكونات، بدلا من دولة المواطنة، فإن للكرد مبرراتهم، كشعب، ولا تعنينا الأحزاب الكردية؛ تلك المبررات التي لا يجوز الإغماض عنها، بعدم استطاعتهم منح الثقة التامة للسلطة في بغداد، بسبب تجاربهم مع كل الأنظمة التي مرت على العراق، وبسبب هواجس لديهم لها أسبابها، مما يمكن أن يضمره الكثير من سياسيي الشيعة والسنة من عرب العراق من نزعة شوفينية، ولذا فأزمة الثقة التي لها مبرراتها الحقيقية، وليست المدعاة، تدعو الكرد لتمسكهم بقوات الپيشمرگة.
هل يعني ذلك التسليم بهذا الأمر الواقع من الحالة الشاذة، دون التفكير بثمة حل يرضي ويطمئن الطرفين؟
إذا ما كانت هناك في بغداد وفي سلطة الإقليم على حد سواء أحزاب ديمقراطية حقا، وعلمانية، ومؤمنة بحقوق الإنسان، وبمبدأ حق تقرير المصير، وبمبادئ الدولة الحديثة، وإذا استطاعت هذه الأحزاب أن تعيد تجسير الثقة بين بغداد وأربيل، فليس من المستحيل التوصل إلى حل لهذه القضية، التي لا تخلو أبدا من تعقيدات، ولا أدعي امتلاك كلمة السر، أو ما يسمى بالپاسوورد، للحل، سوى ذكر مبادئ يجب الالتزام بها، يمكن سردها كالآتي:
1. تحلي القوى السياسية في الجانبين بالإيمان الحقيقي بالديمقراطية وشروطها.
2. تخلي سياسيي السلطة الاتحادية كليا عن أي نزعة تختزن قدرا ولو ضئيلا من الحس العنصري، من قبيل التطلع إلى تأكيد عروبة العراق، أو أي شيء من هذا القبيل.
3. وضع القوى السياسية الكردية المفاوضة مصلحة الكرد، وحقوق الأقليات الدينية والقومية في كردستان، ومصلحة عموم الشعب العراقي، نصب أعينها، وعدم التطلع إلى تحقيق مصالح حزبية، أو مجد شخصي.
4. إيمان سياسيي السلطة الاتحادية المفاوضين بخصوصية كرد العراق، وعدم النظر إليهم في ضوء نسبة نفوسهم إلى عموم نفوس العراق، بل بكونهم يمثلون جزءً من أمة كردية كبيرة، لها مقومات تأسيس كيانها المستقل، حرمت كقومية وحيدة في المنطقة من هذا الحق، وبالتالي الانطلاق من هذه الحقيقة، والإقرار بخصوية الشعب الكردي في العراق، مما ليس للشرائح القومية أو الدينية الأخرى، ولو إن لتلك الشرائح حقوقها، مع فارق، والتي يجب أن تكفلها الدولة كليا من دون انتقاص.
5. تخلي السياسيين الكرد عن المبالغة في النزعة القومية، ففرق بين المطالبة المشروعة بالحقوق القومية، وبين الاستغراق أكثر مما يفرضها الدفاع عن تلك الحقوق، في الحسّ القومي.
6. التزام السياسيين على الجانبين بمبادئ الحداثة، وعلى رأسها المواطنة، والعدالة، والمساواة، والابتعاد عن الوقوع في الأنانية الجمعية أو المكونية، سواء العربية أو الكردية، واعتماد القاعدة الأخلاقية «خير الشعوب التي تحب للشعوب، الأخرى ما تحب لنفسها، وتكره للشعوب الأخرى، ما تكره لنفسها».
7. النظر إلى أن الشعب العراقي بجميع قومياته وأديانه ومذاهبه وثقافاته وعقائده كشعب واحد، وإلى جانب ذلك إن هناك حقيقة داخل هذا الشعب، ألا هي وجود ما يمكن نعته بالشعب الكردي، والعمل على التوفيق بين الحقيقيتين، حتى يأتي زمان تتجذر لدى الجيمع ثقافة المواطنة العراقية، في طريق اعتماد ثقافة المواطنة الكونية، التي تتجه الإنسانية نحوها، دون تذويب الخصوصيات.
وأعترف إن هذه الشروط مستحيل توفيرها في الظرف الراهن، ما لم نحقق إصلاحا شاملا في كل العراق، بكردستانه وبقية محافظاته، ذلك على صعيد الأحزاب السياسية، وعلى صعيد السلطات الثلاث، اتحاديا وفي الإقليم، وعلى صعيد تصحيح المسيرة الديمقراطية، وإزالة كل التشويهات، التي كانت عاملا أساسيا لانطلاق ثورة تشرين، وكذلك على صعيد الثقافة المجتمعية، ومنها تجذير ثقافة المواطنة، والعدل، والمساواة، والحرية، والالتزام بمبادئ الديمقراطية. دون أن يعني ذلك الانتظار حتى بلوغ الحالة المثالية مما ذكرت، فكل شيء في عالم الإنسان يبقى نسبيا، أن نكون قد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح، وحققنا من ذلك نسبة يعتد بها؟
20/04/2020



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثية أقلمة العراق التي كنا نرفضها 1/5
- الطلاق المرحب به بين ثورة تشرين ومقتدى
- الإيرانيون يهتفون ضد خامنئي ونظام الجمهورية الإسلامية
- ترامپ وإيران وعملاؤها يدمرون العراق 3/3
- ترامپ وإيران وعملاؤها يدمرون العراق 2/3
- ترامپ وإيران وعملاؤها يدمرون العراق 1/3
- أهم التعديلات غير الخلافية للدستور 6/6
- أهم التعديلات غير الخلافية للدستور 5/6
- أهم التعديلات غير الخلافية للدستور 4/6
- أهم التعديلات غير الخلافية للدستور 3/6
- أهم التعديلات غير الخلافية للدستور 2/6
- أهم التعديلات غير الخلافية للدستور 1/6
- استفتاء 2026 على إقرار علمانية الدولة
- العامري يحكم بإدخال صالح جهنم بعد تكفيره
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس الجمهورية
- دستوريا لا علاقة للغط حول المادة 76 بالحالة الراهنة 2/2
- دستوريا لا علاقة للغط حول المادة 76 بالحالة الراهنة 1/2
- حزب للعهد الجديد نتطلع إلى انبثاقه 5/5
- حزب للعهد الجديد نتطلع إلى انبثاقه 4/5
- حزب للعهد الجديد نتطلع إلى انبثاقه 3/5


المزيد.....




- نهر جارف اجتاح الشوارع وابتلع ما بطريقه.. فيضانات ضخمة تباغت ...
- مصر.. الداخلية تُعلق على فيديو لسائق يقود بـ-رعونة- وتوضح مك ...
- ليبرمان: لا خيار أمام إسرائيل سوى مواجهة إيران مباشرة
- ماسك: لأول مرة يتفق الجمهوريون والديمقراطيون على شيء ما
- انتخابات الجزائر الرئاسية.. 31 مرشحا بانتظار البت بملفاتهم
- فولودين يوضح سبب إخفاقات بايدن في المناظرة وحزب ماكرون في ال ...
- وزارة العدل الأمريكية تتهم شركة بوينغ بالاحتيال
- الصومال والحلم الكبير
- الحوثيون يكشفون عن سلاح بحري جديد والقوات الأميركية تعلن تدم ...
- الاحتلال يقتحم طولكرم ويحاصر نور شمس


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - الپيشمرگة وحصر السلاح بيد الدولة