أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العراقيون في المختبر السيكولوجي - شيعة وسنّة (3)














المزيد.....


العراقيون في المختبر السيكولوجي - شيعة وسنّة (3)


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 19 - 20:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراقيون..في المختبر السيكولوجي(3)
(شيعة وسنّة!)
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية
كان التحول من نظام دكتاتوري الى نظام ديمقراطي في (9 نيسان 2003)يفترض ان تنتهي معه فواجع العراقيين راح ضحيتها الملايين في حروب كارثية حمقاء لطاغية مصاب بتضخم انا ونرجسية قاتلة.ولكن ما حصل بعده من حروب كانت اوجع وافجع واكثر سخفا.والسبب الرئيس لما حصل هو ما شفرتّه سيكولوجيا(السلطة )عليها اللعنة..فتاريخها في العراق هو تاريخ العنف والدم وقطع رؤوس الخصوم منذ أن تحولت السلطة العربية والإسلامية الى وراثية عام 61 هجرية. فمن يومها اعتمدت السيف لحلّ النزاعات واجبار من يخالفها على الطاعة والخضوع. وكانت ( السلطة العربية والإسلامية ) على مدى أكثر من ألف واربعمائة عام لا تلجا الى التفاوض والحوار إلا بعد أن تقطف السيوف رؤوس افضل من في القوم. ولهذا فأن العراقيين معبئون سيكولوجيا في لا شعورهم الجمعي بالعنف لا بالحوار في حلّ صراعاتهم السياسية. ولك أن تستحضر مشاهد ما حصل عام 1958 من تمثيل وحشي بالعائلة المالكة ورموز النظام. وعام 1963 بتمثيل أبشع بشخص أول رئيس جمهورية للعراق ورموز نظامه، وبآلاف الشيوعيين والوطنيين. وما حصل للبعثيين من حرقهم أحياء بعد هزيمة الجيش العراقي في حرب الكويت عام 1991،والابادات الجماعية للشيعة وحرب الأنفال ومجزرة آلاف الكرد في حلبجة.. وذلك الموروث اللعين الذي يمتد الى داحس والغبراء،مرورا بواقعة دهاء أبن العاص وغباء الأشعري التي " أنجبت " فرق الموت والتكفير، الى المشهد اليومي الحاضر من اختطاف وقتل بكاتم الصوت، وكأن عقولنا مبرمجة فقط على استحضار الأحقاد من ماضينا.

والمسألة السيكولوجية الثانية، أن السلطة في الدولة العراقية الحديثة ( من عام 1921 الى عام 2003 ) كانت بيد السّنة العرب..وفجأة ومن دون تمهيد ديمقراطي أو سلاسة في انتقال السلطة ، حدث تبادل انقلابي للأدوار. فالشيعة الذين كانوا لألف وثلاثمائة سنة في المعارضة،والذين حاربوا الانكليزي المحتل في ثورة العشرين،ورفضوا دعوة الملك فيصل الأول للاشتراك في الوزارة لأمور فقهية! أصبحوا ( بعد 9/4/2003 ) في السلطة ،واعتبروا قوات الغزو، التي حاربوها في البدء بضراوة في أم قصر والناصرية،اعتبروها قوات صديقة وتحالف ساستهم معها، فيما السّنة أزيحوا الى جبهة المعارضة سواء ضد السلطة او ضد المحتل الذي أعطاهم السلطة في بدء تشكيل الدولة العراقية الحديثة.
وتبادل الأدوار هذا يشبه في فعله النفسي تبادل الأدوار بين السيد والعبد، فأنّى لمن كان سيّدا أن يكون عبدا لمن كان عبدا بالأمس، لاسيما في سيكولوجية العربي، والعراقي تحديد!?

وعلّة نفسية ثالثة،هي أن الشيعة في العراق ( جماهيرها الشعبية تحديدا ) اعتقدوا أن مصدر ما أصابهم من ظلم وجور وعنف هو السلطة السنّية التي حكمت العراق أكثر من ألف وثلاثمائة سنة، فعمموا هذا الموقف الانفعالي على كل السنّة ولم يقصروه على رموز الحكم ممن استخدم السلطة وسيلة للظلم والقسوة في التعامل واذلال الآخرين. وحصل أن نشوة الانتصار ووسواس الخوف من ضياع ما يعدّونه الفرصة التاريخية الأخيرة لهم قد تمكنا من الجماهير الشيعية الشعبية،وعملا نفسيا على الاندفاع والانفعال والتطرف.ولقد عزز هذا وغذّاه زهو بعض قادتهم السياسيين والدينيين بحصولهم على ستة ملايين صوت في انتخابات 2005 ( حوالي نصف العراقيين ) ناجمة في حقيقتها من موقف تعاطفي وردّ فعل انفعالي لما أصابهم من حيف، أكثر منه موقف من برامج سياسية.والمخجل ان كثرة فيهم اعادوا انتخاب من خذلوهم من الفاسدين ولسان حالهم يقول(انتخبه وانتخبه ما دام شيعي..حتى لو كان فاسد!)
بالمقابل، حصل للجماهير الشعبية من السنّة أن تمكن منها وسواس الخوف من أن الشيعة الذين استلموا السلطة سيفعلون بهم ما فعلت بهم السلطة السنية طوال حكمها للعراق.فضلا عن أنهم شعروا بالغبن السياسي والإحباط الذي يصل ذروته في ظروف الأزمات فيؤدي الى العدوان،وهذه حقيقة نفسية تحدث عند إعاقة جماعة عن تحقيق أهداف تراها مشروعة ولا تجد وسيلة أخرى لبلوغها غير العنف.
ومع أن صدام ارتكب الفضائع بحق الوطن " تدمير ثروة العراق الهائلة " وبحق الكورد والشيعة وحتى أقرب الناس إليه، فأن مشهد إعدامه أساء لعدالة التنفيذ وافتقر الى شجاعة وخلق المظلوم حين يتمكن من الظالم،وأثار تعاطفا انفعاليا اختزل للرجل الكثير مما يحسب عليه،وجعل مناسبة العيد( أعدم فجر أول أيام عيد الأضحى بحساب السعودية وسنّة العراق ) عيدين لطائفة وفاجعتين للطائفة الأخرى.والأخطر أن مشهد التشفّي وما فاح به من رائحة طائفية واعلان صريح بأخذ ثأر،نقل الوساوس من خانة الأوهام ليضعها أمام أبواب الحقائق ،فزادت الواقعة في رمي الحطب وصب الزيت على نار كبرى مشتعلة أصلا ليمتد لهبها الى مناطق أخرى من العراق والعالم العربي،فكان ما كان مما حصل ويحصل الآن .
هل تعلمنا الدرس؟.هل سنتخلى عن ارتكابنا افعالا لا تستوعبها مفردات اللغة وصف بشاعتها ولا عقلانيتها؟.هل سينتبه رئيس الوزراء المكلف السيد مصطفى الكاظمي لما احدثته السلطة سيكولوجيا في تشكيلة الشخصية العراقية..ويعافيها ليضمن اقوى دعم له في نجاحه؟.
ما ستشهده (2020)..هو اليقين.
14 نيسان 2020



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد مصطفى الكاظمي مع التحية- عليك بالفساد أولا(1)
- 9 نيسان 2003 - العراقيون في المختبر السيكولوجي(2)
- 9 نيسان 2003 - العراقيون في المختبر السيكولوجي (1)
- شهادات للتاريخ والأجيال . كما في الشيعة..في الشيوعيين ايضا(5 ...
- شهادات للتاريخ والأجيال. الشيوعيون وجلباب ماركس ولينين (4)
- شهادات للتاريخ والأجيال - شيوعيون..أبناء رجال دين!(3)
- شهادات للتاريخ والأجيال الشطرة ..موسكو الصغيرة (2)
- الشيوعيون (86) سنة..ولم يستلموا سلطة(1)
- الى خلية الأزمة مع التحية.الشائعة..تقتل ايضا!
- لماذا نكذب؟.وصفة سحرية لكشف من يكذب عليك!
- العراقي في نيسان..العراقيون لا يكذبون!
- Psychon eurose(2-2).
- فوبيا كورونا..الموت هلعا(2-2)
- Coronavirus Phopia (1 - 2)
- رئيس جمهورية العراق يلقي خطابا!
- فوبيا كورونا (2 - 2)
- فوبيا كورونا(1-2)
- نوروز..ستبقى فرحا يوحّدنا رغم كورونا
- فيروس كورونا..ما احدثه سيكولوجيا واجتماعيا
- فايروس كورونا..من منظور سيكولوجي - بيولوجي - وديني


المزيد.....




- مسؤولون أوكرانيون لـCNN: قوات كورية الشمالية انسحبت من الخطو ...
- عاجل| نيويورك تايمز: إدارة ترامب تخطط لمراجعة دقيقة لعملاء ف ...
- ماسك يبدأ تنفيذ تكليف ترامب.. وهذا ما فعله بموظفي الحكومة
- ترامب يعاقب عناصر -إف بي آي- المشاركين في التحقيقات بشأنه
- من بينهم مصريون.. محكمة تحدد مصير -المحتجزين في ألبانيا-
- رغم الحذر السائد قبيل قرار ترامب مؤشر أسهم أوروبا يقفز لمستو ...
- قراءة الإعلام المصري لصورة السيسي في -جيروزاليم بوست- الإسرا ...
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 119 مقذوفا في غضون 24 ساعة ...
- وزير الخارجية الأمريكي ونظيره السعودي يناقشان مستقبل غزة وال ...
- فوتشيتش يصف الاحتجاجات في صربيا بأنها محاولة لتدمير البلاد م ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العراقيون في المختبر السيكولوجي - شيعة وسنّة (3)