أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 2














المزيد.....


يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 2


حكيمة لعلا
دكتورة باحثة في علم الاجتماع جامعة الحسن الثاني الدار البضاء المغرب

(Hakima Laala)


الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 12 - 04:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في هاته الفترة ظهر كذلك نوع من الصراع بين الطبقات الاجتماعية العليا والسفلى بسبب عدم التفاعل الإيجابي مع الحجر الصحي الإجباري التي قررته الدولة ونادى بها ذوو الاختصاص أي الأطباء، موضحين أنه بسبب غياب التجهيزات الطبية الكافية في المستشفيات العمومية بالمغرب يبقى الحل الناجع هو الحجر. هذا الصراع ظهر في تعليقات بعض المجموعات وبعض الأفراد الذين قاموا بسب وشتم الغير الملتزمين بالحجر. إلا أن تدخل السلطة جعل هذا الصراع يخف وإن ظل الجميع ينادون بإلزامية البقاء في البيت. ظهر كذلك في هاته الفترة كثير من المشادات بين رجال السلطة وأهالي المناطق الشعبية ذو كثافة سكانية ، والتي لا تتوفر في أغلب الأحيان على سكن كفيل باحتضان مريح لكل أعضاء العائلة. إن هاته المناوشات مع السلطة هو إعادة تكرار موكب استعراضي للسلطة في علاقتها بالقاعدة الشعبية. انتشرت فيديوهات لمخالفة بعض رجال السلطة للقانون بصفع أو شتم مواطنين. هذا الفعل جعل النقاش يحتد بين المؤيدين للفعل نظرا لعدم انضباط هؤلاء للحجز الصحي وآخرين يرفضون عنف الدولة اتجاه المواطنين. ظهرت هنا فئة تدافع على حقوق المواطن المغربي وتعلن رفضها لتسلط الدولة ودعت وزارة الداخلية للتدخل لمعاقبة الفاعلين. إلا أنه رغم ذلك برز تشجيع لفعل رجال السلطة المخالفين للقانون من طرف أفراد آخرين معتبرين أن العنف هو الوسيلة الوحيدة لضبط المجتمع المغربي. الشيء الذي يظهر أن هناك خوفا مسكوتا عليه من لدن الكثير من المغاربة وأنهم لتدبير خوفهم والتخفيف من حدته يؤيدون استعمال العنف. في هاته الفترة الثانية من المرحلة الأولى لكوفيد 19، كان الاحساس الشغفي الانفعالي هو الذي يسيطر، ظهرت علاقة عاطفية قوية مع رجال ونساء الصحة، مع السلطة، كما ظهرت رغبة كبيرة نتيجة دفعة عاطفية للمضي إلى الأمام لتأكيد قدرة المجتمع المغربي على مواجهة الفيروس بدون مساعدة الكفاءات الأجنبية. إن الكثير من الخطابات الشبابية أكدت على ضرورة الانخراط في عملية المواجهة بالاعتماد على معارفهم العلمية،.أصبحت الجائحة الكوفيد 19 ليست فقط مرحلة لتحدي الوباء، ولكن الإعلان عن رغبة الاستقلال من تبعية أنهكت ظهر الكثير من الكفاءات المغربية، من هنا دخلت كفاءات مغربية بمساعدات وزارية لإنتاج الآلات والمعدات التي يحتاجها المغرب من آلات للتنفس الاصطناعي، وكمامات وآلة اختبار الحرارة. إن هذا التحدي الذي دخله المغاربة هو في نهاية الأمر فعل لتأكيد الذات المغربية للدولة المغربية، إن كان ذلك عن وعي أو بدون وعي، إنه رغبة في التعبير عن الانتماء، رغبة لتأكيد الذات للآخر الغريب خصوصا الغرب.
وخلال هاته الفترة كذلك، قبل المغاربة وساندوا إغلاق المساجد، لم يتم اعتراض فعلي، الملاحظة أن الحجة المستعملة في إقناع الناس لم يكن لها بعد ديني بل صحي، باستثناء بعض المحاولات للانتفاضة على هذا الفعل والتي قوبلت بالرفض، و تم احترام هذا الأمر. بدأ تغيير حينذاك إستراتيجية رجال الأمن من المحاورة والردع إلى تطبيق القانون بإلقاء القبض على الرافضين لأوامر الجحر الصحي وبدأ تطبيق القانون باعتقالهم. لم يعارض المغاربة هذا الأمر. من هنا نخلص إلى أن وعي خاص بالجائحة بدأ في الظهور، هذا الوعي قبل بفكرة ضرورة الانضباط للأوامر، استبعاد التدين أو الدين أو المقاربة الغيبية كحل للخروج من الأزمة، يبين إلغاء الدور الديني والغيبي في معالجة الوباء، بل ظهرت مقاربات علمية وعقلانية لمواجهة الوباء ، إلا أن أهم شيء تبين في هذه المواجهة هو اعتماد خطاب معاكس لما كان من قبل. إن الخطاب والفعل الديني اللذان كانا يعتبران أن الموت والآخرة هما أهم و أسمى من الحياة الدنيا انقلب ضده. ظهر تشبث هؤلاء وآخرون بالحياة، فهم يسعون إلى البحث عن وسائل الوقاية والتصرفات الصحيحة للاحتماء من المرض والموت. إن كل الوقائع حاليا تعلن أن الخوف من الجائحة و الهروب من الموت لم يعد هدفا في حياتهم، عكس ما كانوا عليه حتى عهد قريب، فلم يعد هناك تسابق لنيل الحسنات لتأمين الآخرة. إلا أن التعبير عن الخوف يظهر كخطاب على صفحات التواصل الاجتماعي أو في الخطاب المباشر. أصبح الخطاب يعبر عن انعدام الأمن العاطفي والجسدي. إن إحساس الناس بالخوف من الموت، جعلهم يدركون أهمية العلم في شخص الأطباء. سيقع حدث جديد في الفترة الثانية من المرحلة الأولى سيخلخل الموازين وهو موت مجموعة من الأطباء والطبيبات بالفيروس. كان موت الأطباء والطبيبات ضربة لسيكولوجية المغاربة . وعكس ما اعتقدوا، لقد أدركوا أن فيروس الكورونا في استطاعته أن يخترق أجساد أهل العلم، ففي التمثلات المغربية يعتقد الكثير من الناس أن الطبيب لا يموت ولا يمرض. أصبحت أول جملة عند الكثيرين "حتى الأطباء ماتوا بالكورونا"، نشر الكثيرون صور الطبيبات والأطباء الذين فارقوا الحياة، اعتبروهم شهداء الوطن ووقع تعاطف كبير معهم، تعامل المغردون بالأدعية وبروحانية جديدة تبحث عن الأمن الروحي والعقائدي.
يتبع
.



#حكيمة_لعلا (هاشتاغ)       Hakima__Laala#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 1
- يوميات الحجر الصحي (11) وجها لوجه
- يوميات الحجر (10) وجها لوجه
- يوميات الحجر (9) وجها لوجه
- يوميات الحجر (8) وجها لوجه
- يوميات الحجر (7) وجها لوجه
- يوميات الحجر (5- 6) وجها لوجه
- يوميات الحجر (4) وجها لوجه
- يوميات الحجر (3) وجها لوجه
- يوميات الحجر (2) وجها لوجه
- يوميات الحجر (1) وجها لوجه
- -أنا- و -أنا-  في محك القرار


المزيد.....




- لأول مرة منذ 9 أشهر.. شاهد إجلاء مرضى فلسطينيين عبر معبر رفح ...
- السيسي لترمب.. لا لتهجير الفلسطينيين
- نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس يلتقي ترام ...
- -د ب أ-: منظمة الشباب التابعة لحزب -البديل من أجل ألمانيا- ت ...
- صربيا.. المحتجون يغلقون الجسور عبر نهر الدانوب في مدينة نوفي ...
- اكتمال تثبيت قلب مفاعل الوحدة الثالثة في محطة -أكويو- النووي ...
- بعد سحب منتجات كوكاكولا مؤخرا.. إليكم تأثيراتها على الجسم!
- هل تعاني من حرقة المعدة أو الارتجاع بعد شرب القهوة؟.. إليك ا ...
- مشاهد للقاء الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغال مع بناته
- ظاهرة غامضة تتسبب في سقوط شعر جماعي لسكان إحدى ولايات الهند ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 2