أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - موت حارس الفنار - في الذكرى السنوية الأولى لمقتل محمود البريكان















المزيد.....

موت حارس الفنار - في الذكرى السنوية الأولى لمقتل محمود البريكان


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 458 - 2003 / 4 / 15 - 00:00
المحور: الادب والفن
    




1
  كنا في الناصرية نتحدث دائما عن سر من أسرار البصرة: تعلق سكانها بها وعدم مغادرتهم لها، حتى بعدما نالتْ حصة مضاعفة من الخراب خلال الحرب العراقية الإيرانية، وكتاب البصرة وشعراؤها وفنانوها من بين أبنائها لايغادرونها إلا لماما، محمد خضير ومحمود عبد الوهاب وحسين عبد اللطيف وقصي البصري وطالب عبد العزيز وغيرهم من الإخوة الفنانين التشكيليين الذين تشرفنا بمعرفتهم، فهذا هو غول الحرب في البصرة، داس ومايزال بقدمه الكريهة البشر والمباني والسفن ومواعيد العشاق، لكن الناس لايغادرون مدينتهم، إنهم يمارسون حياتهم، وعندما يشتد أوار القصف أو الهجوم يختبئون.
 من بين شعراء البصرة كنا نتداول الحديث حول لغز محمود البريكان: قصائده التي كانت تحلق في فضاءات مغايرة، صوفية ومثقفة، قلة نشره وزهده بالمقابلات الصحفية، شخصيا كنت أتمنى التعرف إليه.

2
  في العام 1984 كنت في حرب لاناقة لي فيها ولاجمل، جندياً في القطعات الخلفية في بساتين أبي الخصيب، وتحديداً في منطقة حمدان، هناك كانت روحي تلوب بين النخيل مقطوع الرؤوس وبقايا الجذوع الشوهاء المحروقة( أليس عجيبا أن شظية صغيرة تكفي لإزهاق روح نخلة عملاقة؟!) فأهرب خلال النهار إلى البصرة، وهي لاتبعد عن حمدان أكثر من ربع ساعة بالسيارة العسكرية أو المدنية!
أهرب من قصف المدافع إلى مقاهي الأدباء، وكانت هي الأخرى تصارع الموت، لكنها بقيت شاخصة بين بيوت حرثتها الحرب وأحرقتها.
  في مقهى متواضع في البصرة القديمة تعرفت إلى عدد من الأدباء ، مرة سألت أحدهم: أين يمكن لقاء البريكان والتعرف إليه، فأشار عليّ بالذهاب إلى معهد المعلمين بالعشار، حيث يُدرّس البريكان مادة اللغة العربية.
هكذا كان بدء الأمر!
كان لقائي الأول به في شهر نيسان من تلك السنة.
اصطحبني حارس المعهد إلى غرفة المدرسين ونادى بأدب على البريكان.
جاء رجل في بداية العقد السادس من عمره، مهيبا ذو وقار، وأيقنت في الحال بأني أمام أحد قمم الشعر العراقي، وصافحني بتواضع أهل البصرة : تفضل أخي
- اسمي فلان وأكتب الشعر!
- أهلا وسهلا تفضل، ثم اصطحبني إلى غرفة المدرسين.

3
  واظبتُ على زيارته إلى المعهد، مرة أو مرتين في الأسبوع، خلال شهرين تقريبا، قبل أن تغادر وحدتي العسكرية إلى العمارة، كنت أضع بين يديه- في غرفة المدرسين- أسئلتي  عن الشعر والحياة والثقافة، وهو لايني يحدثني عن الشعر، ويصف لي الأرواح الكبيرة التي كتبته عبر تأريخه، عن صنو الشعر: الموسيقى وأهمية التذوق والفهم، عن جدل الشعر والحياة والمنطقة الرجراجة بينهما، إذا علمني البريكان شيئا علمني بتواضع الكبار، محاذرا أن يجرح حساسيتي، وإذا أضاء منطقة بتواضعه ونور الشعر وصفاته نسي نفسه، وهو الشاعر الكبير حتى أني اخجل لتواضعه، يسرح البريكان في تأملاته بعيدا عن صخب زملائه، وأذنه الحساسة المرهفة تظل مصغية لمايقولونه، فهو رغم استغراقه في الكلام على الشعر يبدو شديد الانتباه، يصغي لتوزيع الحصص أو سد شواغر الأساتذة المرضى أو المجازين، كان حرفيا في عمله مخلصا.

4
  مرة كنت جالسا معه في غرفة المدرسين، وكانت إدارة المعهد تناقش طلباً من المنظمة الحزبية في البصرة، يقضي الطلب بإرسال عدد من الأساتذة والطلاب إلى أحد قواطع القتال في شرق البصرة، مَنْ مِنَ الأساتذة (سيتطوع) في ذلك القاطع وأي فصل من الفصول، البريكان من طرفه كان ممتعضا ولم يصغِ لذلك الأمر، كأنه لايعنيه، ومضى مسترسلا في حديثه عن الشعر.
 وانتبه المدير (وهو المسؤول الحزبي للمعهد أيضا) إلى البريكان الذي لم يعره أدنى انتباه، فقام من مكتبه وجاء ناحيتنا، رمقني بنظرة غير مريحة وقال بوقاحة موجها سؤاله للبريكان: أستاذ محمود منو هذا الأخ الكَاعد يمَّكْ؟!
رد البريكان على مضض، دون أو يرفع رأسه: هذا صديقي، واستمر في حديثه!
وانسحب المدير ثانية إلى مكتبه دون أن يعقب!
فكرتُ يومها: ماذا لو سيق البريكان إلى أحد قواطع الجيش الشعبي وقتل هناك؟!

5
أحببتُ دائما أن نسير في العشار، البريكان وأنا، هو يسهب في الحديث عن الشعر وأنا أصغي إليه، لاأحب الجلوس في غرفة المدرسين بملابسي العسكرية غير النظيفة وغير المكوية وبسطالي الكبير المتسخ، ناهيك بنظرات المدرسين الفضولية، المتسائلة عن سر الزيارات المتكررة لجندي مهمل في الخطوط الخلفية، إلى أستاذ وشاعر كبير (لابد أنهم كانوا يعرفون ذلك)، كانت بساطة أستاذي البريكان بساطة الإنسان الذي يعرف ذاته ووجوده باستمرار دون أن يفرّط بهما، كنت أصغي فقط وأرغب عن الحديث في حضرته، لاأعقب ولاأسهب بل أسأل باستمرار، وكان هو شاعراًً كبيراً يعلم شاباً موهوماً بكتابة الشعر، أطرح عليه أسئلة أنا ابن الخامسة والعشرين المتلمس طريقه حديثا إلى الكتابة، المعجب بشاعرية البريكان وصوفيته وزهده، تحت غيوم الحرب ومأساة العراق وكان المشهد أسودَ مدخنا، وخراب البصرة ارتسمتْ صورته الفعلية على الأرض وليس في الذاكرة أو الأمثال الشعبية العراقية.
  كان حضور شخصه في شوارع العشار يلقي على المدينة مهابة ابنها البار، ابنها الذي لم يغادرها إلاّ عددا من المرات، وبقي فيها كأنه يكافح –بالشعر- قاتليها ومخربيها.
  أراقبه أثناء تجوالنا كيف يحاذر الناس ويحرك يديه، كيف يداري خجله ويلتفُّ على سؤال ربما بدر مني فيه نوع من الشَّطط، أو الاندفاع أكثر من اللزوم، أو قصير النظر في مديات الشعر الواسعة، أرى عينيه وأغوص فيهما إلى أعماق روحه المتسامحة الكبيرة، وكان يحب أن يضع احدى يديه على فمه خاصة عندما يفكر أو يتأمل، أصغي إليه بفرح التلميذ أمام معلم واسع المعرفة كريما، ويحدث أحياناً أن يدقَّ عليّ فهم بعض تأملاته،لم أستطع اللحاق بها إلى غاياتها، فأطلب توضيحات، وهو لايمل.
  في الحقيقة كنت أحب أن يراني الناس معه في العشار، لاسيما المثقفين، أشعر بنشوة التجوال مع عارف مايزال يرى في الشعر نوعاً من الخلاص والحب وسط الخرائب والمتاريس في شوارع البصرة!، في مخاض حركة الوجود وسيرورته، في كل لقاء معه أو جولة كنت أنتصر على الحرب من وجهة نظر جمالية محضة، ناسياً أسمالي العسكرية ولو إلى حين تنتهي جولتنا، استعدادا لجولة أخرى بعد يومين أو ثلاثة‍.

6
في واحدة من تجوالاتي معه قلت له: استاذ محمود..آنه أعتقد بعد ماكو شعر جيد بالعراق!
رد بسرعة حتى دون أن يفكر: شنو إنته تريد تلغي التاريخ!
قلت: لاألغيه لكن صار سنين طويلة ماقريت شعر زين!
أوضحَ الريكان يومها بأن شعرنا العراقي لاينتهي، لأن مكوناته موجودة في ثقافتنا التي تضرب في بطن التاريخ والزمن، وموجودة في ضمير الناس، ولدينا احباط سياسي وقهر، والشعر يأتي من النكد كما يقول الأصمعي!

7
  زودتني اللقاءات والجولات مع البريكان بشحنة شعرية إضافية، حتى أني لاحظتُ فاعلية تلك الشحنة تظهر، عندما بدأت في تلك الأيام أكتب قصيدتين وثلاثة وخمسة في اليوم الواحد!!، قصائد قصيرة موزونة وغير موزونة، هابطة فيها كلمات لاتدل على معنى لكن لمجرد أن أكتب وأكتب، أو فيها ضربة شعرية واحدة ضمن مقاطع طويلة لاتوتر فيها ولاصور شعرية!، جلّ ماكنت أصبو إليه رأياً ما في ماأكتب، هل هو حقاً شعر ماأنا مشغوف به!؟، أم تراني أسطّر خواطر لاتصمد طويل!؟ا، كنت أقرأ قصائدي عليه في المعهد أو في العشار، وهو يصغي بانتباه، وأنا أسترسل، وليسمح لي القارئ أن أذكر أنه قال لي مرة : أنت واحد من أكثر المتحمسين لكتابة الشعر الذين عرفتهم.
 ومرة ثانية، أذكر أني قرأت عليه في غرفة المدرسين، بعد فترة ، مقطعاً كتبته في وحدتي العسكرية، سميته قوة الأشياء :
تتراخى...
قوة الأشياء في القوس
ويختضُّ طويلا
ماؤها المهجورُ في النسلِ
وفي الطين ِ
ضريحٌ يشحذ الأشياء
والأشياء ترتدُّ إلى الطينِ
كان البريكان منتبهاً رغم صخب المدرسين، أذنه قريبة من فمي وأنا أقرأ بهدوء،كم أحببتُ إصغاء البريكان لي عندما أقرأ، بعد اتمام القراءة طلب مني القصاصة وقرأ المقطع بتمعن، ثم رفع رأسه قائلا:
- ياسبحان الله !
- ها أستاذ!؟
- عندي مقطع غير منشور يشبه هذا المقطع إلى حد ما، وبنفس العنوان!
أخفيت فرحي بماقال ولم أخفه، أطرقتُ خجلا، كنت أشبه واحداً من طلابه في المعهد تفوق وحصل على درجات عالية من لدن أستاذه البريكان، حقيقة فكرتُ طويلا بهذا الأمر حتى بعدما عدتُ إلى وحدتي في حمدان، وسألت نفسي: أيعقل أني أكتب قصائد تشبه قصائده!؟
وبنفس العنوان!؟
8
أرسى البريكان لكتابة القصيدة المثقفة المقتصدة، بلاحذلقات ولازوائد لفظية، معمدة بنار الوجود والتجارب الكبيرة والقراءات الأجنبية والموسيقى، فتجاوز عصره.
إن قصيدة رؤيوية مثل (حارس الفنار) لهي قصيدة تتجاوز الزمن بحق، وتصلح للقراءة قبل ألف عام وبعد ألف عام، ليس لأن فيها من التأمل مايمكن أن تتربى على موسيقاه الكونية أجيال من الشعراء، لكن لأن بناءها المدهش وأخيلتها تعبير حي عن رؤية متقدمة للوجود والمصير والمنطقة الرجراجة بين الحياة والموت، وهي في النهاية انتظار رحلة إلى المجهول:
أنا بانتظار الزائر الآتي
أنا بانتظار الغامض الموعود
أنا بانتظار اللحظة الزرقاء كالأبد الأبيد
أنا بانتظار اللحظة العظمى
إنها رحلة غامضة في بحر الوجود قد تكون شبيهة في بعض أوجهها برحلة بحار (كولردج) الذي يعود من إبحاره أكثر حكمة وأشد حزنا، لكن البطل في نص البريكان هو حارس الفنار نفسه، أي الشاهد والرائي المنتظر في مكانه، بينما تمر من تحته السفن والأمواج والجيوش، ويرى كيف تدمر المدن والمجازر، ويشهد تشويه الأرواح جيلا بعد جيل، وبعين عارفة يبصر تحت سطح البحر المدن الخفية والأموات والسفن الغريقة والكنوز وسبائك الذهب والعيون اللامعات وأسلحة القراصنة الكبار والغرقى، ، وكل ذلك يجري في حركة إيقاعية أضاف إليها بحر الكامل موسيقى ملحمية، حتى المقطع الأخير المفتوح بالحركة القلقة لرقاص الساعة السوداء:
أنا في انتظار
والساعة السوداء تنبض - نبض إيقاع بعيد
رقاصها متأرجح قلق يميل إلى اليمين
إلى اليسار
إلى اليمين
إلى اليسار
إلى اليسار

9
 ....كم كنت أتمنى لو أن  محمود البريكان بقي على قيد الحياة ليدرك سقوط الطاغية الملعون وزمنه الألعن؟
أتراها سلطة عادلة تلك التي ستحكم العراق بعدما زال الطاغية!؟ 
أيكون من أولوياتها العمل على إعادة الاعتبار للعراقيين؟ 
إذا كان الأمر كذلك فإني أقدّر أنها ستقيم للبريكان تمثالا بجانب تمثال السياب، وهو خليق به، ابن البصرة الفيحاء، وحان يوم العودة إلى السيد العراق الكبير، بعد زوال الطاغية والبيئة التي صنعته، سأضع باقة ورد على تمثالك يامحمود البريكان وأخرى على قبرك، وأذرف دمعة حرّى، وأقرأ قصيدتك التي أحفظها منذ ربع قرن، عن ظهر قلب:
لو كان لي أن أطلق استغاثة واحدة
عبر سماء الجليدْ
لصحتُ من رعبي الخفي الوحيدْ
القوة الطاردة     

 


OSLO
              2003.4.14

 



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات - 15
- كلمات-14-
- كلمات -13 -
- سقط الطاغية
- كلمات-10
- كلمات - 12


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق حربي - موت حارس الفنار - في الذكرى السنوية الأولى لمقتل محمود البريكان