مشى قاتلٌ وقتيلٌ
قبيل المساء على ضفةٍ ناعمهْ
يلهوان بسب القوانين
يرميان حصى اللامبالاة في البحر
يبتسمان معاً
وخلفهما تنحبُ العاصمهْ
كان بينهما غزلٌ خجـِلٌ
وعتابٌ على دورة الشمس
إذ يدرسان أجندة ماضيهما
قاتلٌ وقتيلٌ يهيمان
في ملحقات الكتاب العريض
كان بدر الحقول
يناديهما لسلام الضواري
يذكرْهما بدم ٍ سيئ الحظ
غصتْ به ليلة ٌ ظالمهْ
ما الذي سيقول قتيلٌ لقاتلهِ
حين يقتسمان الزجاجة
هل سيسأله كيف؟ متى؟ ولماذا قــُتـلتُ؟
وأين ستقتلني المرة القادمهْ؟
قتيلٌ مشى نحو قاتلهِ
قاتلٌ نحو مقتولهِ
كاحتضان الوحوش
إذا زلزل الأرض زلزالها
فر بينهما طائرٌ حائل اللون
في فضةٍ نائمهْ
لنـُغن ِمعا قاتلاً أو قتيلاً
لحَـنا ً واحدا ً وكلامين مختلفين
عن بلدٍ في الظهيرة يغفو
على سدرة المنتهى
ويضم عذاباتهِ الحالمهْ
لنسحبْ من الرف بعض مراجعنا
ونـُضـِفْ لمتون الدراما
هوامش مشبعة ًبالكوميديا
لنمش ِ ونعطِ لـ (أنكي) حق التصرف
فيما جرى من مياه المدينة تحت الجسور
وفوق الجسور
وحق مقايضة الدم بالتمر
بين قبائلنا الآثمهْ
بلادٌ بطور النقاهة نعبدها
وهي قائمة ٌ تطرد الليل عن خوخها
تتعرى إلى نفسها قطعة ً قطعة ً في مرايا العصور
تتمطى بطول الفرات النحيل
ونحن على قبتيها غلامان يقـتـتـلان على فض أختامها
نعبُ ربيع بهاراتها ونردد
يا .. يعيش الطريق يعيش الطريق
وتسقط غاياتنا
لا نريد الوصول إلى غايةٍ
غير أن يستمر الطريق
إلى غايةٍ لا نريد الوصول إليها
يعيش الرصيف المرصع بالموزاييك
الجديد القديم التقي الشقي
يعيشُ الطريقُ
وتسقط ُ تسقط ُ تسقط ُ غاياتنا .