فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6534 - 2020 / 4 / 10 - 23:42
المحور:
الادب والفن
تُحدِّثُكِ " صديقتُكِ "
عنْ أوجاعِنَا و غُربتِنَا...
تُحدِّثكِ
عنْ حالةِ الشعرِ في أولِ تجربةٍ...
لإمرأةٍ
خاطتْ حَنَكَهَا بسيجارةِ الشعرِ...
تُحدِّثكِ
عنْ جَنْدَرَةِ الشعرِ...
في بصمةٍ عاريةٍ منَْ الإحْصاءِ
و عنْ أوهامِ السفرِ فيهِ...
منْ دونِ أنْ تتركِي قطعةً قطعةً
منْ جِلدِكِ على شكلِ بخارٍ...
تُحدِّثينهَا
عنْ حبكِ وسفرِكِ معهَا...
عبرَ مدخنةٍ تسترقُ البرودةَ
تودعكِ عندَ مِشْكَاةِ عواصفَ....
تُحدِّثينهَا
عنْ توْأمةِ الأرضِ...
وكيفَ تُحوِّلُ جغرافيَا الحبِّ المكانَ
قَابَ عينيْكِ أوْ أدنَى منْ فمكِ...
كلُّ الأبعادِ بُعْدٌ واحدٌ
أنَا ....
فجأةً....!
فجأةً دونَ إشعارٍ ...!
تكتشفينَ أنكِ وحْدكِ تُهيئينَ
لجنازةٍ دونَ قميصٍ...
تخْذُلُكِ " صديقتكِ "
و هيَ تُحدِّثُ شخصاً مَا...
بعِصَامِيةٍ الوِشايةِ و بتقادُمِ التأويلِ
تُحِّدثُهُ...
عنْ استغلالِ الشعرِ لهَا خصلةً / خصلةً /
ومَا تركَ بقعةً صَلَعٍ...إلَّاوغمزتْهَا بِمُخطافٍ....
يُصفِّفُونَ أيدِيهِمْ لتطيرَ دونَ جناحيْنِ
كَدِيكٍ يَأْذَنُ للصباحِ أنْ يصيحَ...
فيصيحُ الديكُ
و ينقلبُ على قفَاهُ الصِّيَاحُ...
و أنتِ تَسْتَشِيطِينَ
لِيَمْتَلِكَ البحرُ موجةً إضافيةً
فيتكاثرُ السمكُ...
فجأةً. فجأةً ...!
تكتشفينَ أن إمرأةً غيرَهَا
تَتَلَبَّسُ الشعرَ في غُربةِ الملَفِّ...
تكتشفينَ
لَيْتَكِ ما اكتشفتِ....!
أنهَا غيرُ مُدرَّبَةٍ بمَا يكفِي لِتكسرَ خُلخَالاً
تكتشفينَ...
أنكِ خصوبةٌ دونَ ولادةٍ
وحدَهُ جرحُكِ
الودودُ الولودُ....
اُهرُبِي ...اُهرُبِي...!
العُلبُ الليليةُ مكتظةٌ بأعظمِ النساءِ
كلُّ خصرٍ فيهِنَّ يهتزُّ قصيدةٌ...
كلُّ غيمةِ سُكْرٍ منهُنَّ قصيدةٌ
كلُّ سيجارةِ موتِهِنَّ قصيدةٌ ...
و أخيراً...
تعثرينَ على العُلْبةِ السوداءِ
تَتَعَرَّيْنَ منْ كلِّ النساءِ...
إلَّا أنتِ...
تدخلينَ عُلبتَكِ السريةَ
تخيطينَ للقصيدةِ حَنَكاً و شفتَيْنِ ...
و تُْسدلينَ حُزنَكِ ثمَّ تلوذِينَ إليكِ
كزعيمةٍ مهزومةٍ ...
عنقُ الزجاجةِ يضيقُ. يضيقُ.
ينكسرُ عليكِ...
صمتٌ...صمتٌ...صمتٌ...
العُلبُ الليليةُ تنفجرُ
بَّامْ....
بَّامْ...
بَّامْ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟