أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روني علي - الكورونا ومقومات المواجهة














المزيد.....

الكورونا ومقومات المواجهة


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 6534 - 2020 / 4 / 10 - 19:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" إن القوة السكانية تفوق بكثير قوة الأرض على إنتاج الغذاء للإنسان حيث ينبغي للموت المبكر أن يزور الجنس البشري بشكل أو بآخر. فرذائل الجنس البشري وسائل ناشطة وفاعلة لخفض عدد السكان . إنها النذير في جيش ّ الدمار العظيم ، وغالبا ما تنهي العمل المروع بنفسها . لكن في حال فشلها في حرب الإبادة هذه، تتقدم الموسمية والأوبئة والطاعون بمستويات مخيفة، وتمسح الآلاف وعشرات الآلاف . وفي حال بقي النجاح منقوصا، تأتي المجاعة المحتومة التي تحتل مؤخر الجيش، وتسوي بضربة واحدة قوية أعداد السكان مع كمية الغذاء المتوفر في العالم ". الجحيم / دان بروان

بعيدا عن مثل هكذا نظريات ومقولات "الواردة أعلاه" وإدخال هذا الوباء – بناء على الضخ الإعلامي – في خانة نظرية المؤامرة "الاشتغال على الهندسة الجينية" وبالتالي اعتباره جزءا من مكنة الصراع السياسي / الاقتصادي بين أقطاب دولية، بحكم الويلات التي عانت منها الشعوب، ولم تزل، من جراء موبقات معادلة التوازنات السياسية الدولية، التي شكلت بالنسبة لها أكثر وباء من بين كافة الأوبئة. فقد رفع "هذا الوباء" مرة أخرى، الغطاء عن عورات الأنظمة التي تعتمد على شعوبها من حيث أنها "فقط" نسغ استمراريتها وديمومتها، وكشف عن مدى هشاشتها في التصدي "الناجع" لتداعيات الوباء وآليات السيطرة عليه . فهي قد حاولت، ومن خلال أدواتها المعتمدة وفق منظومتها في التحكم والسيطرة، الاعتماد مرة أخرى على "السوط" وحده في الإبقاء على المواطن بين جدران بيته، دونما امداده بما يجعله ملتزما بما يصدر إليه من قرارات وتوجيهات، مع إدراك البعض بالخطر المحدق به فيما لو لم يرضخ لمشيئة الحاكم، وافتقار البعض الآخر إلى ثقافة الأمن الاجتماعي نظرا لافتقاره إلى مؤسسات تهدف الاشتغال على بناء الإنسان المدرك للحقوق والواجبات، ليكون على دراية في هكذا أزمات، بأنه قد يتحول إلى قنبلة مسمومة متحركة، تنفجر في بيئته وتبث سمومها دونما إدارك منه .
إذاً، يمكننا القول بأن أهم أدوات المواجهة لهذا الوباء لدى هذه الأنظمة اقتصرعلى "الجندي" الذي يراقب خطوات المواطن والسيارات "الأمنية" التي تلاحقه بغية تطوعيه لمشيئتها، دون أن تكون مفاهيم الأمن الوطني والقومي والغذائي مطروحة على طاولة البحث، كإحدى أهم وسائل المواجهة . فيما لو أخذنا بعين الاعتبار أن المواطن الذي يعيش تحت خط الفقر، هو الذي اكتوى بالدرجة الأولى بنار "الحظر"، وإن كان قد تساوى مع ذاك الذي يمتلك رصيدا ماليا يمكنه من الاستمرارية، فيما لو تمكن من كسر قيود منع التجول المفروض عند اشتداد درجات الخطورة . وأن هذا المواطن هو وحده من يعيش تحت رهاب الغد والتراكمات التي ستلاحقه، والذي لن يكون بمقدوره الخروج من كماشة الالتزامات بجهوده الفردية وفرص العمل المتاحة أمامه، فيما لو وجدت .
استنادا على ما أوردناه آنفا، ومع الأخذ بعين الاعتبار بعض الإجراءات الاحترازية، من قبل الحكومات، التي وصفت بأنها ناجعة، والتي لم تكن فقط تهدف إلى حماية "المستضعف" وحده، بحكم أن الوباء لم يفرق بين الحاكم والمحكوم وبين الغني والفقير، كان علينا أن نطرح بعض الأسئلة والتي تعتبر تجسيد أجوبتها إحدى أهم وسائل المقاومة وتجاوز هذه المحنة بأقل الخسائر ..
ألم يكن من مستلزمات الأمن الاجتماعي أن يجد المواطن أمام باب بيته سلات غذائية تقيه من الحاجة وتختصر أمامه سبل البحث عن مستلزمات العيش ..؟
ألم يكن حريا بالحكومات أن تزيل عن المواطن عبْ الاستئجار وتعويض المستأجرعما سيلحقه من أضرار مادية، وذلك بموجب قرارات تأخذ بعين الاعتبار إمكانيات المؤجر والمستأجر ..؟.
ألم يقع على عاتق منظمات المجتمع المدني التي ملأت الدنيا "صراخا" أن تزيل قناع الخوف عن وجهها وتكون بمثابة جيش يساند المواطن في محنته وذلك من خلال الآليات المتاحة أمامها ..؟.
وتبقى هنالك المزيد من الأسئلة التي لن تجد أجوبتها نظرا لأننا نستمد حضورنا من ثقافة السؤال دونما الخوض في الأجوبة التي غالبا ما تجلب علينا المزيد من الويلات .

10/4/2020



#روني_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونيات
- أصابع من الطحالب
- زفرات الوداع
- تذكار ما قبل الرحيل
- المنتصف .. خاطرة
- حزورة في الحب
- مقاسات من الألوان
- ألم السقوط
- بصمات جنائية
- بركان قيد الانفجار
- ساعة تعلن الحداد
- حكم في قضية -دله-
- قَسمُ ولادةُ الموتِ
- رسالة من الحجر الصحي
- ولادة في سراويل المجاعة
- جثث تحت أنقاض النزوح
- زناة في مخدع القمر
- صور من عصر الكورونا
- صرخة لسان مقطوع
- فيروسات الاشتياق


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روني علي - الكورونا ومقومات المواجهة