عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6530 - 2020 / 4 / 6 - 01:20
المحور:
الادب والفن
ليلي يطولُ و نيـراني على حطبي
فهل يضيرُكَ أن أمشي على لَهَبِي
نشوان من رشفةٍ مرّتْ على عجلٍ
وما تزال بقـــــــايا طعمِها العذبِ
كتبتُ قرطاس عشقٍ للتي مطلتْ
وعدي وأتْرَعَتِ الكاساتِ بالريَبِ
أينَ الخمور التي لـــذّتْ لشاربِها
هل أبدلتْها تبــــــاريحي ولمْ أثُبِ
أحالها الهجر خـلّا لا سلافَ بها
ولا حُميّــا وإن كـانت من العَنَبِ
ففي فؤادي قطــار الوجد متصلٌ
والطَرْفُ من سَهَرٍأسيانُ ذو لغَبِ
يا ليلُ مالكَ قـــــد حرّكتَ ساكنةً
من المدامعِ فابتلّتْ مـــنَ الطرَبِ
ساعاتُكَ الدُهمُ غابٌ وحشُهُ شرسٌ
لا يستكين إذا لـم يفترسْ عصبي
وحدي مع الليل والذكرى تؤرقني
فيحبل الصمتُ في أحشلئهِ صَخَبي
حتى إذا ما أهــــــانَ الفجرُ هيبتَهُ
مضى وخــلّفني كالدارسِ الخَرِبِ
الشوق يحطبُني حتـــى غدوتُ بهِ
فرطَ الصبابة أكـواماً من الحطبِ
تمضي الليالي وأحـــلامي مجنحةٌ
تطيرُ لكنّ يومي مثـــلُ ذي زَغَبِ
السهدُ زورقُ قلبي والهــوى ىشبَكٌ
يصطادُ فـي بحرِ ليلي تائهَ الشُهُبِ
أكلما رممتْ روحـــــي مفـاصلها
أصابها عارضُ الهجرانِ بالعطبِ
ذكرتُ تحتَ وريف السدرِ وقفتنا
وعذرنا أننا نســــــعى إلى الكتُبِ
قد كان سـعي فؤادينـــا لبعضهما
حقيقةً وكتابيـــــــــــنا من الكذبِ
وددتُ لو أن قلبي صـارَ مَوْطِأَها
تمشي عليهِ ولكنّ الفــــــؤادَ أبي
وعاتبتني على شـــــيبٍ بدا نزِقاً
فقلتُ ويحَ مشـيبي والفؤادَ صبي
حباكِ ربُّكِ حُســـنا لو نزلتِ بهِ
على كثيبِ رمــالٍ آضَ منهُ نبي
وحين يبغــــــون منــــه آيةً فلهُ
أن يذكرَالحسنَ آياتٍ مـن العجبِ
قد يذكر الليلَ مسدولاً على كتفٍ
أو يذكر العسـلَ المكنون بالذهبِ
أو يذكر القمر المعقـــودُ فيهِ فمٌ
كالعندمِ الرائقِ المفتـرِّ عن شَنِبِ
أو قُبّتين تطـــــوف العين حولهما
من دون أن تشعرَالأحداقُ بالتعبِ
أو الرفيفَ لورقـــــــــائين قد لبدا
من عينِ صقرٍ يعاني شدةِ السَغبِ
فسامحي ذا مشيبٍ ليسَ مكتهلاً
لكن تنوره فــي الصـدر ذو لهبِ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟