|
قراءة في كتاب الإشكالية في العلوم الإجتماعية للباحثان محمد عبد الخلقي و يمينة ميري
يوسف الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 6529 - 2020 / 4 / 5 - 21:33
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
قراءة في كتاب " الإشكالية في العلوم الإجتماعية " للباحثان محمد عبد الخلقي ، يمينة ميري .
يعتبر هذا الكتاب مرجعا أساسيا للطلبة الباحثين ليس في مجال علم الإجتماع فحسب بل في العلوم الاجتماعية عامة باعتباره كتاب منهجي بامتياز ، فكما أشار الأستاذ عبد الله القرطبي في تقديمه للكتاب أن المنهج العلمي السليم هو الذي يوصلنا إلى معرفة علمية خالية من الهفوات وهو العمود الفقري للمعرفة العلمية إذ بدونه لا يمكن أن تستقيم المعرفة وتضمن لنفسها القوة والمتانة المطلوبتين ، خصوصاً أن حقل علم الإجتماع أصبح متداولا لدى كل من ينتج خطابات تتسم بالصيغة الاجتماعية في حين أن هذه الخطابات تفتقر للشروط العلمية المؤسسة . ميز صاحبا الكتاب بين نوعين من الممارسات الفكرية في مجال السوسيولوجيا، الأولى ممارسة بحثية عفوية ، لا تستند على الشروط والخطوات المنهجية الضرورية في إنتاجها الفكري والسبب في ذلك عجزها عن التعبير بين كل من المشكل والقضية الإشكالية علاوة على انطلاقها من تصورات تقنية بحيث تظن أنها بذلك ترصد الواقع الاجتماعي كما هو بعيداً عن إطار نظري يؤطرها ، وهذه الممارسة اختزالية تقنية بينما يدعونا صاحبا الكتاب إلى أن المعطيات الميدانية لا يمكن الحصول عليها إلا ضمن إشكالية مؤطرة نظريا ومنهجيا . لقد وضع الكتاب الأصبع على المشكل الذي يواجه الباحثين في هذا الحقل من خلال التمييز بين الإشكالية العلميةla problématique scientifique وبين الاشكالية الاجتماعية ، حيث في الكثير من الأحيان يتم استعمال هذين المفهومين كمرادفين . حيث أن الاشكالية حسب مقدم الكتاب لا يمكن صياغتها إلا ضمن إطار نظري مرجعي يعتبر بمثابة المقاربة المعرفية الملائمة والجدير بالذكر أن هناك أدوات تساعد على صياغة الاشكالية صياغة علمية كالدراسات الاستكشافية وتملك الأطر النظرية وتحديد المفاهيم نسقيا وإجرائيا هي بمثابة الوسائل الضرورية والمساعدة على بلورة الإشكالية في صيغتها النهائية، وهي تبتعد عن كونها مجموعة من الأسئلة بل هي خطاب حجاجي تبريري تتضمن أسئلة وأجوبة مفترضة ضمن بنية حجاجية تكشف عن موضوع البحث وخصوصيته وأصالته العلمية. كما يجب على هذه الاشكالية أن تتميز بمفاهيم مجردة لكنها في ذات الوقت يجب أن تتسم ببعدها الإجرائي حتى تتمكن من توظيفها علميا في البحوث الميدانية. وبالتالي فإن طبيعة الموضوع المقترح وطبيعة الصياغة العلمية التي بنى على أساسها الباحث إشكالية بحثه تحددان البنية المنطقية التي سيحلل الباحث من خلالها المعطيات الميدانية التي وظفها في بحثه. كتاب غني منهجيا يدعونا إلى ضرورة الالتزام بهذه الخطوات المنهجية في صياغة إشكالية البحث باعتباره لحظة مفصلية وحاسمة في سيرورة البحث السوسيولوجي . يفتتح صاحبا الكتاب معرض حديثهما باعتبار أن أي بحث يدعي لنفسه العلمية يجب أن تحضر فيه الإشكالية باعتبارها لحظة حاسمة لا يمكن الإستغناء عنها لما لها من تأثير على الخطوات التي تليها في رحلة البحث العلمي إذ تحدد المسار الذي ستسلكه الدراسة ، وتعمل في ذات الوقت على تأطيره نظريا منهجيا، لهذا فكلما كانت هذه الأخيرة دقيقة واحترمت الشروط اللازمة لصياغتها ساعدت بشكل كبير على إنجاز بحث علمي دقيق ، وقد فطن مؤلفا الكتاب إلى النقص الموجود في الكتب المنهجية التي تناولت هذا الشق المهم في مرحلة البحث الميداني (إذ إن أغلب الكتب تناولت كيفية اختيار تقنية البحث وطرق صياغة الفرضيات و عملية القياس أجرأة المفاهيم ...) لأنها هي التي ستوجه باقي الخطوات الأخرى ، وعدم العناية بها وعدم إعطائها الوقت الكافي سيكون له لا محالة تداعيات بالتأكيد سلبية على مسار البحث لأنها حسب مؤلف الكتاب تعتبر بمثابة بوصلة تنير لنا الطريق. و في إشارة من مؤلفا الكتاب بخصوص عملية اختيار الموضوع فيجب حسبهما أن يأخذ بعين الإعتبار عند اختياره الجدوى والنجاعة العلمية والاجتماعية ، وأن لا يكون اختياره اعتباطيا، بل لا بد أن يتم وفق متطلبات علمية واجتماعية محددة ، فالموضوع يجب أن يطرح أسئلة جديدة والتي تعطي للبحث أفقا جديداً، وفي نفس الوقت يجب أن يكون ذات البحث يجيب على تساؤلات مجتمعية (مطلب اجتماعي) هذه أول نقطة مهمة قام بها مؤلفا الكتاب بالتوقف عندها في معرض حديثهما عن مصادر الاشكالية . و في نفس السياق أشارا الباحثان إلى أن اعملية إختيار الموضوع تنم عن مساءلة الباحث لنفسه عما يريد معرفته من هذا الموضوع حتى يستطيع طرح أسئلة لها علاقة بالموضوع المختار، علاوة على إجراء أخر مهم متعلق بالوقوف عند الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع المحدد، إذ بهذه العمليات يستطيع الباحث بناء موضوعه بناء سليم وهو يحيل على البعد النظري أي الأفق الفكري للدراسة نتيجة كل هذه التحضيرات القبلية يبدأ الموضوع بالتبلور والتشكل التدريجي هذا فيما يخص التدابير والاحتياطات اللازمة لاختيار الموضوع، أما عملية بنينة البحث بصفة عامة فهي الأخرى تشترط مجموعة من الضوابط : أولها القدرة على التفكير في المشكل المعروض للبحث ، والإحاطة بكل جوانبه وتمييز المراحل الكبرى لهذا البحث، أي نوعية المعلومات المطلوبة والأدوات والإجراءات اللازمة لجمع المعلومات ونوعية المقاربة التي تقوم عليها ، وغياب هذا التصور يعني الكثير من المشاكل القادمة في طريق البحث ، وتكون الاختيارات غير مبررة ، فعندما لا يستطيع الباحث تحديد الهدف من الدراسة ولا حتى الإستراتيجية الأنجع لعمله هل هو كمي أم كيفي ؟ وإن كان أحدهما فما هي حدود استعمال كل واحد منهما ؟ باختصار شديد ؛ سيعجز عن تقديم حجج مقنعة ومؤسسة لقراراته واختياراته، ويعزي صاحبا الكتاب المشكل إلى كون الاعتقاد السائد لدى الطلبة الذي يقبلون على هذا التخصص المعرفي أن علم الإجتماع مادة أدبية ،علاوة على عجزهم في الفصل بين السوسيولوجيا كعلم، و الخطابات الأخرى التي تتناول القضايا الاجتماعية من زوايا مختلفة ، ومن ثم فإن مرحلة بنية الموضوع تشترط هي الأخرى تحديد المنطق الاستدلالي الذي به سينفي أو سيؤكد فرضياته ثم سينتقل معه الباحث إلى كيفية الانتقال من المفاهيم المجردة إلى المؤشرات الميدانية لذات المفاهيم ، وهو ما أسماه مؤلفا الكتاب بعملية القياس ، علاوة على كيفية اختيار أفراد العينة ، إن منهجية كهذه تسمح بلا شك حسب الباحثان إلى إنتاج معارف موضوعية. ومن المصادر الرئيسية المساعدة على صياغة الإشكالية التي أثارها مؤلفا الكتاب هو العمل الاستكشافي، والذي يعني في جزء منه حسبهما الاطلاع على مختلف الأدبيات المعرفية ذات الصلة بالموضوع، وقراءتها قراءة نقدية، أما المكون الثاني متعلق بعملية البحث المسبق، حيث يهم الجوانب التي ينبغي أن يأخذها الباحث بعين الاعتبار والمفيد في هاتين العملتين هو أنهما يمكناننا من حصر الموضوع في بؤرة جد ممركزة. ويأتي المؤلفان للتفصيل في كل عملية من هذه العمليات على حدة، فالعمل البيوغرافي من جهة ليس استنساخا للدراسات السابقة ، بما فيها من نظريات ومفاهيم وفرضيات ومعطيات مونوغرافية، بل الهدف من العملية هو الدفع بالتخصص إلى الأمام من خلال طرح أسئلة جديدة لم تطرحها تلك الدراسات السابقة، حيث ستعطي الدراسات تفسيرات جديدة وليس تكرار واستنساخ ما سبق. وبالتالي يتوجب على الباحث أن يعرف المراجع والمقالات العلمية التي ينبغي اعتمادها، وفي حال اعتماد مرجع معين، فما هي الإضافة التي قدمها له ؟ فمعرفة هذه العناصرستوجه الباحث نحو القراءات الصحيحة المناسبة لدراسته من طبيعة الحال ، بتبني استراتيجية محكمة تحول دون ضياع الوقت والجهد على حد سواء، وذلك بالإستناد إلى التعليمات التي يقترحها "رايمون كيفي" Raymond Quivyو"لوك فان كامبنهودت" Luc van compenhaudet، أولها الإنطلاق من سؤال الانطلاقة باعتباره خيط ناظم لعملية القراءة، مع العلم أن الباحث قد يغيره في أية لحظة من خلال التعمق والتوسع في القراءة ، وثانيا توجيه عملية القراءة نحو المصادر والمراجع التي تقدم تحليلات نظرية، أو نحو مقالات مركزة وقراءتها بشكل نقدي أحسن بكثير من قراءة المئات من الصفحات بشكل سطحي، وثالث المبادئ على الباحث أن لا يقف عند المراجع التي تقدم المعطيات، وإنما عليه البحث عن مراجع تحتوي على عناصر تحليلية وتفسيرية، كل هذه العمليات تساعد على التساؤل عن أفق بحثه L envergure de sa recherche ،علاوة على الإحاطة بشكل جيد ودقيق بالإشكالية التي ستسلط الضوء على الفجوات التي تشوب الأعمال السابقة، وبالتالي فالجهد الذي يبدله الباحث في المرحلة التوثيقية (البحث البيوغرافي) سوف يكافئ لا محالة بإشكالية جديدة متميزة و الأهم من ذلك متفردة لم يسبق لأحد أن طرحها ، ويقدم الباحثان أمثلة في هذا الصدد الأول عن دراسة "ماكس ڤيبر" الذي تفرد بإشكالية متميزة (أنظر ص 95 - 96 - 97 - 98 من الكتاب) والثاني عن دراسة "دوركايم" حول الانتحار (أنظر ص 98 - 99 - 100 من الكتاب ) ويؤكد الباحث أن تلك الإشكاليات المتفردة هي بالضبط التي صنعت السمعة العلمية لأصحابها، والشهرة المنقطعة النظير لنظرياتهم ونماذجهم التفسيرية التي قاموا بتبيينها وببنائها ، وصمدت كثيرا أمام الانتقادات التي وجهت لها، وتعتبر إلى يومنا هذا مرجعا ونموذجا نظريا لكل ممارسة سوسيولوجية. بعدما قدم الباحثان في الفصل الأول من كتابهما المعنون " بالاشكالية في العلوم الاجتماعية" المصادر والأدوات التي تبنى بها الاشكالية ، ينطلق الباحثان في الفصل الثاني من الكتاب إلى تبيان طرق وكيفيات صياغة هذه الأخيرة، التي تتأرجح في ميدان السوسيولوجيا بين الإستقراء والاستنباط، وهذين المنطقين لكل واحد مرجعية معرفية و إبستمولوجية تحكمه، وهو ما يصطلح عليه بالمنهج الكمي في مقابل المنهج الكيفي، وبالتالي فنحن في ميدان علم الاجتماع لا نتحدث عن المنهج بصيغة المفرد، بل هناك تعددية في المناهج ، لأنه ليس هناك منهج واحد أو قالب واحد صالح لكل الاستعمالات وقابل للتوظيف في كل القضايا الاجتماعية، بل هناك مجموعة من المناهج المختلفة التي تدخل في علاقة جدلية تفاعلية ، ويختلف ثقلها وشروط توظيفها حسب نوعية وطبيعة الأسئلة والقضايا المطروحة للدراسة والتحليل كل على حدة، وكما يقول المثل الإسباني ليس هنالك طريق ، الطريق هي التي نشقها عندما نكون نمشي . فصياغة الاشكالية تقتضي في المقام الأول احتواء المشكل وحصره، وهذا يتأتى من المصادر التي تحدث عنها المؤلفين في الفصل الأول من الكتاب، وبهذا نكون أمام عمل منسجم، كل خطوة تؤثر في التي تليها، و العمل السوسيولوجي ليس عمل منفصل اللحظات ، بل نحن بصدد تسلسل منطقي علمي ، وبعد ذلك يقف الباحثان في لحظة منهجية أخرى لرفع اللبس على مفهوم الإشكالية التي تندرج ضمن منهج تفكيري برهاني تبريري، وتلعب دور الخيط الموجه، وبالتالي فهي ليست مجرد سؤال أو أسئلة أو مشكل، بل هي مجموعة من العناصر المشكلة لمشكل البحث، بما في ذلك المعلومات فهي في الآن ذاته تعني المقاربة أو الأفق النظري الذي نقرر أن نتعامل من خلاله مع المشكل الذي يطرحه سؤال البحث حسب "رايمون كيفي" و "لوك فان كامبنهودت" في كتابهما " Manuel de recherche en sciences sociales Paris dumad " , 1988 - P. 97 . وخلص الكاتبان إلى كون الإشكالية تعبر عن سياق الظاهرة ومسارها، وكونها تشمل جميع العناصر المكونة للظاهرة الاجتماعية، وهي الفكرة الهاجس، وفي نفس الوقت هي الأساس النظري الذي يقوم عليه بنيان البحث، وهي التي تمنح البحث شكله وهيأته. وبعد بيان المؤلفان أهمية المفاهيم التي ستشكل الإشكالية كونها تكون مفاهيم مجردة أو نسقية ستمكن من أجرأتها في مرحلة لاحقة ، سينتقلان في إلى مرحلة لاحقة مهمة في عملية صياغة الاشكالية وهي التي تنقسم إلى قسمين : إما صياغتها وفق منطق إستنباطي أو منطق إستقرائــــــــــــي . إن الكتاب الذي قدمنا قراءة في أهم أفكاره يعتبر مرجعا مهما للباحثين في حقل العلوم الإجتماعية بصفة عامة و السوسيولوجيا بصفة خاصة ، خاصة و أنه يتوقف بالنقد و التحليل عند لحظة حاسمة من البحث العلمي في حقل العلوم الإجتماعية و هي الإشكالية ، و قد توفق الباحثان إلى حد كبير في إزالة اللبس على كل الأسئلة التي تطرح بصدد هذه اللحظة .
#يوسف_الحسيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قول في الصداقة
-
شاذ في الحب
-
جمعيات فاعلة بدون دعم - أمزميز نموذجا -
-
مذكرات شاب عاطل عن الحياة
المزيد.....
-
إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط
...
-
إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
-
حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا
...
-
جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
-
الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم
...
-
اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا
...
-
الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي
...
-
مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن
...
-
إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|