|
المنتصف .. خاطرة
روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 4 - 18:41
المحور:
الادب والفن
في
الصورة كانت هنا قبل يوم .. يومين .. قبل سنتين، معلقة على الوجه ذاته .. كانت تبتسم حيثما أدارت شفتيها، تغازل القمر بجمالها، تحيك من النجوم قصص الليل .. وفي الصباح، تجدل من بريق عينيها جدائل الشمس، لتكتب على قلب متخم بأرق الانتظار .. صباح الخير . يهبط الظلام فجأة من عينيه، تكشر الصورة عن أنيابها، لتودع القبرات إلى حتفها، ولا يدري أين تقع المحطات التالية من عمر الزمن، وهل القطار لم يزل يطلق صفارة الانتظار، ليشد أمتعة الهروب إلى حيث بوابات الخروج .. يضغط على تجاعيد الذكريات فينطلق صدى أغنية تحاور ديشتا سروجي .. إنها كوباني. يحدق في المشهد مليا، يقلب ألبومات الصور، يعيد ترتيبها، يدقق في ملامحها صورة صورة .. لمن كانت تلك الصورة ..؟!!. يمشي في خطوات الاستدعاء .. يتمم .. كانت صورة حبيبته قبل أن تنكح الخفافيش بأعشاشها في صرة الحنين .. كانت صورة كوباني قبل أن يقص الداعشي جديلة بارين .. تختلط عليه المشاهد .. ينفث من سيكارته المحشوة بسهرات ما بعد آذان الفجر ويغني مع الدخان المتصاعد أغنيته المفضلة .. خمه زالم. يعود إلى المكان ذاته .. السرير ذاته الصورة لم تزل ترمقه بنظرة ازدراء. يحاورها بقصائد العشق فترد بعينين ملؤهما الازدراء ... يقرأ في تفاصيلها، يدفعها إلى قارئة فناجين الموت هنيهة ويطلق القطار زفير الحالمين .. اهرب .. اهرب ولا وقت للتفكير، فأنت المطلوب في قفص الاتهام .. عاشقا لم يجيد من الهلوسات صناعة قوس قزح في عيني حبيبتك .. والعاشق يمتطي صهوة الجحيم حين .. يرمي هذيان الحب إلى حاويات النسيان .
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حزورة في الحب
-
مقاسات من الألوان
-
ألم السقوط
-
بصمات جنائية
-
بركان قيد الانفجار
-
ساعة تعلن الحداد
-
حكم في قضية -دله-
-
قَسمُ ولادةُ الموتِ
-
رسالة من الحجر الصحي
-
ولادة في سراويل المجاعة
-
جثث تحت أنقاض النزوح
-
زناة في مخدع القمر
-
صور من عصر الكورونا
-
صرخة لسان مقطوع
-
فيروسات الاشتياق
-
رشفة من كأس الحرمان
-
حكايات مشوهة القوافي
-
شبيه في قفص الاتهام
-
رقصة في مضارب الجنون
-
نزال فوق حلبة وحام القصيدة
المزيد.....
-
أزياء وفنون شعبية وثقافة في درب الساعي
-
رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي
-
مصر.. مفاجأة في قضية طلاق الفنان الراحل محمود عبد العزيز وبو
...
-
السودان : تدمير مباني الاذاعة والتلفزيون والمسرح من قبل الدع
...
-
بعد سرقة تصاميمها... فنانة وشم بلجيكية تربح دعوى قانونية في
...
-
من باريس إلى نيويورك.. أهم متاحف العالم تُطلق خططا تجديدية
-
جائزة الكتاب العربي تكرم الفائزين في دورتها الثانية
-
لغة الكتاب العربي.. مناقشات أكاديمية حول اللسان والفلسفة وال
...
-
عاصمة الثقافة الأوروبية 2025.. مدينة واحدة عبر دولتين فرّقته
...
-
تحذيرات من تأثير الشاشات على تطور اللغة والذكاء لدى الأطفال
...
المزيد.....
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
المزيد.....
|