|
كمنجة غاضبة
احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب
(Ahmed Abo Magen)
الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 3 - 19:54
المحور:
الادب والفن
تغير منطق الكون حينما رأيتك لأول مرة كنت تبسطين السماوات بمزاج عال وترفعين الأرض برمشك الجاحد بالحركة وترتكزين على غرور يحيل أفكاري العدمية إلى منطق الوجود كنت إذا فتحت حقيبتك المتعبة وهي تسند نفسها على خصرك الرفيع تتطاير الأحلام من رأسي وبعد أن تغلقيها أشتد مثل وتر موسيقي في أحضان كمنجة غاضبة ماكان ينقطع هذه التيه إلا إذا تحدثت معك صديقتك كأنها أعلان بائس يقطع فلما في أوج ذروته حتَّى تعودي بتلك الطلاسم الموجعة تدكين رأسي المتحجر بلغزك العسير أرقبك بنبضي دائماً حتَّى إذا اعترضك جرح على رصيف ما تخيطينه بأبرة خطواتك البطيئة وتطرزين بقية الدروب من وإلى البيت بمشيتك التي تضاهي غنج الفراشات باب بيتك الفخم كان يجهد نفسه هو الآخر كل يوم فيقطع بحافته سلك جرس المنزل لتطرقي بيدك الناعمة وجهه الشغوف بك أحيانا يصلب نفسه حتى لايسمع أهلك طرقة الباب وأنت تزيدين من الطرق على وجهه تأففين من شدة الضجر والباب يثمل كعادته بدفء أنفاسك يذيبه الخدر من صفعاتك المتتالية حتَّى ينتهي بصموده المطاف مفتوح القلب والمصراعين.. أعرفك جيداً لست ممن يقحمون أنفسهم في بطش الجدالات لتثبتي نظرية الجمال على رؤوس الأوغاد ولأنك صامتة كل الوقت كانت ملامحك تتحدث عن جمالها بلسانها الطويل وتعلمين أيضاً بأن شبابيك غرفتك ليست عارية هي فقط تفضل أن تكون من دون ستائر كي ينفذ منها إلى كل العالم ضوء خديك.. تماماً مثل الانفجار الكوني إلا إنك تضاهين الكون بهذا الإنجاز كونه انفجر مرة واحدة وأنت كل صباح تنفجرين..
________________
سيبقى هذا النص الذي كتبه من أجلك معلقا في حانوت السقم تتدلى من أقدامه رماح هاوية تعاني من تهافت سخي بالنسبة المنوية ببساطة لأنك جالسة في الجهة المقابلة لشعوري الفضيع شعوري الذي صب على نفسه زيت الخمر فثمل كثيرا جدا وهو يحترق كما في اللاحق من الأوان احترقتُ.... واحترقتِ.... واحترق كل مكان كنا نتمنا أن تطأه أحلامنا وهو مستلق بين قوسين من عنادك الرحيم لكن أيضاً... سيبقى هذا النص معلقا مثل الكون الكون الذي كان مسرعا في وقت ما وانكسر بيده مقود حركته المنتظمة ونحن بداخله إلى الآن مهووسون بالرعب مخبولون بالقلق مبهورون بالحيرة فاغرون ثغورنا بالدهشة المطلقة نجهل نهايته اللامنطقية لأننا ببساطة لانعرف توقيت الموت لكننا مع كل ذلك نرتقب النهاية الحتمية بعدما يصطدم الكون بشيء ما...
____________________
قد لانستطيع ترتيب المشهد كما فعل أسلافنا من قبل وهم يلفون بعضهم كما يلفون السجائر ولم نلق القبض على الحمية التي هربت من فانوسهم القهري فكانت بعد ذلك سبباً في إتعاب المشهد حتَّى شد نفسه بعصبيتهم الساذجة فصار أسلاك شائكة مخبوءة بين نعومة تطلعاتنا العصرية فما كان للمشهد هذا إلا أن يكون تحفة موروثة تساهم في نمو أوجاع الرأس
___________________
لا علاقة لي بذلك أو لا عقيدة لي بذلك كله مثل طرقة الباب نفتحها فنجد صديقا يطلب أحدا منا فيخرج من جاء لأجله ونغلق الباب... هكذا هو الموت تعبير لذيذ نطلقه على العدم الآتين منه والذاهبين إليه فكلنا شموع مشتعلة لا أعلمُ يَقيناً لِمَ الخوف من الموت في حين أنه مجرد نفخة.. لاعلاقة لي بذلك ولست معتقدا بما يدور في الضفة الأخرى من القوقعة كل ما أعرفه إنني منغلق على نفسي مثل ظرف عنيد لم أطأ الأرض كما الآخرين ولم أنثر تشرذمي بين زواياها مثل سنبلة حمقاء جدي كان بطيء الحركة وهكذا أبي فورثت منهم هذا البطء المعهود وأنا أتنقل متثاقلا بين الحلم والباب اعتدت على قص أجنحة أفكاري لتنسجم مع أفكار الراكدين هنا المسبحين بحمد السوء الطوافين حول مركز الجهالة التواقين لتلك السلسلة المبهمة من النصائح بعد أن فقدت جميع عناصرها المنطقية بحفنة استجواب يعتري أسئلتهم المستهلكة قد لايعرفون ماتعني أن تكون فلسفتك حزينة ووجهك مبتسم جدا وتلاحق طلوع الصباحات ولاتفوت متاهات السهر وقلبك يشتد على بعضه بالحرائق في حين أن جميع أفعالك باردة مثلما يحصل معي باستمرار وأنا أراقب عن كثب تحركات اللاشيء.. لا علاقة لي بذلك أنا فقط أتوجس من زهوق الفجوة التي في حقائبنا المنسية حقائبنا التي كلما اكتمل القهر تنضح سماوات من اللعنة حقائبنا التي كانت تشبه حقيبة الرب إلا أننا نملأها بالفقد والعوز والحسرات وحقيبة الرب مليئة بالآجال كما قال جدي لمن حضروا احتضاره ونسوا آمالهم مرمية فخطفتها غربان الطين
__________________
تغنين تسكتين تغنين تسكتين تغنين فتأحذك نوبة سعال حتى تسكتي من جديد لم تسترسلي يوما في الغناء ليس لأنك لاتجدينه بصوتك العتيق بقدر ما أن حنجرتك مليئة بالأتربة الأتربة ذاتها التي انتثرت عليك من تهور أقدام عقولهم الحافية اشربي دموعنا الدائمة وتيممي بخلودك المتين وغني من جديد فأرواح قلوبنا لا تهوى إلا صوتك يابغداد
______________
لبرهة من القلق لسنوات من المحبة لعمر من الاجتهاد المجحف للخوف المطلق عليهم نجهد أنفسنا كل الوقت ونحن بحذر شديد نرصف لهم المشاعر والكلمات وعلى حين غفلة منهم يرموننا بكلمة من دون تفكير تهدم جميع مابنيناه لهم بالتدريج.
#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)
Ahmed_Abo_Magen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كأن شيئاً هناك
-
يا أيها الريلُ
-
أكتوبريات
-
بكل هدوء... شعبية
-
خيمة أمل
-
شمس الأبدية
-
حان قطاف القلب
-
سورة الجدوى
-
بديهياتها
-
تفاوت
-
صباح الخير
-
تنتظرين
-
هالات نيرة
-
سورة القلق
-
سقسقات مُوحشة
-
بوح الكتاب
-
نحن الشباب
-
منتهى الشدة
-
تراجيديا الأنين
-
قصيدة النبي
المزيد.....
-
عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
-
مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا
...
-
مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـ-
...
-
أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21
...
-
السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني
...
-
مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع
...
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|