أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - كورونا ونظرية المؤامرة














المزيد.....


كورونا ونظرية المؤامرة


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 1 - 23:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تطلع علينا، من حين لآخر، فيديوهات، يجتهد أصحابها في إقناعنا بأن ما يقدمونه من معطيات ومن معلومات، لا يحتمل الشك والتشكيك؛ فهي مستقاة، حسب زعمهم، من مصادر موثوقة وتدعمها وثائق علمية ومعطيات مخبرية دقيقة؛ مما يؤكد صحتها ووثوقيتها.
ورغم سقوط العديد من هذه الفيديوهات في كثير من التناقضات وفي غير قليل من السطحية التي تتنافى والحقيقة العلمية، فإنها تتفق كلها، أو على الأقل جلها، على أن كورونا مؤامرة من تدبير الكبار لأهداف سياسية واقتصادية.
وإمعانا في رغبة تثبيت الاقتناع بنظرية المؤامرة، تخبرنا تلك الفيديوهات عن موطن نشأة الفيروس وطبيعته؛ كما "تدلنا" على الطريقة التي تم بها نقله إلى الصين، ومن ثم إلى كل بلدان العالم، بعد أن خرج عن السيطرة؛ ويذكرنا ما يقال في هذا الشأن، بمارد إحدى حكايات "ألف ليلة وليلة"، الذي خرج من القمقم، ولم تنجح أية قوة في إرجاعه إلى قمقمه.
تقع الكثير من تلك الفيديوهات في أخطاء مهنية، ناهيك عن الأخطاء العلمية، التي يدركها حتى غير المتخصصين؛ مما يكشف تهافت أصحابها وتفاهتهم. فالخلط بين الغازات السامة والفيروسات، مثلا، يكشف، من جهة، ضحالة تكوين صناع الفيديوهات المعنية، ومن جهة أخرى، يعري حقيقة نواياهم الخبيثة.
فالمؤامرة الحقيقية، في هذه الظروف العصيبة التي يمر منها العالم، هو العمل على شغل الناس بأشياء تسمم أفكارهم وتنغص حياتهم وتفقدهم الثقة في مؤسسات بلادهم وفي أنفسهم، لتجعلهم يعيشون في جو من الرعب والهلع بسبب تركيزهم على الأخبار السلبية المتصلة بانتشار كورونا. وتلعب شبكات التواصل الاجتماعي دورا خطيرا في هذا الباب من خلال ترويجها للأخبار الزائفة ونشرها لمشاهد الترويع والتهويل.
إن اعتماد نظرية المؤامرة في المعالجة الإعلامية لموضوع كورونا والترويج لها، هو المؤامرة بعينها؛ على الأقل، في الظروف الحالية التي تتطلب، على المستوى الوطني وفي كل دولة على حدة، التعبئة الشاملة لكل مكونات الدولة والمجتمع من أجل حصر انتشار الوباء وتقليل تبعاته المدمرة. فكل الذين ينشرون فيديوهات من النوع الذي أشرت إليه، يساهمون عن وعي أو بدونه، في عرقلة المجهود الوطني الرامي إلى محاصرة الوباء، وينخرطون، بذلك، في المؤامرة الحقيقية التي تهدد البلاد والعباد. فحالة الطوارئ يجب أن تُفرض، أيضا، على مروجي الأخبار الزائفة والأفكار السلبية، حماية للمصلحة العامة وللصحة النفسية للمواطنين.
وبعد أن تنتهي الأزمة، لا شيء يمنع من البحث عن أصل الفيروس وموطنه وطبيعته للتأكد من وجود مؤامرة من عدمها. وحينها سنقول: في ذلك، فليتنافس المتنافسون!! لكن في الوقت الحالي، فالأمر يدعو إلى الريبة والشك في النوايا والأهداف.
حاليا، يجب تغليب صوت العقل والحكمة؛ وهذا يقتضي أن تنصب كل الجهود، الفردية والجماعية، الإعلامية والميدانية والقضائية... على الوقاية والحماية من تفشي هذا الفيروس الخطير. فواجب المواطنة يحتم على الجميع الالتزام بالحجر الصحي للمساهمة في المجهود الوطني الاحترازي من أجل تطويق هذا الوباء الخطير الذي حصد، إلى حد الآن، الآلاف من الأرواح البشرية.
لن أستعطف تجار المآسي والأزمات من أجل أن يكفوا عن استغلال الوضع لتحقيق مكاسب مادية أو معنوية، لقناعتي بعدم جدوى هذا الاستعطاف لأن الأمر يتعلق بنوع من البشر فقدوا آدميتهم وانعدمت إنسانيتهم؛ فهؤلاء، أينما كانوا، لن تسلم البشرية من أذاهم.
بالمقابل، أضم صوتي إلى كل الأصوات التي تعالت في بلادي، وفي مقدمتهم الأطقم الطبية والتمريضية، لحث المواطنات والمواطنين على الالتزام بالحجر الصحي وحالة الطوارئ، حماية لأنفسهم وذويهم ودعما لمجهودات بلادهم الرامية إلى محاصرة خطر كورونا.
فرجاء، كفوا عن نشر كل الفيديوهات عن كورونا حتى لا تساهموا في التضليل والتشكيك والتهويل...؛ فالكثير منها لا يروج إلا الإشاعات والأخبار الزائفة. فالحذر، كل الحذر!!!



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السمات الأبرز للنظام الجزائري: العمى السياسي والغباء الديبلو ...
- عن فتوى -الشيخ- محمد نجيب بوليف
- في الحاجة إلى نموذج ديمقراطي جديد
- التعميم مظهر من مظاهر التفاهة: جريدة -الأخبار- نموذجا
- رسالة مفتوحة من مواطن مغربي إلى الرئيس الجزائري الجديد: أليس ...
- في التبادل الحر، مصلحة من الأولى بالدفاع، مصلحة الدولة الوطن ...
- هل تمتلك مكناس مقومات المدينة الحديثة؟
- المصالحة الاتحادية، نجحت؟ أم فشلت؟
- المصالحة الاتحادية بين الإرادة السياسية وشرط التقييم والنقد ...
- الكفاءات الاتحادية بين ضعف الحضور التمثيلي وقوة الحضور -الكا ...
- الاتحاد الاشتراكي وخطاب الأمل بعمق فكري وأفق وطني: قراءة سري ...
- أَسْحَتَ بنكيران وفَجَر ! اللهم إن هذا لمنكر !!!
- في انتظار التعديل الحكومي، هل سيكون العثماني في الموعد؟
- رجاءا، احترموا ذكاء المغاربة وكُفُّوا عن التحدث باسم الشعب ! ...
- على هامش المطالبة بمراجعة الدستور: فمال هؤلاء القوم يحسبون ك ...
- بنكيران وجريمة اغتيال عمر بنجلون: دعوة إلى فتح تحقيق قضائي ف ...
- حين يصبح العمل الخيري قناعا للفساد
- من دروس الانتخابات الإسبانية: فعالية المشاركة في مواجهة الشع ...
- في المسألة التعليمية، ازدواجية المواقف تشكك في هوية ووطنية أ ...
- في الفرق بين الدفاع عن المنهجية الديمقراطية والاستقواء بالأص ...


المزيد.....




- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...
- ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
- لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
- ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - كورونا ونظرية المؤامرة