أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم الرزقي - الموقف ..














المزيد.....

الموقف ..


عبد الرحيم الرزقي

الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 31 - 18:21
المحور: الادب والفن
    


--الموقف .,
-----------------إلى الجميل اشاعر عبد العاطي جميل .وما أروع أن أترك الفراغ للبياض .





سأصنع الموقف من فراغ .. سأقف أولا حتى تتوازى هامتي والأفق .ز سأقف الواقف الراعف الحاضر .. الغائب وأنتظرك .. الوقف هامتي .. الموقف رؤيتي .. وأنت تأتي .. حتما ستأتي إلى الموقف .
لابد أنها ستنفجر " جعبة ماء " هنا أو هناك .. لابد أنه سيسيل سقف هنا أو هناك .. لابد أنها ستصرخ في وقت ما دارك .. ولابد أنك ستأتي .. تأتي لتفتعل بعض الكلمات .. مفادها أنني أنا الموقف .. مفادها أنك تحتاج إلي .. مفادها أنني الطبيب المداوي لكل علل دارك ..
أبدأ بالجعبة لكي أحصر انجراف المياه ..وأسد بمرطوبي كل الشقوق .. وعلى كل حال أفعل كل شيء لتكون ودارك على مايرام . بيني وبينك : " حتى القبور لم نوقر هدوءها .. رممناها وسبغنا * عليها من مواهبنا الكثيرة جاما من "تدماق " * تنماق تنميق .
وأنا الموقف .. هالتي إلى الأعلى وصوتي رخيم وجياش ..وصبري عليك حتى تقترب ..وتنبس الكلام ثم تخبط خبط العشواء داخل جيب سروالك " البلودجين " لتكلفني بعربون .ز فتترك أمر دارك لي .
,, وأنا الواقف الراجي .. رجلاي ممشقتان موقنتان داخل " الصندلة الميكا " * .. وألبس البلودجين " ميتاسيون " أتبعك من وراء وأنظر إلى هدوئك الذي أفقتقد .. أرى ذلك كلما بعصبية حركت مفتيح سيارتك ..
الموقف إياك .. حديقة الفيلا .. وباب منقوش .. وزوجتك تفتح .. وأنا ومفايتح سيارتك ..
وزوجتك كالدنيا .. بيضاء بضة تحرك جسدها كما تشاء داخل فضاء " الشوميج " * الوردي .. افتعلت الملابس الداخلية عنوة .ز ولاح الثبان أسود صارخا .. وأنت تحرك مفاتيحك وسقفك يحتاج إلى تدماق .. ولامتك على كل كثيرا بعد أن حدجتني بنظرة تقول : أحتاجك .
شمعة أخرى أطفأتها ليلة أمس .. أطفيء كما أشاء .. وأوقد كذلك ليس لي " ديجانكتور " يحكمني .. ولا الكهرباء همي فقد تعودت أن أنام مبكرا .. أملأ المرمدة بسجائر " الكازا " أحك بالمشق المكتنفني كل مكامن الحك وأحلم بحوارء بيضاء بضة تتحرك داخل ص الشوميج "
... أركب السلم وأملأ الشقوق خيرا وسلاما لما أنطلق نافذا ذلك الصوت النسائي المحتاج :
- ÷نا .. يا اسمك ؟ ..
- - خليفة .. اسمي قلتها واثقا .ز وكانت سابقة حين احتضنني فراشها ..
كانت الساق البربلة فوق درج السلم .. وكنت أرنو من فوق إلى مفرق الصدر النافر وكانت تبتسم .

ولما كنت فوقها خيرا وسلاما بدوت مرتعدا أكثر من اللازم .
كانت حشرجة المفاتيح واضحة وكنت تبتعد .ز خلف الباب كنت .. صفعت باب سيارتك وابتعدت .. خلفت وراءك الدخان والفيلا والزوجة والموقف ..
الموقف ؟ .. لم أنته من هذا الخير والسلام إلا حين تحركت هذه المرة " بالصح " ونادت .
- هاك يا اسمك ؟ ..
جاءك الخير سيدتي قلت .. قالت اتبعني فهناك شق وجب أن تراه وأردفت إنه لم يره .
عنك كانت تتكلم حين كانت تبجق " صدرها مع كتفي .. تحركت بقربي كثيرا وكنت وفيا لروح الهدوء .ز حامت حولي كثيرا .. تمسحت بي كثيرا وفي الختام استحالت عراء .
ورأيت الشق رغم مدارتها .. رميت باليد نحو لحمها الأبيض الكثيف .. ونمقت هذا الجسد كما ينبغي ثم تركت ورائي الموقف والجسد الأبيض على السرير .. والشوميج الوردي والثبان الأسود في الفضاء .
الموقف ؟.. لابد وأنك تراني .. من خلف مكتبك تراني .. من خلال هاتفك تراني ,, من خلال العون الذي يحمل إليك قهوة الصباح .. ويلبي لك بعض الأشياء الحميمية .. تراني .. واقفا ,, هو الموقف ليس إلا .. وهامتي إلى الأعلى .. وأنا الواقف .. الراعف .. الحاضر الغائب .. والقواة المساعدة تقترب ,, يلبسون الكاكي ويفرقون التجوق " نهرب منهم ويتبعوننا حتى الابتعاد عن أطراف المدينة .. ونحن نهرب .. نحن الموقف ..
الموقف يهرب
الموقف يهرب
الموقف يهرب .



** قصة : عبد الرحيم الرزقي -
** عن مجموعة " سيلان من شقوق " الصادرة سنة 2006 .. لوحة الغلاف للفنان محمد النجاحي .



*الموقف : يحمل دلالتين في النص أي الموقف مبدأ ورأي .. والموقف مكان تجمع العمال المياومين المتعددي المهن.
*جعبة ماء : أنبوب ماء بالدارجة المغربية .
*سبغنا عليها : سبغ بمعن أتم .
*تدماق : ترميم خفيف
*ميتاسيون : مزيفة .
* الصندلة الميكا : أي الصندل البلاستيكي كان يرتديه كادحي المغرب أصله فرنسي .
* الشويج : القميص النسائي الشفاف .
*بالصح : حقيقة . أو بالحق .. بلهجة المغاربة .



#عبد_الرحيم_الرزقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوثيقة
- البلاستيكي ..
- الساحة الشبح ..
- كؤوس المختلف ..
- قصة عن طائر طبيبت
- جليز ..
- عزلة ..
- الجراب --
- الجالوقة --قصة .
- أوركسترا .. قصة
- كلب العيد .. إلى المرحوم رشيد بوخير .
- سؤال المحال .. قصة قصيرة
- زهرا ..
- صيحة داخل القلب .. مجموعة قصص قصيرة


المزيد.....




- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم الرزقي - الموقف ..