أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الفضلي - محاولة نقدية سينمائية تتخطى حدود المشاهدة الساكنة














المزيد.....

محاولة نقدية سينمائية تتخطى حدود المشاهدة الساكنة


عدنان الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1577 - 2006 / 6 / 10 - 10:57
المحور: الادب والفن
    


عالمنا في صورة
محاولة نقدية سينمائية تتخطى حدود المشاهدة الساكنة

مثلها مثل باقي الفنون السمعية والبصرية ، تطورت السينما كثيرا وتغيرت أنماطها واختلفت مضامينها بحسب التغييرات التي طرأت على العالم وهذا يعني ان للسينما خاصية هضم المتغيرات المتسارعة التي تتناسب طرديا مع تقدم العالم حضاريا وتكنولوجيا انسانيا . فمنذ تجربة الأفلام الصامتة وحتى آخر التطورات الحاصلة اليوم ، كان للفن السابع محطات إبداعية عديدة مرت بها أجيال وساهمت بها أخرى ، فتركت بصماتها الواضحة تاركة للأجيال اللاحقة متابعة الرحلة من اجل إيصال الرسالة الإنسانية لهذا الفن النبيل . ولو أردنا استرجاع الذاكرة والعودة إلى مراحل تطور السينما ، لابد لنا من التوقف عند بعض الأفلام التي بقيت راسخة في أذهان جمهور المتلقين مثيرة جدلا واسعا في مضامينها ومستواها الفني ، ذلك للوقوف على ثراء وتنوع اتجاهات السينما المعاصرة ورؤى مخرجيها ، وهذا ما فعله الناقد السينمائي ( احمد ثامر جهاد ) في كتابه الجديد ( عالمنا في صورة ) والصادر مؤخرا عن دار الشؤون الثقافية ، لكن بالتركيز على سينما اليوم . في هذا الكتاب الذي يتكون من 176 صفحة والمتضمن قراءات لبعض الأفلام الشهيرة والمهمة في السينما الأمريكية ، استطاع الناقد ان يمنحنا أدوات تذوق سينمائي واليات تلقي فاعلة نستطيع من خلالها التعمق في قراءة الخطاب السينمائي المتفرد والمذيل بتواقيع مخرجين متميزين .
في القسم الأول من هذا الكتاب الذي تضمن قراءات لأفلام معروفة لدى الجمهور مثل – ( SURVIVING PICASO ) و ( BIRDY ) و ( ENGLISH PATIENT ) واخرى غيرها كانت قد سيطرت على عروض أعوام التسعينيات وما تلاها وتركت بصمتها في ذاكرة المتلقي ، نرى كيف منحنا الناقد ( احمد ثامر جهاد ) جهدا تنظيريا وقراءات إبداعية استطعنا من خلالها ان نعيد تذوق تلك الأفلام عبر اقامة حوار سينمائي معها ، لربما لم يتأتى لنا تفحصها كما هي بنظر الناقد . ففي الفلم الأول والمتعلق بحياة الفنان التشكيلي العالمي ( بابلو بيكاسو ) كانت هناك التقاطة فنية أوصلنا إليها الناقد تشير إلى ( ان تصميم المخرج آيفري وعزمه على تناول مرحلة محددة من حياة بيكاسو تمتد بين عامي 1943 – 1953 له ما يبرره بمعيار الصعوبة اللازمة التي تواجهها السينما إذا ما أرادت التصدي لحياة العظماء والمشاهير ) تلك إشارة منهجية لفكرة منطقية جدا ، بغيابها سنلاحظ ان سلسلة أفلام طويلة لن تكون كافية لتوثيق حياة ذلك الفنان العظيم الذي شغل العالم وما زال شاغلهم . وعن فيلم ( بيردي ) للمخرج الشهير ألان باركر تحدث الناقد قائلا : - لا يتكلم" آلان باركر " عن حرب بعينها ، بالرغم من ان خلفية أحداثه كانت " حرب فيتنام " إنما يضع الحرب صفة نوعية طاغية تنال من كل ما هو جميل وانساني في عالمنا الراهن ، وثيمة الحرب تبدو إلى حد بعيد لازمة موضوعية متغيرة في معظم أعمال ( باركر ) تؤشر بحضورها إلى مجمل متغيرات عالمنا الواقعي المضطرب سياسيا وأخلاقيا .
ويستمر الناقد في قراءاته للعديد من الأفلام عبر تأويلات يتمكن منها بحكم انخراطه الجاد في هذا الحقل الجمالي والفكري الخصب . حيث نطالع في مكان آخر من الكتاب وفي قسمه الأول أيضا ، رؤى نقدية اخرى تتحدث عن الجزء الأشهر من سلسلة أفلام حرب النجوم عبر تعبير جميل اطلقه عنها حينما سمى المدخل إلى دراسته ( التكنولوجيا تعانق الميثولوجيا ) ، ويستشهد الناقد بعدد من الأفلام ، متطرقا إلى أسباب اختيار الجزء الأول من ثلاثية ( حرب النجوم – تهديد الشبح ) : ( EPISODE 1 PHANTOM MENACE ) للقب الفيلم الأليق بنهاية القرن العشرين بعد عرضه في مهرجان كان – 1999 حيث جاء في حديثه عن سلسلة أفلام " حرب النجوم " ومخرجها ( جورج لوكاس ) ما يلي :
- اللافت للنظر ان لوكاس انتظر مرور عشرين عاما على إنجاز الجزء الأول من حرب النجوم ليتسنى له كتابة حربه الجديدة بأفضل صورها ، محتلا بذلك مكانة الأسطورة الحديثة للسلاسل السينمائية .
ويستمر الناقد في قراءاته المتنوعة للعديد من الأفلام التي قدمها كعينات تتمتع بدقة الاختيار ووظفها عبر اشتغال نقدي متمكن . تطالعنا عبر القسم الثاني من كتابه قراءات متنوعة عن تجارب عديدة تناولتها السينما العالمية في فترات مختلفة ، حيث نجده وقد ابتدأ بـموضوع ( عن السينما والحرب والخطاب الأيديولوجي ) وفيه يستشهد بفيلم المخرج ستيفن سبيلبرغ المعروف ( إنقاذ الجندي رايان ) الحائز على خمس جوائز أوسكار من ضمنها جائزة افضل مخرج . ويأخذ الناقد ببعض أسباب نجاح ذلك الفيلم من خلال استعراض بعض مشاهده وخصائصه. لتتواصل الموضوعات والقراءات ، حتى نكون بمواجهة الحديث عن الإيقاع والتشويق في الفيلم السينمائي ، وجاء فيه ( ان المشاهد ومنذ البداية هو الرقيب والحكم على تتالي المشاهد وتصاعدها ، لكنه يفاجأ على الدوام باستلاب قدراته على التصديق المنطقي ، متأثرا إلى أقصى حد ومستسلما لوهم الاكتشاف الذي يبث فيه بوصفه مشاهدا عالما بكل شيء بالقياس للشخصيات الضائعة في متاهة الفيلم ) . وفي قراءة محاورة أخرى يتناول الناقد صورة ( البطل الأمريكي ) وفي نيته إيضاح مسالة مهمة عبرت عنها السينما الأميركية عبر اشتغالات عديدة في أفلام هوليودية أنتجت خصيصا للتعبير عن اتجاهات سياسية وأيدلوجية معينة . حيث يقول الناقد ( من جهته ضحى الفيلم الأمريكي – نوعا من الأفلام – بالفن والحقيقة والإنسان ، محتفظا بهيمنة أيديولوجية تسمح بالتطابق معها بوصفها اللافن ، اللا تاويل ) . كما احتوى القسم الثاني من الكتاب على دراسات وقراءات اخرى امتازت بذات التنوع والجاذبية في سعيها لتأكيد مقولة ان السينما ليست متعة عابرة كما يتصور البعض .
أخيرا نستطيع ان القول ان ما احتواه الكتاب من قراءات ودراسات يعد وجبة غنية تمزج بدراية واضحة وأسلوبية هادئة الخطاب السينمائي بالثقافي وتمنح المشاهد فرصة تطوير آليات استقباله وتأويله للنص السينمائي بسحره وهيمنته .



#عدنان_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الفضلي - محاولة نقدية سينمائية تتخطى حدود المشاهدة الساكنة