أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منهل السراج - وصفة لشهرة. وصفة للسترة














المزيد.....

وصفة لشهرة. وصفة للسترة


منهل السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1577 - 2006 / 6 / 10 - 10:56
المحور: الادب والفن
    


نفض الكاتب والناقد المشهور جداً سيجارته، وقال للكاتبة الجديدة:
ـ أنت رائعة، أقصد.. أنت تكتبين بشكل رائع.
وقبل أن ينسحب، أعطاها موعداً قريباً، ليقرأ جديدها. فرحت الكاتبة، ومضت متجددة، لتكتب المزيد.
في الموعد التالي أعطته جديدها، وانتظرت التشجيع اللازم.
ابتسم مرسلاً نظراته إلى عينيها. قلّل من كلمات المديح:
ـ هيا إلى الأمام وعليك بالقراءة أكثر. أعطاها بعضاً من مؤلفاته لتقرأ.
تشجعت الكاتبة، وراحت إلى بيتها تقرأ وتقرأ، وفي استراحتها تحلم أنها تجري مقابلة في أشهر فضائية عربية، أو حتى على التلفزيون السوري. المهم أن يراها الجيران والأقارب وصديقاتها ومعارفها.
في اللقاء الثالث، صافحته كعادتها، فضغط على يدها قائلاً:
ـ جميل أن نكتب الجمال، ولكن الأهم من كتابته أو خلقه، هو أن نحياه.
الكاتبة الجديدة ذكية. التقطت الإشارة، لكن لم يكن أمامها إلا أن تتجاهلها، وتشكره على نصائحه القيمة في الحياة وفي الكتابة.
في اللقاء الرابع كانت إشاراته أكثر وضوحاً:
ـ أنت إن أصغيت جيداً لما أنصحك به، وكنت لطيفة بما يكفي، فسوف تنفتح أمامك أوسع الأبواب. ستغمرك الأضواء وتأخذك الشهرة. حينها تذكري صديقك الأول، أنا.
أرادت أن يقرأ ما كتبته البارحة، لكن لم يكن لديه الوقت.
في اللقاء الخامس بدأ صبره ينفذ، فانتقد ما لديها بشيء من العصبية، وأوصاها أن تقرأ أكثر، فالقراءة أهم من الكتابة. أهداها مزيداً من مؤلفاته. ابتسمت برجاء كي يزودها بطاقة للانطلاق، كما كان يفعل. لكنه أوحى لها، أن وقته ضيق، وهي إن لم تفهم ماعليها فعله، فلن يغدق عليها لا من نصائحه الثمينة ولا من وقته الأثمن.
مابظنكم فعلته الكاتبة؟

الاحتمال الأول:
قبل أن تقدم له جديد كتاباتها، قدمت لطفها بوفرة، واقترحت عليه أن يعيشا الحياة معاً، بدلاً من أن تعيشها مع غيره. وهكذا خلال أسابيع، وقبل أن يكتمل أول عمل لها، ظهرت في مقابلة تلفزيونية، وهي تنتقد الحركة الأدبية في الوطن العربي، وتتحدث عن أهمية الانفتاح على مدارس العالم الفلسفية والنقدية. كما احتلت كتابتها وصورتها واحدة من الصفحات الرئيسية في ملحق جريدة عربية شهيرة.
الاحتمال الثاني:
أخذت نفساً عميقاً، ثم قررت أن تتحمل عنجهيته، وتبقى ملازمة له، ترجوه مرات ومرات أن يرعاها، مستمرة في تجاهل إشاراته. لا تريد أن تسخِّر جسدها من أجل الشهرة. قدمت ابتسامات ونظرات حب ورجاء وتعظيم و..
وقالت له مرة: أستاذي الكبير. لو انك لم تكن متزوجاً، لكنت أحببتك.
هدأ الرجل الطفل، ووعدها أن يساعدها بقدر مايسمح له وقته الثمين.
فيما بعد، قرأنا اسم الكاتبة في زوايا المواهب الشابة في جريدة مغمورة.
الاحتمال الثالث:
ثارت لإشاراته، وألقت عليه محاضرة نارية:
ـ أنا لست من أولئك اللواتي تظن. أنا فتاة شريفة وبنت خلق وعالم. يجب أن تفهم هذا.
رمت أوراقها في وجهه، ومضت تشتم الكتابة والأدب، الذي لا يجلب إلا قلة الأدب.
الاحتمال الرابع:
انكفأت الفتاة ولازمت بيتها، تقرأ وتكتب وتراقب أهل الشهرة، تضع في مطمورتها ماتيسر لها توفيره آخر كل شهر، إلى أن أصبح لديها عدة كتب مخطوطة، وبعض المال لنشرها. أرسلت مخطوطاتها إلى دار نشر رخيصة. وضعوا على غلاف الكتاب الأول سيرتها ومواليدها وتاريخ بداياتها في الكتابة، بالإضافة إلى صورتها وإنجازاتها.
قرأ الناس كتابتها، وتساءلوا، أين كانت خلال تلك السنوات الطويلة على بدئها الكتابة؟ لكن لم ينتظروا الجواب، إذ سرعان ما التفتوا لشابة جديدة، بدأت تغمرها الأضواء. أما الكاتبة التي لم تعد شابة، فقد استسلمت للنوم بجانب كتبها، بعد أن علقت، فوق طاولة أدويتها، شهادة حسن سير وسلوك.

استوكهولم 18/12/2005



#منهل_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعيات سقط عتب
- ترى... من هو عريس الليلة!
- أما أنا فأفهمك يانجيب
- بترحلك مشوار؟
- بأي حق يغتالون الصداقة


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منهل السراج - وصفة لشهرة. وصفة للسترة