|
زنبقة الكورونا هذه التي حيرت العالم واشغلته؟
عصام الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 31 - 13:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا احد يعرف كيف ومن اين أتت بشكل مفاجيء، والى متى ستبقى في عهدة زيارتنا، زنبقة الكورونا هذه، التي حيرت العالم واشغلته؟.. يقال انها جرثومة كبيرة غير مرئية.. من صناعة البشر.. اسرارها خبيثة.. ويشاع انها تسربت بالسر من مخابر الابحاث والتجارب عن طريق خبراء وبواسطة ادوات تجسس وراءها دول متهمة .. وقيل الكثير، لكن لا لقوة في الكون تستطيع تجاهلها أو قول الحقيقة.
إشارات...
الفيروسات التاجية (COV) هي مجموعة كبيرة من الفيروسات التي تسبب أمراض مثل نزلات البرد إلى أمراض متلازمة أكثر خطورة مثل التنفسية الحادة والتنفسية الوخيمة. فيروس كورون (Coronavirus / Covid-19) هو سلالة جديدة تم اكتشافها في عام 2019 ولم يتم التعرف عليها حتى الآن في البشر. فيروسات الاكليل هي حيوانية المصدر، مما يعني أنها تنتقل بين الحيوانات والبشر. وأظهرت التحقيقات التفصيلية أن السارسCOV SARS - ينتقل من قطط الزباد إلى البشر و MERS COV- من الإبل إلى البشر.. وحسب المعلومات المتواردة مؤخرا فان سلالة فيروس "كورونا المستجد ـ التاجي" مرتبطة بالسارس ـ حاصل عام 2003 على براءة الاختراع رقم ep1 694 829 b1 باسم معهد "باستور" الفرنسي Institut Pasteur للابحاث البايولوجية من "مكتب براءات الاختراعات الاوروبي"، وهو من اخطر الفايروسات في العالم.
وباء فايروس الـ "كورونا" حرب عالمية ثالثة بلا أسلحة، غير محدودة الجغرافيا والاماكن كما هو حال الحروب التقليدية، تسبب بإثارة الرعب والمخاوف وسلسلة من القلق النفسي والاقتصادي في جميع انحاء العالم. وسيبق كذلك الى ما لا نهاية ما دام لا يوجد على المدى المنظور لقاح مضاد واسرار حدوثه غير معلنة. السؤال: اذا كان هذا الفايروس على قدر حجمه ونوعه قد اطاح بكل الحظارات وواجه بعناد التقنيات العلمية المختلفة.. فما الفائدة اذن من انتاج كل هذه الاسلحة المدمرة وتخزينها؟ وما الفائدة من صرف آلاف المليارات لتصنيعها، بدل توفيرها لسعادة البشرية وأمنها؟. ولماذا تخصص ميزانيات مالية ضخمة للابحاث الفضائية وبناء قواعد خطيرة في محيطات الكواكب، ونحن غير قادرين على مواجهة فايروس طاريء لا يرى بالعين المجردة؟.. الا يستحق ذلك اعادة النظر بكل حساباتنا القيمية والعلمية والانسانية والعسكرية والبحث عن فلسفة جديدة للحياة وسعادة الانسان وأمنه بدل قتل الابرياء.. فايروس كورونا، وضع العالم برمته امام حسابات مصيرية جديدة وكشف مدى ضعفنا على الرغم من كل التطور العلمي والتكنولوجي، وأنتج تساؤلات موضوعية تتعلق بمصير الانسان ومستقبله: ما العمل؟. كيف سيكون مستقبل البشرية؟ من المسؤول عن كل ما يحدث؟.. والسؤال الاخطر والاهم: ماذا بعد الكورونا وآثاره النفسية على البشر؟.
تصدرت الصحافة ووسائل الاعلام المرئي والمسموع اخبار فايروس "كورونا"، وكثر الحديث عن كيفية تجنب اعراضه والالتزام بالمعلومات الصادرة عن المؤسسات الصحية والحكومية. فيما امتلأت مواقع التواصل بالتهكم والفكاهات والقصائد والاغاني عن هذا الفايروس وأوصافه. المتظاهرون العراقيون ينشدون: اسمع الثوار يا كورونا،، بلكت تسيّر على الباكونا. انريد منك تفزعلنا ،، تروح للبايك حلمنا لان حبينا الوطن كتلونا ،، بلكت تسيّر على الباكونا.
الملالي من الشيعة والسنة يناشدون الى ممارسة الادعية والخرافات لمواجهة الفايروس.. المرشد الايراني يدعو الشيطان الاكبر الى رفع الحصار "أولا" كي يقبل المساعدات الصحية؟؟ الرئيس الامريكي غير مهتم بإنتشار الفايروس واذا به يدخل غرفة الحجر، عدة مدن امريكية كبيرة تصبح مدن "منكوبة". مئات الالاف من المصابين والموتى جراء الوباء المنتشر في العالم ولا أحد يعرف ما هو مصير المجتمعات ومستقبلها.. رسائل الاستخفاف بالفايروس أو اعطاء نصائح غير مسؤولة تنتشر دون التفكير بمخاطرها النفسية واثارة الرعب والخوف عند المتلقين!.
الصدمة عميقة بالتأكيد: لكن هل يمكننا الحصول على ما نحتاج معرفته حاليا حول فيروس التاجي SARS-COV-2 ، وماذا يجب علينا فعله، اذا لم تتوفر الاجابة على السؤال المهم: ماذا بعد الكورونا؟. وعن العواقب الصحية والاقتصادية والنفسية وتأثيرها على المجتمع في حالة عدم توفر "حماية السكان في حالة وبائية خطيرة ذات أهمية وطنية".. فيروس كورونا: ذعر، خوف، عدم يقين – العالم ليس مهدد الى درجة كبيرة بالوباء، انما يمكن أن لا يوفر لنا هذا الفيروس فرص مواجهته اذا ما استمر البعض بإثارة الشائعات والمعلومات اللامسؤولة.
الحقيقة أن فيروس الاكليل سيبقي العالم في حالة الترقب الى ما سيحدث ولا نجرؤ على النظر إلى المستقبل، لأنه لا أحد يعرف كيف سيبدو هذا بعد كورونا. فهل نستطيع التفكير بالعكس: بدلاً من سيناريوهات الرعب التي تم رسمها. ألا يمكن أن يكون هناك العديد من الفرص الجديدة؟ التي لا يمكننا تخيلها في الوقت الحالي. إن نظرة إيجابية إلى المستقبل تعد في النهاية ـ آفاق جيدة يستطيع كورونا توجيهنا اليها على نحو ملائم في وقت الخوف وعدم اليقين.
يلخص ماتياس هوركس Matthias Horx من "معهد دراسات المستقبل" إجابته على السؤال عن متى سيعود العالم إلى طبيعته بعد كورونا: [من الواضح أنه "ليس" الآن هو الوقت ـ هناك لحظات تاريخية عندما يغير المستقبل الاتجاه - حيث لن يكون أي شيء كما كان. لكن هذا ليس سبب للذعر، بل على العكس: هناك الآن العديد من الفرص التي تنتظرنا، والتي ربما لم نفكر فيها بعد].. ما لا يدعني منذ اتساع انتشار "الكورونا" على هذا النحو الخطير بعيدا عن التفكير مسألتين: اذا كان هذا "الفايروس" قد قلب كل النظريات ودخل في عمق الاستراتيجيات العالمية، لماذ اذن كل هذا التصنيع العسكري وصرف آلاف المليارات لغزو الفضاء والتسليح، بدل سعادة البشر؟. والسؤال الاهم: ألا يجب بعدما كشف جرثوم غير مرئي عن قدرته على الخراب ووضع العالم امام اشكاليات صحية ونفسية وبيئية واقتصادية كثيرة، لان يفكر قادة العالم بمصيرالبشرية ومستقبلها.. أفلا عليهم مثلما تتخذ اجراءات لمواجهة خطر الكورونا، ان يرتقوا بمستوى المسؤولية للحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل ووضع قيود اممية تحرم تصنيعها كما تحرم استعمال العلوم البايولوجية والكيمياوية لابادة البشرية؟. مجرد تساؤلات، لكنها بالتأكيد غير قابلة التحقيق.. لماذا؟.. لا أعرف.!
#عصام_الياسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثابت والمتغير في عقلية الطبقة السياسية العراقية .. أياد عل
...
-
السينما تناصر السينمائي الايراني محمد رسولوف
-
معايير الصحافة ومتناقضات مفهوم ديمقراطية الاعلام في العراق
-
رأي صريح موجه لوزير الداخلية ومحافظ النجف العراقيين!
-
الاختناق الفكري بين السلوك العدمي والموضوعية
-
سقوط الحكومة المحتوم يفرضه الواقع الشعبي الميداني دون هوادة
-
هل ممكن للشباب اسقاط النظام الطائفي في العراق وكيف؟
-
فلسفة التحول النقدي لظاهرة الفلسفة الثقافية!!
-
ماجد كامل فنان رحل وكان يحلم بوطن يحضنه!
-
عاصفة الدماء .. لكن ماذا بعد؟
-
خاتمة فنان بعيدٍ عن وطن إنكفأ إزدهاره!
-
أماس أدبية غمرتها قصائد الحب والإنتماء للوطن
-
ما بين الثقافة و مفهوم الثقافة...!
-
دعابة سردية ذات أثر ساحر وأسرار لا تنسى
-
اللحظات الحاسمة لجوهر نضال المرأة للمطالبة بالمساواة
-
عرب المهجر بين صراع الايديولوجيا وفك الانتهازية
-
ماذا يختبىء وراء الأكمة في مؤتمرات حول الشأن العراقي في الخا
...
-
العراق بين دائرة الاستئثار بالسلطة ومفهوم القيّم والشعور بال
...
-
حوارات حميمية بين أدوات موسيقية من عوالم مختلفة
-
أدب المرأة بين حساسية العاطفة وروح الدعابة والتأمل..
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|