فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 30 - 03:23
المحور:
الادب والفن
==========
الزهرةُ البريّةُ
اِنْسَدَلَ عليها ثوبُ الوجعْ
فراحتْ
تُنسِّلُ خيوطَه
وتمُدُّها نحو السماءْ
خيطًا
في إثرِ خيطْ
حتى انبسطَ الثوبُ فوق الغَيمِ
سحابةً
مُتعَبَةً
تتساقطُ
مطرًا
وطِيبًا
وسكاكرَ شَهْدًا.
***
الجميلةُ
ضربَ السَّرطانُ خِصْرَها
فحملتْ صليبَها
في وهنٍ
وراحتْ تُطْعِمُ أطفالَ الحارَةِ
خُبزًا
وتَمرًا
...
وتقولُ للمارّة:
طوبَى للحزانَى
فإنهم يتعزّونْ.
***
تقفُ في شُرفتِها
على شاطئ الأسكندرية
تُنادي كفافيسَ
فيخرجَ الشاعرُ من عُبابِ الموجْ
حاملاً قيثارتَه
فتُعلّمُه الجميلةُ
موعظةَ القصيدةَ:
لا تُغنِّ عن وجعي
فجسدي أهلٌ له
...
لا تكتبْ عن الموتْ
فإنَّ موتي خلودٌ
...
بل اِنظِمْ تغريدَتَكَ
عن تغريبةِ الفتَى الحزينْ
الذي يُطيِّرُ الموجاتِ
والزبَدْ
باحثًا عن عروسِ البحرْ
...
اِرسمْ وحدتَه
حينَ يحتضنُ العودَ
ويشدو:
"تجري
وأحلامي في غِيِّها تمضي
إلى حيثُ البعيدْ
...
البعيـــد".
***
الفتَى خائفٌ
من انكسارِ الزهورِ
قبل أوانِها
فيسقيَها من دمعِه
لكنّه ينسَى أن ينظرَ إلى السماءْ
حيث الملائكةُ التي
تتركُ الأرضَ
وتسبحُ في الغَيمْ
...
ليته نظرَ إلى السماءِ مرّةً!
لو كان فعَلْ
لَمَسَّهُ شيءٌ من القَطْرِ
يُبلِّلُ الغُصنَ الواجِفَ
مُشقَّقًا بالجفافْ.
***
أيتها السماءُ الطيبة
أمطرينا بالعزاءْ
نحنُ
أطفالَ اللهِ الصابرين.
********
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟