أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - ترشيح عدنان الزرفي والمستقبل المجهول














المزيد.....

ترشيح عدنان الزرفي والمستقبل المجهول


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6526 - 2020 / 3 / 29 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد ابتلى العراق بفيروسات الاحزاب والكتل الحاكمة ، قبل ابتلاءه بفيروس الكورونا .
وهذه الطغمة الحاكمة عملت على نخر جسم العراق دولة وشعبا حتى اصبح كاعجاز نخل خاوية ، فانتفض الشعب طالبا وطنا يصونه ويحفظ كرامته ومستقبله ، وبدلا من الاستجابة لمطالب الشعب ، وتدارك الاوضاع الكارثية التي تسببوا بها، نجد الاحزاب والكتل الحاكمة مازالت مشغولة باطماعها وهيمنتها على السلطة ، وهي تناور بشتى الوسائل للبقاء في الحكم .
ورغم إدراكها بتقاطعها مع الشعب وانتفاضته العارمة ، إلا أنها مازالت تحاول ايجاد من ينقذها من المصير المحتوم ، وقد بان العجز عليها ، حتى اخذت الصراعات داخل اروقة السياسة تظهر الى العلن .
فهناك معسكر الكتل والميليشيات الموالية لإيران ، يضم الفتح بزعامة هادي العامري وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، وكتلة فالح الفياض والنهج الوطني، التابعة لحزب الفضيلة . . وهذا المعسكر يستخدم جميع الوسائل ، بما فيها تهديد رئيس الجمهورية ، لسحب ترشيح السيد عدنان الزرفي لمنصب رئيس الوزراء للمرحلة الانتقالية ، وبنفس الوقت يحاول تقديم مرشح آخر ، أو أعادة رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي إلى سدة الحكم .

وفي المقابل هناك معسكر ٱخر ، لايريد اغضاب الاخ الاكبر ، إلا أنه في نفس الوقت يحاول مسك العصا من الوسط، والادعاء باستقلاليته على استحياء . ويضم هذا التكتل أو المعسكر كل من كتلة النصر بزعامة حيدر العبادي ،وتيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم وكذلك سائرون بزعامة مقتدى الصدر . . وقد ايد هذا المعسكر ترشيح السيد عدنان الزرفي ، ورفض استبداله باي مرشح آخر ،
وبعد تردد لم يدم طويلا ، وقفت الأحزاب الكردية والكتل السنية الى جانب السيد عدنان الزرفي أيضا .

إن السيد عدنان الزرفي ليس غريبا عن العملية السياسية فقد كان محافظا للنجف فترة طويلة كما تسنم مناصب عديدة أخرى ، وهو يعتبر الجيل الثاني من قيادات الاحزاب والكتل الحاكمة . ومع ذلك تم الاعتراض عليه من الكتل والأحزاب الموالية لإيران، خشية انقلابه عليهم نتيجة طموحاته في الزعامة وطرح نفسه كبديل مقبول من الشعب .

وهكذا تشهد العملية السياسية العرجاء مأزقا حقيقيا ، وقادتها يشهدون سقوطها الوشيك على يد الشباب المنتفض ، بعد تماديهم بالفساد والاستهانة بقدرات الشعب ، فنراهم يعقدون الاجتماعات المطولة للوصول الى حل قد ينقذ سفينة الحكم المخروقة ، الذاهبة الى المجهول ، وهم يواجهون الشعب المصر على تحقيق اهدافه بالخلاص منهم .

ومع كل الفوضى السياسية هذه جاء الانخفاض الحاد باسعار النفط ليهدد الدولة واحزابها بالافلاس مما سيزيد من نقمة الشعب ، وبالتالي تعضيد الثورة . كما جاء وباء او جائحة كرونة ليضعهم امام امتحان صعب بعد تخليهم عن دعم القطاع الصحي . وعمليات النهب الواسعة التي شملت كل مرافق الدولة طوال فترة حكمهم العجاف .
وهكذا اصبحوا في موقف حرج يصعب الخروج منه ، خصوصا بعد غياب عرابهم الذي كان يقودهم ويوجههم ، فعادوا الى نغمة الكتلة الاكبر التي ضاعت بترشيح عبد المهدي ، فأخذوا يكيلون التهم لرئيس الجمهورية بمخالفة الدستور ، رغم اصدار المحكمة الاتحادية قرارها المؤيد لترشيح الرئيس .
ويظهر من ذلك ان اختلاف حلفاء الامس وانقسامهم هذا . . قد جر السلطة القضائية الى صراعاتهم ، فبعد تأييد المحكمة الاتحادية لاجراءات رئيس الجمهورية ، انحاز مجلس القضاء الاعلى الى الضد منها ، وانظم الى معارضي ترشيح الزرفي ، رغم ان هذا المجلس ليس من اختصاصه تفسير الدستور او اصدار القرارات لكونه ينظم الشؤون الادارية للقضاء .

كما ظلت الخلافات مستمرة ، حتى اخذت ابعادا اخرى في السر والعلن ، ففي عمل مواز لهذه الانقسامات ذهبت الفصائل المقربة من المرجع الاعلى السيد علي السيستاني الى وزارة الدفاع للاندماج بها ، تعبيرا عن وحدة القوات المسلحة التابعة للدولة في مواجهة الميليشيات الموالية لايران ، والتي تحاول اضعاف او حل الجيش العراقي للاستحواذ على كل قرارات الدولة المدنية والعسكرية .
وهكذا اصبحت الخلافات ممنهجة ، وتأخذ ابعادا اخرى يوما بعد يوم .

ان السيد عدنان الزرفي لم يكن مرشح ساحات الثورة ، وانما رشح من بعض عناصر الحرس القديم . ومع ذلك نجد ان اطرافا متشددة اخرى ترفض ترشيحه ، فكيف يمكن اختراق هذه الاحزاب والتكتلات المستقتلة في سبيل الحفاظ على مكاسبها دون ادنى تنازل ، رغم انها تدرك بان مابعد انتفاضة تشرين هو غير ماقبلها .
وإذا كان بعض قادة العملية السياسية يتوهمون بان الوقت والمماطلة ستكون في صالحهم ، وانهم سينهون الثورة الشعبية بكسب الوقت، فإن كل الدلائل تشير الى ان الوقت سيقف مع المنتفضين ضدهم وستنتصر ارادة الشعب اخيرا . ومن يضحك اخيرا يضحك طويلا .

وعليه وبالرغم من الاعتراضات الكثيرة على ترشيح الزرفي ، فانه سيمضي في تشكيل الوزارة في هذه المرحلة التي تشتد فيها الخطوب من افلاس الدولة وجائحة كورونا والضغوطات الداخلية والخارجية . . وان لم يتم ذلك فالجميع بانتظار مرحلة قادمة ربما سيتم حل البرلمان فيها او صعود عناصر عسكرية بديلة عن حكم الاحزاب ، حيث ان الطبيعة لاتقبل الفراغ .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية اجنحة الفراشة . . الكورونا انموذجا
- المرأة العراقية نخلة شامخة
- الثورة مستمرة رغم دسائس السلطة
- الحرب السلوكية
- الانسان والموت
- المستضعفون في الارض
- لم يعد الوقت في صالح السلطة
- ليبيا وصراع المصالح
- المثقف الفاعل والوعي
- ضمور الفكر العربي
- سياسة خلط الاوراق
- النفوذ الايراني في العراق الى اين؟
- سقوط شرعية النظام العراقي
- التهديد بالفوضى والحرب الاهلية في العراق
- بعد استقالة عبد المهدي. . اصبح القرار بيد الشباب المنتفض
- نظرة على الوثائق الايرانية المسربة
- الاساليب الفاشية لن تقمع انتفاضة اكتوبر العراقية
- وقت الحوار قد ولى يابلاسخارت
- مستقبل العراق بين النظام الرئاسي والبرلماني
- ثورة تشرين ماضية حتى النصر


المزيد.....




- تحليل CNN.. خريطة تُظهر شكل التوغل الأوكراني في الأراضي الرو ...
- لكمه وضربه بكوعه على رأسه مرارًا.. فيديو يظهر اعتداء ضابط عل ...
- بعد الفضيحة.. ألمانيا تسحب تكريم ذكرى الضباط السابقين في -ال ...
- بولندا: القبض على شخص خطط لتنفيذ أعمال تخريبية
- وزير إسرائيلي: نتنياهو كان يعلم بما سأقوم به (صورة)
- هوكشتين يعتبر أنه بإمكان إسرائيل و-حزب الله- تجنب الحرب
- محادثات في سويسرا بشأن وقف إطلاق النار في السودان
- أولمبياد باريس 2024..حدث رياضي تاريخي ببصمة عربية
- تركيا تعتزم إدخال نظام بصمات الأصابع للأجانب على الحدود
- مصر.. عملية نادرة لفصل توأم ملتصق بطريقة غريبة


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - ترشيح عدنان الزرفي والمستقبل المجهول