( نص مفتوح )
...... ...... .....
يريدونَ أنْ يصلوا
إلى قمَّةِ القممِ
وهم سائرونَ
في مستنقعاتٍ ضحلةٍ
حُبلى بالأوبئة!
أنْ تختلفَ معَ مُحاورِكَ
لا يعني أنْ تبقى ضدَّهُ
أنْ تجحَظَ عينيكَ في وجْهِهِ
أنْ تزجَّهُ
في غياهبِ السجونِ
أيُّ قانونٍ هذا
يتحدَّثون عنهُ ليلَ نهار
وزنازينهم
تزدادُ ارتفاعاً وانخفاضاً
تكتظُّ فيها كقطيعِ الجواميسِ
أجسادُ الأبرياء؟!
بعدَ سنواتٍ من العذابِ
أطلقوا سراحَه
ضمنَ احتفالٍ مهيب
كأنَّه فاتح الأندلس ..
كيفَ سيقنعُ أصدقاءَهُ
زوجَتَهُ ..
ابنَتَهُ
إنَّه ليسَ مِنَ الفاتحين ..
إنَّه فعلاً مِنَ المنـزلقين
في
قاعِ
الزنازين!
نهضَتْ
تحاولُ لملمةَ بقايا حلم
لكنَّ الحلم
توارى بعيداً
في عتمِ الليلِ!
انتظرَتْهُ سنيناً
عندما شاهَدَتْهُ
عبرَ الممرِّ الطويلِ
ركضَتْ بتلهُّفٍ نحوهِ
انزلقَتْ قدماها
سقطَتْ ..
نهضَتْ
غير مكترثة لنـزيفٍ
في أعلى الجبين ..
حضنَتْهُ بشوقٍ عميقٍ
ترقرقَتْ عيناهُ متمتماً
مجنونٌ أنا
وضَعْتُ ابنتي
في مشفى المجانين!
...... ..... ..... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم : تشرين الأول 2001
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]