|
حكومة - من غير حكمة -...
غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 16:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حــكومــة " من غير حكمة "... نعم أشدد التمسك بهذا العنوان (حكومة من غير حكمة).. هنا بفرنسا.. بلد الغنى والمليارديرية والانتفاخ والبورصة والاكتشافات العلمية والطبية وأشهر المستشفيات والجامعات... ومع هذا الفا ميت.. الــفــا ضحية من الكورونافيروس.. وآلاف المصابين الذين لا يجدون أية إمكانية وقائية.. لأن حكام هذا البلد.. خلال العقود الأخيرة.. وخاصة هذه الحكومة الحالية التي تدير الأزمة.. لم تتصرف بالمبدأ الثابت : أن تحكم.. يجب أن تعي وترى المستقبل... وهم اليوم ضائعون بمتاهات هذه الأزمة.. وكل يوم تختلف تصاريحهم وإمكانياتهم الخطابية عن اليوم السابق.. والذي قصف أعمار البشر.. باقات وباقات.. بكل منطقة من فرنسا... فاقت الحروب.. وفاقت ألف مرة أخطار الإرهاب.. والتي حرمونا فيها من كل قواعد الديمقراطية الفرنسية التاريخية المعروفة... واليوم لم يتبق أي حل سوى اعتصامنا وحبسنا ببيوتنا.. دون أي أفق.. لأي حل أو أمل واضح بتطور واضح معقول أو مقبول... مما أظهر بوضوح ضعف إمكانيات المستشفيات الحكومية والجامعية... بعد أن جردتها كل الحكومات الأربعة الأخيرة.. كل إمكانياتها وطاقاتها المادية.. وخاصة إمكانيات أعداد من يعملون فيها.. باتجاه المستشفيات الخاصة.. والتي اشترتها شركات ومصارف عولمية عالمية.. تديرها كأية شركة من شركات البورصة.. بكل الإمكانيات والأجور والعاملين بجميع مجالاتها الحديثة... حيث تقيم بقيمة أكثر من مليون أورو كل سرير فيها.. وبعض المستفيات الخاصة.. تقيم بالمليارات بالبورصة... كما تتسرب بعض الأخبار أن بعض المرضى الأغنياء.. ينقلون إلى بعض المستشفيات الألمانية الخاصة (والخاصة جدا).. والغالية جدا.. للعلاج.. فور أي اشتباه بأولى أعراض الـCORONAVIRUS .. أو تؤامها COVID-19... بينما أعيدت عمليات الفرز من جديد بين المصابين.. بالمستشفيات الحكومية لمن يوضع بالانعاش والمداواة.. ومن يترك للقدر نظرا لتقدمه بالعمر والإصابة.. نظرا لعدم وجود إمكانيات الأجهزة والطواقم العنائية الكافية.. والتي تعمل يوميا أكثر من ستة عشر ساعة... دون أي طواقم تبديل.. ولا كمامات أو صداري ذات الاستعمال الواحد.. ولا أجهزة إنعاش كافية... بــفــرنــســا رابع دولة غنية بالعالم... والتي وعد رئيسها مئات مليارات الأورويات... لمحاربة الكورونافيروس.. بخطابه من ثلاثة أيام... بينما حكومته استغلت بداية انتشار الأزمة والخوف.. لإصدار تعديل نظام التقاعد والذي سبب سنة من الاعتراضات والمظاهرات... واليوم يريد شراء صمتنا وخوفنا بمليارات الأورويات.. والتي لا ترى المستشفيات وآلاف وآلاف المصابين والمهددين بالموت لونها... هذا هو اللون الأسود السلبي.. من المتناقضات الفرنسية Les Paradoxes Français.. والتي بدأ الفرنسيون.. وحتى من ضمن الحزب الماكروني.. رؤية وتقييم أخطارها وذيولها وانخذالاتها.. ونتائجها الخصيانية الغلمانية الخطيرة.. ولكن وباء الكورونافيروس الحالي.. أسكت غالب أصوات المعارضة.. تاركا للحكومة المسؤولة.. نتائج أفعالها... ومنها المعالجة بمادة الـهيدروكلوروكين Hydrox- chloroquine .. والمعروفة من خمسين سنة بمعالجة مرض Le Paludisme.. أي أخطر أنواع الملايرا.. والتي يستعملها البروفسور Didier Raoult بمدينة مرسيليا الساحلية.. بأكبر مستشفى هناك.. وأعطاها وجربها ـ على مسؤوليته ـ لمئات المرضى هناك... مما أدى لانتقادات فطاحل وقياصرة الطب وشركات الأدوية.. رغم بدء ظواهر بعض فوائد هذا الدواء العتيق.. بتوقيف تطور انتقال المرض والعدوى.. لدى نسبة من المصابين... معارك مصلحية.. تجارية.. زعامية... سياسية... حتى بقلب تطور هذا الداء المميت الرهيب... صــورة من المتناقضات الفرنسية المتعددة.. تحتاج دراستها.. ودراسة جذورها.. لسنوات عديدة.. تعرفت على قسم منها.. خلال سبعة وخمسين سنة.. من وجودي بهذا البلد.. والذي لا أغيره لــقــاء الـــجـــنـــة... سموه ســادوـ مازوخية.. إن شئتم.. أما أنا فأسميه : وفــاء.. لكل ما علمني هذا البلد العجيب الغريب.. من قواعد الديمقراطية والحريات العامة.. والإنسانية... ويكفيني القليل النادر من الحلقات التي ما زالت تدافع عن المثل العليا والتاريخ وقواعد الديمقراطية والثورية والإنسانية.. والحضارية.. والتعليمية... لا توجد مثلها.. بأي بلد بالعالم... ومن جديد أذكر بالعمل النادر الي تقوم به ممرضات.. ويعمل به ممرضون وطبيبات وأطباء عاديين.. بلا حساب.. أكثر من ستة عشر ساعة باليوم الواحد... طيلة أيام الأسبوع.. بلا راحة.. مع أخطار الإصابة بالمرض.. والموت.. هؤلاء هم اليوم فارسات وفرسان فرنسا... وبطلات وأبطالها الحقيقين.. مع جميع العاملات والعاملين بالوقاية والتنظيفات.. بالمستشفيات وجمعيات المعاقين والمرضى والمتقدمين بالسن... لهؤلاء أنحني.. أنحني بكل احترام.. وأرفض أبسط أي انتقاد تجاههم... لأنهم الجيش الحقيقي الوحيد الذي يحارب هذا الوباء بفرنسا... متمنيا لهن و لهم أن تركع الحكومة الفرنسية الحالية أمامهم.. مقدمة لهن ولهم.. كل الأجهزة والمواد والتقنيات.. وخاصة المليارات الضرورية.. لهذه الحرب الوبائية المفترسة... وبعدها... وبعدها... يأتي يوم الحساب!!!... *************** عـلـى الــهــامــش : ـ الوباء لا يختار Boris Johnson رئيس الوزراء البريطاني المعروف بتصريحاته السياسية المعروفة.. وخروجه من الاتحاد الأوروبي.. ومناعة بريطانيا ضد وباء الكورونافيروس.. اعلن بتسجيل إعلامي قصير جدا صباح البارحة.. أن التحليل الذي أجري له.. إيــجــابــي.. أي أنه يحمل الجرثوم.. وأنه معرض للمرض.. كأي من غلابة شعبه وفقرائه... وقرر الاعتصام ببيته الحالي.. بمبنى رئاسة الوزراء.. لمتابعة إدارة البلد.. وإنه إن اضطر لدخول المستشفى.. للعناية والوقاية ومتابعة العلاج... سوف يوكل وزير الخارجية Dominique RAABلإدارة شؤون الحكومة البريطانية بالوكالة... تذكير طبيعي أن هذا الوباء.. لا يميز بين حاكم.. أو محكوم... عظة بسيطة... آمل أن يــتــعــظ بها قياصرة العالم وعناترها... بكل مجالات الحياة..... ــ آخر أعداد الضحايا بــفــرنــســا نعم.. آخر أعداد ضحايا الكورانوفيروس بــفــرنــســا.. قارب الألفي ضحية... وعدد المصابين قارب حوالي ستة عشر ألف مصاب.. موجودين بستمائة وثلاثين مستشفى عام وخاص.. بالإضافة إلى حالات معتصمين ببيوتهم.. بانتظار أمكنة شاغرة... هذه حالتنا اليوم... ولم تــنــتــه بعد... هذه الحرب الوبائية التي تجتاح العالم بأسره... وكل اعتذاري من عنوان مقالي.. وكلماتي الصريحة الغاضبة... نــقــطــة عـلـى الــســطــر... انتهى. غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التجارة... والعولمة العالمية...
-
واعتصموا... واعتصمنا...
-
CORONA VIRS... والاعتصام بالبيت...
-
CORONAVIRS أو الحرب بين الطبيعة والإنسان...
-
الأرعن... الأرعن مدعو إلى بروكسل!!!...
-
لماذا؟... لماذا ينبطح العالم تجاه آردوغان؟...
-
إمارات الجمهورية Les Emirats de La République
-
CORONAVIRS... أو الرعب العالمي القاتل.. وهامش عن مقابلة...
-
مؤتمرات...
-
عن بلد المتناقضات... أحدثكم...
-
الحكم.. والسياسة.. والجنس...
-
عرابنا... وصديقنا... وحامينا...
-
أين أصدقاؤنا؟؟؟... وهامش عن MILA
-
عودة للجامعة العربية...ومشروع ترامب للسلام بالشرق الأوسط...
-
وعن الجامعة العربية...
-
تحية إلى لينا بن مهني
-
إني أخاف على لبنان...
-
إيمانويل ماكرون... وزيارته لدولة إسرائيل... وهامش ضروري...
-
رد للسيدة بثينة شعبان... من مواطن فرنسي سوري عتيق... وهامش
...
-
عرابنا... عرابنا فلاديمير بوتين... وهامش مؤلم.. عن بلدي هناك
...
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|