سعد محمد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 6524 - 2020 / 3 / 27 - 01:09
المحور:
الادب والفن
لم يعد هنالك طريق يؤدي الى روما.. يا صاحبي
ولا أفق الى مريديّ علم أو معرفة يقصدون الصين
عُد لدارك !!
فما كنا نسمعه بالامس عن تلك الفراديس
باتت خيبات وفناء
...
فوق الرصيف الموحش والمهجور
تترآى هنالك ثمة عكازة مرتعشة برفقة عجوز
يودع ذكرياته وآخر الخطى بين الازقة الحزينة
وتحت شرفة ما زالت تتحدى الموت بالموسيقى
إتكأ الشيخ على جدارٍ قديم بينما صدى أغنية "بيلا تشاو"
وداعاً يا حلوتي
وداعاً يا حلوتي
تتشارك بترتيلها كل شرفات الحي المحجور بلعنة "كورونا"
وهي تأفل نحو السماء كروح نائحة
ومثل خريف منسيّ تهاوى الشيخ مع عكازته فوق الرصيف البارد وحيداً
...
أما طيور الحمام والزاجل المدللّة تحت برج إيفل وفي ساحات روما وبرشلونة .. فمشهده يتشح بالحزن وهو يتعقب أخر الظلال البائسة للمشردين والجائعين.. آملاً أن يعثر على حبة دخن أو قمح بعد أن غادرالناس المدن والساحات!!
ربما يهاجر الزاجل هو الاخر الى الغابات البعيدة أو الى أصقاع نائية ويترك المدينة والساحات
بينما السواح الذين كانوا يطعمون القردة في جزر تايلند رحلوا هلعين
مخلفيّن مجاميع القردة الجائعة التي تتقاتل بشراسة من أجل قشرة موز أمام دكات محال الخضار المغلقة.
أما الكلاب والقطط السائبة فهي الوحيدة التي بقيت تتسكع في المدن وتحدق مستغربة في خواء الشوارع وكل ظّنها أن الانسان ربما انقرض !!؟؟
#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟