أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - يوميات الحجر (2) وجها لوجه














المزيد.....


يوميات الحجر (2) وجها لوجه


حكيمة لعلا
دكتورة باحثة في علم الاجتماع جامعة الحسن الثاني الدار البضاء المغرب

(Hakima Laala)


الحوار المتمدن-العدد: 6523 - 2020 / 3 / 25 - 10:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الاختلاف أو الصراع الذي أصبح موضوع اصطدام بين المجموعتين غيب التراتبية الاقتصادية بين المجموعتين، والتي هي أساس الحقد الاجتماعي عند الطبقتين، فالهامش يرفض الفوقي بسبب غناه والفوقي يكن حقدا اجتماعيا مضادا للهامش الذي لم يعد يستصيغ هذه الفوارق ولم يعتبرها حتمية أو طبيعية، إن الصراع لم يغير رقعته الجغرافية أيضا، كل واحد ظل في مكانه، في حيه، وفي أماكن تسويقه. لقد تحول المشكل، بعد الرهاب الذي حل بمن يعتبرون أنفسهم مالكين للحياة، وإن الآخرين يمثلون خطرا عليهم، إلى بعد ثقافي حول مفهوم الهيمنة وضرورة رضوخ الهامش لأوامره، مثل توجيه الأوامر لهم بإخلاء المكان، أو الامتثال للتعليمات الوقائية، ساد الإحساس عند الهامش أنهم لا يعنيهم الأمر، فهم لم يكونوا يوما، حسب تعبيرهم محل استشارة ولم يشعروا يوما أنهم معنيون لا بالسياسة ولا بالاقتصاد، فهم ليس لهم تقاعد، وليس لهم أجور ولا انخراط في الصحة، فكل المعارك الاجتماعية تدور خارج رحاهم، ولم يفهم الكثير لماذا يجب تغيير نمط عيشهم، هل لحماية أنفسهم أو لحماية الطبقة العليا التي ظلت في الوطن رغم أنفها. لم يعد الخلاف فقط حول تجوال أو مكوث بل امتد عند البعض بإحساس بالاضطهاد. خروج الدولة لتدبير الشأن العام وتدبير الدولة خفف من هذا العنف الذي أخذ في الانتشار على الشبكات الاجتماعية بين محث على الاحتراز وبين رافض لذلك. إن الاحتراز أخذ قوته الشرعية من شرعية الدولة. إلا أن إشكالية التوعية ظلت قائمة، فلم يتم صياغة الخطاب أو التوعية من الطبقات الهامشية وظل الأمر بعيدا ومستبعدا عنهم، من هنا تحل الطبقة الوسطى إن كانت الصغرى أو المتوسطة أو العليا مكان الوسيط في تمرير الخطاب، هذه الطبقة هي جسر وإن كان مكسورا بين الأعلى و الأسفل، اتخذ خطابا ولغة هما أقرب لواقع الهامش، فالرسائل الموجهة للرافضين للفيروس إنتاج من ثقافتهم، بألفاظهم و ألقابهم ، بكلمات تمس مشاعرهم، إن قوة هذه الطبقة في مخاطبة الهامش تكمن في كونها في كثير من الحالات جزء منه، الكثيرون من أفرادها عاش نقلة طبقية عبر الارتقاء الاجتماعي والمهني، هم لازالوا في علاقة جد قريبة بالهامش، الطبقات الشعبية، إن الكثير منهم ولج المعرفة ولكن لم تبعدهم أو تخلق قطيعة مع أوساطهم ولو بوتيرة متباعدة أو وثيقة الصلة، لم تخلق لهم قطيعة جذرية أو الإحساس بالانتماء إلى الأعلى، فهم في انتمائهم الاجتماعي أقرب إلى الطبقات الشعبية السفلية. كذلك الإحساس بانتماء لهؤلاء جعل خطابهم مقبولا وربما ذا مصداقية أكثر لديهم، إن أخذوا به أو لم يأخذوا. يكفي تصفح الكثير من الصفحات لإدراك قرب الخطاب من الهامش. زيادة على ذلك، فالطبقة المتوسطة الصغيرة لازالت على ارتباط أكثر بالهامش. إنها تعيش نفس المشاكل المادية لطبقات الهامش ولها ارتباط اجتماعي وعاطفي معها، من هنا يكون خطاب الطبقة المتوسطة أنجع في التحسيس. هذا لا يعني أنها لا تمارس قوة فكرية داخل أوساطها ولكن خطابها لا يحمل مفهوم السلطة المتسلطة، النافية لوجود وتواجد طبقات الهامش، بل تحمل كثير من التعاطف معها في وقت الأزمة، وإن كانت تظهر بعكس ذلك. يبقى السؤال ما الذي سيقدم لهؤلاء في فترة ما بعد الانضباط، هذا سؤال تعمل الدولة للإجابة عنه في إطار تدبيرها لأزمة جائحة كورونا......
من الأكيد أننا كلنا في ثقافة الاستهلاك اليومي بكل أنواعه ولم نقف يوما لنسائل أنفسنا من نحن؟ من هو الآخر؟ ما الذي نحبه وما الذي نريده؟ علينا أن ندرك أننا في موقف العجز حتى في تدبير حياتنا. سؤال يفرض نفسه علينا للخروج من دائرة الحاجيات البدائية، أي الأكل والشرب والسكن والجنس، قد نرتقي!!! ربما؟
السلام للجميع،......



#حكيمة_لعلا (هاشتاغ)       Hakima__Laala#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحجر (1) وجها لوجه
- -أنا- و -أنا-  في محك القرار


المزيد.....




- أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
- إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا ...
- إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات ...
- المحكمة الإدارية الفرنسية تؤكد صحة قرار الجزائر في قضية المؤ ...
- عباس يرسل برقية للسيسي بشأن تهجير الفلسطينيين.. ماذا فيها؟
- إدانة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق بوب مينينديز بالسجن 11 ...
- باكستاني يقتل ابنته لنشرها فيديوهات على -تيك توك-
- طبيب نفسي: يوجد في سوريا من 1 إلى 3 ملايين مريض نفسي
- الولايات المتحدة: أوامر بترحيل المئات من مواطني الدول المغار ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - يوميات الحجر (2) وجها لوجه