حسين القطبي
الحوار المتمدن-العدد: 1576 - 2006 / 6 / 9 - 11:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كأن سيقانهم من خشب، ما ان يسجل فريقهم هدفا، ويتقدم على الخصم حتى يبدأ اللاعبون بالتساقط، مهاجم يناول الكرة بخفة ثم يمسك قدمه متلويا على العشب بمكر، بانتظار النقالة.
وما ان يحمل خارجا مثل جريح في ساحة ام المعارك حتى يقفز واثبا في كمال لياقته مثل صغار الغزلان للعودة الى المستطليل.
واذا ظل الفريق متقدما فلن تمر دقيقة حتى يسقط لاعب اخر ، في زاوية اخرى ليوقف المباراة، ثم تطير له النقالة ويفترش الكادر الطبي الارض وقد فهموا القصد لاضاعة المزيد من الوقت، ثم يسقط اخر في مكان اخر، واخر..
والطامة حين يقرر حارس المرمى الزعل على الوقت، فالقانون البرئ يتيح له العلاج داخل الساحة وايقاف اللعب حتى يقرر هو العودة حسب المزاج.
وهذه السمة، الغش على رؤوس الاشهاد، بما استطعت اليه سبيلا، صارت الميزة التي تعرف بها الكرة الخليجية اليوم. فكما ابهرت امريكا اللاتينية العالم بالمهارات الفردية، وعرفت باسلوب المناولات العالية، وكما عرفت كرة اوربا باللياقة والقوة البدنية المرتفعة، والاستعداد للكفاح حتى اخر الثواني بشرف، فان الكرة الخليجية صارت وللاسف ممتازة بالغش، وتواطئ الحكام.
واذا خمنا ان الهيئات الادارية المسؤولة عن تلك الفرق تعتبر الفوز في المباريات اهم من القيم، والمعلقين الرياضيين لا يعلقون بصدق الا على اجورهم بعد انتهاء المباراة، فأن الغريب في هذا هو الجماهير التي لا تمانع من استخدام هذه الاساليب اللااخلاقية في اجواء من المفترض ان تكون مفعمة بالروح الرياضيه.
اعتقدت لوهلة ان فلسفة "الحرب خدعة" التي ورثناها، و"الحب خدعة" التي اكتشفناها قد اتسعت لـ "اللعب خدعة"، وبذا فهي مقبولة وفق الثقافة الاجتماعية السائدة، وتخيلت كأني اقف، وانا اتابع المباريات، على منابع الارهاب، وثقافة استهجان القيم الانسانية وشيوع الرغبات الشاذة بالقتل والذبح في ملاعب من المفترض ان تهدف الى تهذيب النفس والاخلاق وتعزيز الصدق والصداقه، ويروعني ان استخلص من فلسفة التكفيريين، في مساجدهم المعتمة بان "الدين خدعة".
تخيل لو تسنى للفريق السعودي ان يتقدم على اسبانيا في المباراة التي ستقام في كايزرسلوترن يوم 23 يونيو/ حزيران ولم يبقى على نهاية المباراة اكثر من عشرة دقائق. او على اوكرانيا في هامبورج يوم 19 يونيو/حزيران، او ان النتيجة تكفل لهم الصعود الى الدور الثاني...
تخيل لو صعد الفريق الى المباراة النهائية، وتقدم على البرازيل فيها، ماذا سيكون في الشوط الثاني من عمر المباراة تكتيك الفريق السعودي؟
#حسين_القطبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟