أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - تبرعات سخيّة للشعب العراقي














المزيد.....

تبرعات سخيّة للشعب العراقي


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 21 - 01:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والعالم يعيش أسوأ وضع صحي له منذ ما يقارب القرن، ونتيجة لعدم قدرة القطّاع الصحي العراقي المتخلف من أستيعاب الأعداد الكبيرة للمرضى حينما يصل الوباء الى أعلى مستواياته عالميا وعراقيا خلال الأسابيع القادمة وفق توقعات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحّة العراقية، ولضعف الإقتصاد العراقي الذي يعتمد على تصدير النفط الذي فقد الكثير من أسعاره في الأسواق العالمية، من تلبية حاجات المجتمع وعلى الأخص الفقراء والعاطلين عن العمل. فأنّ الأنظار تتجه ولفشل الدولة في إمكانية تجاوز هذه المرحلة نتيجة خواء الميزانية الى حملة التبرعات التي نظّمتها بعض المؤسسات الخيرية وبالتعاون مع بعض منظمات المجتمع المدني واللجان الإقتصادية للأحزاب السياسية والوقفين الشيعي والسنّي ومؤسسات الكفيل التابعة للعتبة العباسية، وإدارات المراقد المقدسة الشيعية والسنّية ، وتبرعات المرجعيات الدينية في النجف الأشرف، علاوة على الشخصيات السياسية والبرلمانية وكبار رجال الأعمال والتجّار الذين أبدوا إستعداد لا مثيل له للمساهمة في هذه الحملة الوطنية.

ففي مؤتمر صحفي بُثَّ على الهواء بشّر منظمي هذه الحملة جماهير شعبنا، بتوفير نسبة كبيرة جدا من إحتياجاته في هذه الفترة الحرجة التي نعيشها ومعنا العالم بأكمله. وهذا يؤكّد الروح الوطنية العالية التي يتحلّى بها كل المتبرعين وهم يعملون على توفير ما يمكن توفيره للفقراء والعاطلين من أبناء هذا البلد المعطاء.

فقد أعلنت اللجنة المنظمة لهذه الحملة، عن تخصيص رواتب ثابتة للأشهر الثلاثة القادمة للعوائل المتعففة ودفع بدلات إيجار دورهم وإعفائهم من تسديد قسائم الماء والكهرباء، وتعويض العاطلين عن العمل لنفس الفترة. كما قررت اللجنة دفع بدلات إيجار أصحاب المحال والورش الصغيرة والمتوسطة التي تضرّرت وستتضرر نتيجة إغلاق أبوابها لحين عودة الحياة الطبيعية للبلاد. كما ستقوم اللجنة وبإشراف مباشر منها بإستيراد أجهزة طبية ومنها أجهزة التنفس وأجهزة الكشف عن فايروس الكورونا، في المستشفيات القائمة وتلك التي ستبنيها على وجه السرعة حتى نهاية الاسبوع القادم. كما قدّمت اللجنة المنظمّة شكرها وتقديرها العميقين لمؤسسات الكفيل التابعة للعتبة العباسية المطهرّة لوضعها جميع إمكانياتها ومنها مستشفيات الكفيل تحت إدارتها لخدمة المرضى مجانا.

في قسم آخر من المؤتمر الصحفي وعلى الرغم من رفض المتبرعين إعلان ما تبرعوا به تيمنّا بالآية القرآنية الكريمة "(وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم)، الا أنّ منظمي الحملة ولغرض دفع آخرين للإنظمام الى حملة التبرع قامت بتوضيح بعض الأمور من دون التطرق الى الأرقام، مكتفية بالرقم النهائي والذي تجاوز التسعين مليار دولار. وممّا قامت اللجنة بتوضيحه وإعلانه كان: تبرع اللجان الإقتصادية للأحزاب السياسية بنسبتها من عمولاتها في مشاريع ست وزارات للأعوام الخمسة الماضية والتي تقدّر بعشرة في المئة من كل مشروع تنفّذه الوزارة أو تمنحه لجهة ما لإستثماره. أمّا الوقفين الشيعي والسنّي فقد تعهدا بدفع كل ما دخل خزنتيهما من الأموال التي خصصتها لهما الدولة خلال السنوات السبع الماضية، مضافا إليها بدلات الإيجار والإستثمار لعقاراتهما لنفس الفترة، مع وعد بتحويل المساجد والجوامع والحسينيات الى مستشفيات ميدانية وتحت إدارة المؤسسات الصحية العراقية. فيما تعهدت مؤسسات الكفيل بتوفير وجبات طعام للفقراء والمرضى والكوادر الطبية العاملة في مختلف المستشفيات بعموم البلاد، وفتح مستشفياتها أمام المرضى بشكل مجاني وتحويل فنادقها الى مستشفيات مؤقتة ووضعها تحت تصرف المؤسسة الصحية أيضا. فيما تعهدت إدارات المراقد الشيعية والسنّية على تحويل الأموال التي جنتها من المواطنين على شكل نذور وتبرعات وللسنين العشر الأخيرة الى الدولة العراقية للتصرف بها بما يخدم الصالح العام. وكان موقف المرجعية هو الأكبر والأكثر شعورا بما يمر به شعبنا ووطننا في ظل هذه الظروف العصيبة، فقد أعلنت المرجعية وعن طريق الشيخ مهدي الكربلائي، عن وضع كل أموال الخمس والزكاة تحت تصرف حكومة تصريف الأعمال برئاسة السيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بما يساهم بالتخفيف من أعبائها وهي تواجه هذا الموقف العصيب..

فجأة أيقظتني إبنتي الصغيرة من النوم لأخرج معها في نزهة صباحية كونها حبيسة المنزل لتعطيل المدارس للحد من إنتشار فايروس الكورونا، فطالبتها بمنحي عشر دقائق فقط لأغيّر ملابسي. وفي هذه الدقائق راجعت نشرات الأخبار للتعرف أكثر على هذه الحملة الوطنية الكبيرة، الا إنني تفاجأت بعدم ذكرها في أي خبر وعرفت من أنّ الأمر لم يكن سوى حلما. وعلى الرغم من أن الأمر لم يكن سوى حلما الا أنني شعرت به وكأنه كابوس، خصوصا وأنّ الأموال التي كانت ستكون تحت يد عادل عبد المهدي وفريقه الحكومي سيكون مصيرها كما مصير مصرف الزوية.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيانة العراق في زمن الكورونا
- شيعة العراق بين بذاءات البعث ومعمّمي الطائفة
- فهد في سؤال وطنّي عراقّي
- رد على السيّدة نور عمر
- البعثيون والصدريون وجهان لشباط أسود واحد
- ساحة التحرير عروس الساحات
- لنشيّع تحالف سائرون الى مثواه الأخير
- حراك السردين .. حراك أكتوبر
- بسم الله! يا عراق
- لو كنت مكان السيد علي السيستاني لفعلتها
- مقتدى الصدر حصان طروادة إيراني بالعراق
- رفسنجاني مرّ من هنا .. إيران مرّت من هنا
- المرجعية تمسك العصا من الوسط
- السافاك والإسلاميين وبنات الهوى
- الوثبة والجسر بين بهيجة ونور
- لا تبنى الأوطان بالأكفان
- مولاي ..!
- عنفوان شعب .. صورتان
- من للعراااااااااااااااااااااااق؟
- الدولة المدنية بالعراق.. نجاح إسلامي وفشل علماني


المزيد.....




- بيلي إيليش تقول إنها -كرهت- اسمها بـ-شدة- في طفولتها
- مشاهد مروعة بعد غارات إسرائيلية قاتلة أصابت نازحين فلسطينيين ...
- إلى متى تستمر معاناة المدنيين في غزة؟
- ألمانيا: اتهام طبيب قتل 15 مريضًا بقسم الرعاية الملطّفة وتحق ...
- مقتل 16 فلسطينيا على الأقل في غارة إسرائيلية على خيام للنازح ...
- مكتب نتنياهو يعلق على تقرير أمريكي بشأن ضرب إيران
- غروسي يعلق على التهديدات بضرب المواقع النووية الإيرانية
- الجيش اللبناني يفكك جهاز تجسس إسرائيليا مجهزا بآلة تصوير جنو ...
- ليبيا.. أسامة حماد يرحب بلقاء الدبيبة ومصرف ليبيا المركزي وي ...
- روسيا تحدّث مدرعات BMD-4M العسكرية


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - تبرعات سخيّة للشعب العراقي