سهيل قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 20 - 19:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جلبت الحروب التي عرفتها البشرية كوارث وويلات ومصائب وحرمانات وعذابات والام وخسائر كبيرة وهلاك عدد كبير من البشر وفي عصر انشطار الذرة يخيم الخطر على الحضارة البشرية وليس ثمة من مهمة امام جميع الشعوب ذوي الارادة الطيبة وحب الحياة جميلة للجميع اهم من الذود عن السلام واطفاء البؤر القائمة وتهدد بحريق كبير وخراب اكبر, وعندما يتفاقم التوتر الدولي او الاقليمي ينشأ الطلب على المنتوجات الحربية لذلك فهناك مصلحة لارباب الاسلحة في تاجيج السعار الحربي والخلافات والنزاعات لزيادة المبيعات الحربية لتكديس الاموال ففي اواخر القرن الماضي كانت الحجة التفوق العسكري السوفييتي والخطر الشيوعي واما اليوم وقد انهار الاتحاد السوفييتي يشنون الحروب على دول تقول لا للامبريالية وخاصة نظام الويلات المتحدة الامريكية السرطاني كسوريا وغيرها ويصعدون التوتر بين دول راسمالية وتاجيج النزاعات الاقليمية ليربحوا ماليا فاوجدوا مشاكل ايران وسوريا والعراق والسودان والجزائر وحقيقة هي ان الامبريالية وعليها وحدها تقع المسؤولية عن الحروب والنزاعات, وكانت تقف بوجه السياسة العدوانية للامبريالية قوى السلام بقدراتها وفي مقدمتها الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية وجبروتها الاقتصادي والدفاعي والسياسي المتوطد ومعهم الدول ذات المصلحة الحيوية في الحفاظ على السلام وايقاف سباق التسلح وهي الحركات المعادية للحروب في جميع القارات,وحقيقة هي ان الاشتراكية ومن منطلق تادية رسالتها التاريخية لضمان السلام وحسن العلاقات ترأست النضال في سبيل تخليص البشرية من اعباء القلق والعنف والدمار الحربي والهدف السلام للشعوب وجعلها اسرة واحدة متاخية وممثلها الاتحاد السوفييتي والذي لم يبدا جولة واحدة من جولات سباق التسلح والحروب وزعزعة الامن الدولي, وانما صنع الاسلحة ودخل سباق التسلح الذي فرض عليه كرد على من يهدده وعلانية للقضاء على نظامه من قوى امبريالية هدفها مواصلة الاستغلال وجني الارباح, والتزم بعد الحرب العالمية بحظر السلاح النووي للابد واقترح تخفيض القوات المسلحة والاسلحة بشكل عام وعدم خروجها الى الواقع والى حيز التنفيذ لكن الدول الراسمالية والامبريالية بالذات الويلات المتحدة الامريكية لم تتجاوب مع الدعوة وواصلت نهجها الخطير وسياستها الكارثية,نعم, نعيش في واقع يعلو فيه صوت الجلاد والموت والحقد على صوت السلام وتغريد بلابله وتحرك قادته المصرين على استمراريته مع دوافع الحقد والبغضاء, وتغييره الحتمي منوط بمدى انتشار الاشتراكية العلمية الماركسية اللينينية وانتصارها فخلال عمرها وهذه حقيقة ساطعة لا يمكن دحضها قضت على الجوع والامية والاستغلال والبطالة ووفرت وضمنت الامكانيات لتطور الفرد كانسان بغض النظرعن قوميته ودينه من كل النواحي واروع اهدافها تحقيق وترسيخ السلام المثمر في العالم كله, ومن لا يحلم بحياة افضل واجمل في مجتمع فيه الجميع اصدقاء واخوة ويعملون,فالسبب السياسي للظلم الاجتماعي يكمن في الملكية الخاصة والاستغلال ولا يجري في النظام الاشتراكي القاء الغذاء وخاصة الحبوب في البحار وذلك لعدم انزالها كفائض الى السوق وبالتالي ترخيص الاسعار فالمجتمع القائم على الاستغلال والملكية الخاصة عاجز عن تامين الحرية والمساواة واخوة الناس والواقع برهان وبتبني الجماهير العاملة للافكار الشيوعية تسلك السبيل الوحيد الضامن الفعلي لتحررها من الموبقات الراسمالية ومصائب الشغيلة ليست قضاء وقدرا انما هي ناجمة عن السياسة والاضطهاد والاستغلال والطبقة العاملة بانتصارها مع افكارها لا تفقد قيودها وحسب وانما فقرها واستغلالها واذلالها واميتها وعنصريتها حيث يربونها عليها وليس صدفة اطلاق ماركس وانجلز للنداء العظيم يا عمال العالم اتحدوا اي تضامنوا وتآخوا وتعاونوا معا لانقاذ انسانيتكم اولا من العنصرية وتضامنوا معا لاطلاع فجركم منتصرا على ليل الراسمالية وحقيقة هي ان الاشتراكية هي ظاهرة اجتماعية وتتطور بزخم الى الامام وما تطرحه الحياة من مهمات وقضايا تقدم له الحل وقدمت الحياة نفسها البرهان على حيويتها كنظام اجتماعي له قوته والطريق الذي اجتازه الاتحاد السوفييتي ومنجزاته الاقتصادية والثقافية العلمية والاجتماعية برهان لا يدحض على حيوية المذهب الشيوعي وعلى الطاقة الكامنة في الاشتراكية المرحلة الاولى من الشيوعية التي تنقذ الجماهير والى الابد من الفقر والجوع والعري والامية والجهل والخراب للديار وللعقول والضمائر والمشاعر والسلوك والملكية الاشتراكية لوسائل الانتاج تقضي على الاشكال التناحرية للعلاقات بين الناس وحتى بين الدول والعلاقات بينهم تكون تعاضدية وتعاونية وصداقة انسانية انسانية جميلة ويولي الى الابد عدم الثقة في الغد والخوف من الحروب والعنف والبطالة والهدف الاسمى للانتاج هو تلبية حاجات المواطنين ويقضي كليا على الاسلحة وانتاجها لان الحاجة اليها تزول باقامة السلام العادل والراسخ وتغلب مفاهيمه وتعاليمه ومتطلباته على افكار ومفاهيم وغايات ونوايا الحروب ويقضي على العلاقات المتوترة والتناحرية وتعاليمها بين الناس وتحل محلها علاقات التقارب والتعاون والصداقة والتاخي والتعاضد, وعندما يتوطد تقل تدريجيا ميزانيات التسلح والحرب والعداء ولنتصور المليارات في اسرائيل مثلا المخصصة للحرب والعدوان حولت الى حل المسائل الاجتماعية وبالتالي زيادة رفاهية المجتمع وتزول كذلك الظروف لاجل القيام بالحروب وانتاج ادواتها وعندما يجري التعليم والتربية وتكثيف برامج المحبة والتقارب بين بني البشر يبدا التاخي واساس وحدة وتقارب الناس هو مبدا العدالة الاجتماعية وهذا لن يكون في النظام الراسمالي الحربي الاستغلالي وحارة كل من ايدو اله وفي كلمات كل شيء من اجل الانسان لما فيه خير الانسان وعندما تتغلغل في عقول وضمائر ونفوس اكثر وااكثر وعدد اكبر من المسؤولين والناس تكون النتائج افضل وهذا لن يكون في النظام الراسمالي وعندما تتحول الفرص الفعلية للمواطنين لاستخدام قواهم الخلاقة ومؤهلاتهم ومواهبهم وتوفيرها لن يكون في النظام الراسمالي وان تعميق وترسيخ وتذويت ضرورة عمل كل شيء من اجل الجميع للجميع والجميع من اجل الفرد وتذويت حق كل انسان في التطور والعيش بكرامة واحترام وحق العلم والعمل للجميع وهذا لن يكون في النظام الراسمالي والواقع برهان, ووحدها الافكار الشيوعية تقضي على استثمار الانسان للانسان وتهميشه والدوس على كرامته خاصة العمال وابناء الاقليات وتفضله على الارباح لحفنة من مصاصي الدماء وعشاق المدافع والرصاص والقنابل والقتل وهي وحدها التي تؤمن الشروط والظروف الفعلية لتحقيق وتطبيق مؤهلاتهم وقدراتهم وحفظ كرامة الانسان الانسان كانسان في كل مكان فكم من موهبة طمست في المجتمع الراسمالي بسبب اوضاع اصحابها الاجتماعية والاقتصادية وعندما تتعمق تعاليم الاممية والتاخي والصداقة وضرورة التقارب بين ارقى الكائنات الضمان لتحرر الانسان من الفردية والانا ومن بعدي الطوفان ولا حق لغيري في العيش بامان ورفاهية وراحة بال وهذا ليس في نظام الراسمالية, وعندما تتغير الظروف من سيئة الى جميلة تتغير سلوكيات الناس وانفسهم ومشاعرهم وافكارهم ونواياهم واساس تطور الانسان هو العمل والتعليم فالذي يعمل في صنع الدفاتر والاقلام والحلوى والملابس المدنية والاغذية ليس كالذي يصنع القنابل والرصاص والالغام والمدافع, ومن هنا اهمية ترجمة مصطلح التعايش السلمي الذي يبدا بين الجيران في قرية ما ليشمل الدول وهو يعني العدول عن الحرب وافكارها وغاياتها العدوانية ونبذها وبالتالي السعي لنزع السلاح ونبذه, وبذلك تكون الضمانة الاكيدة لترسيخ السلام والامن للجميع وبالتالي رصد كل الموارد لتطور ورفاهية الانسان في كل مكان, والسؤال لماذا يجوع الناس والخير دافق وهل يمكن تغيير الاوضاع السيئة, نعم, وذلك عندما ياتي ذلك اليوم ويرفع فيه الكادحون بالتحالف مع الفلاحين وجميع المظلومين اصواتهم الهدارة وقبضاتهم ورؤوسهم في وحدة واحدة متينة ليقولوا للطغاة في كل مكان كفى: اننا لا نريد حياة الفقر والبؤس والبطالة والاستهتار بقيم السلام والتاخي وحسن الجوار والصداقة الجميلة خاصة مع العلم واليراع والعمل في نظام الاستغلال الراسمالي.
#سهيل_قبلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟