أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - توصيف الدولة المتعددة السلطات














المزيد.....

توصيف الدولة المتعددة السلطات


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6519 - 2020 / 3 / 20 - 02:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





كيف يوصّف مهاجر ، مهجرٌ ، بلاده الأصلية ، لا سيما أن لحسن الحظ ، عملية إقصاء الناس ليست شاملة بقصد إحلال أناس غيرهم مكانهم ، كما حدث في فلسطين على يد الحركة الصهيونية ، و أنما كانت الغاية منها فرض الإستسلام و الخضوع للسلطة و القبول بخطابها وتصرفاتها دون سؤال أو نقاش ، فلم تطل سيرورة الابعاد إلا المعاندين ناهيك من أن الأساليب المستخدمة تكون في أغلب الأحيان غير مباشرة ، مثل التضييق على الفرد و حرمانه من بعض الحقوق تفهيما لتمييزه من الآخرين المتأمـّعين طوعا أو كرها .

الرأي عندي أن من الطبيعي أن يعتبر الإنسان السلطة التي أجبرته على الرحيل عن موطنه ، غير شرعية و معتدية عليه شخصيا . لايرتكب المرء مخالفة أو معصية عندما يرفض حيث يعيش الإنقياد لسياسة لم تنل موافقة أكثرية الناس المعنيين بها . فما بالك إذا كان احترام القانون والإلتزام به ، ليسا مطلوبين إلا من المعترضين على السلطة حصريا ، عقوبة ً لهم أو وسيلةً ً لقهرهم ، فيما الوصوليون والمتملقون يتسابقون في التطاول على حقوق الآخرين في جميع مجالات العيش المشترك . فلا يسألون عن تجارة مشبوهة أو عن عمالة في خدمة مستعمر طامع .

مجمل القول اننا في الواقع حيال صيرورة استعمارية داخلية إذا جاز التعبير ، حيث تتولى حكم البلاد سلطة " وطنية " غاشمة و جاهلة ، تنتهج تدعيما لإستمراريتها ، سياسة "فرق تسد " فيؤدي ذلك إلى إنقسام عميق عدائي في المجتمع بين فئة تناصر هذه السلطة و فئة مستغـَلة و مستعمَرة من الأولى . من البديهي أن المستعمَرين لا يرحلون جميعا و لكن نسبة الذين يحاولون الهجرة منهم هي أعلى . يهاجر من استطاع إلى الهجرة سبيلا . إن مرد ذلك على الأرجح إلى الوعي بأن المجتمع وقع نتيجة التنابذ و التباغض بين مكوناته ، في ومأزق خانق .

ما يزيد الطين بلة هو أن البلاد نفسها تكون أحيانا مقسمة جغرافيا حيث توجد سلطة في كل جزء من أجزائها ، تقود أستعمار فئة من السكان من قبل فئة أخرى . أما الطامة الكبرى فهي أن كلا من هذه السلطات تمتلك أجهزة أمنية و إدارية و علاقات خارجية تكون أحيانا متعارضة .

من البديهي أن هذا كله يدل ضمنيا حيث تظهر عوارضه على أن الدولة و الأمة والكيان الوطني هم في طور الإنحلال . خذ إليك مثلا ، المواقف الرسمية المتباينة في لبنان قبل الغزو الإسرائيلي للبلاد و أثناءه و بعده بالإضافة إلى السياسات المتبعة منذ سنوات 1990 و حتى يومنا هذا (أنظر أسرار الحرب اللبنانية ـ آلان مينارغ ، أعتقد أنه مترجم إلى العربية )

بكلام أكثر صراحة ووضوحا ،لم يضطلع جميع اللبنانيين بواجب تحرير الأرض المحتلة و لم يستهدف الإسرائيليون في حرب تموز 2005 جميع اللبنانيين ، و ما حدث في أيار 2008 هو في جوهره محاولة سلطة لبنانية تصفية سلطة لبنانية أخرى خرجت مرفوعة الرأس من معركةالتحرير. و يكاد أن يكون مذاك الوق ، كل ما يجري في لبنان و محيطه تجربة تلو تجربة من أجل حسم هذه المعركة ضد الذين تجرأوا على التصدي للمحتلين .

خلاصة القول أن تعدد السلطات في البلاد الواحدة و في الدولة الواحدة يعكس غالبا علاقات متوترة فيما بين هذه السلطات من جهة و بين كل سلطة و رعاياها من جهة ثانية . و لعل ما يميزها جميعا أنها علاقات هيمنة ذات طبيعة أستعمارية متخفية باستعمار داخلي تحت إشراف سلطات انحلال مجتمعي ووطني تبيع خدماتها للمستعمرين الأقوى . لم يجد المحررون بعد وسيلة لتحرير البلاد من المستعمرين ووكلائهم المحليين بالرغم من سلوك الأخيرين الإستفزازي و المتهور ! و لكن الوقت يمضي و الخطر الذي يتهدد الوجود يتعاظم



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مفهومية - الإرهابي -
- جائحة وبائية ؟
- عن الرأسمالية الجديدة و الرأسمالية المحافظة
- بين السد العالي و سد النهضة
- إنكار و إفلاس : أنا أو الخراب
- السلطة و الثورة و المسألة السورية
- في المسألة السورية
- وجهة نظر أوروبية - لائقة سياسيا - في المسألة السورية
- الحرب التركية على سورية
- بانتظار الثورة (5)
- بانتظار الثورة (4)
- بانتظار الثورة (3)
- بانتظار الثورة (2)
- بانتظار الثورة (1)
- يا حضرة الوزير اللبناني ، أصل الوباء جرثومي و ليس إيرانيا
- من وعد بلفور إلى صفقة القرن
- ثورات كاذبات و حروب حقيقية !
- الثورة الكذبة و الثورة الحقيقية
- - الشيعة - في لبنان : بين البرنامج المرحلي للحركة الوطنية و ...
- - الشيعة - في لبنان : بين البرنامج المرحلي للحركة الوطنية و ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - توصيف الدولة المتعددة السلطات