سعيدة لاشكر
الحوار المتمدن-العدد: 1575 - 2006 / 6 / 8 - 11:36
المحور:
الادب والفن
في أمس قريب أجوب بك الكون
أحمي أيامك التي اصطبغت
بلون السماء فوق تراب ندية
أتجاهل السهام الطائشة
التي تصوب إليك من كل كائن
ومن كل بيت موصد الأبواب
أكسر الكأس التي بها
شرب أقوام نخب خسارتك
أواجه الألسن التي حكت
وتغنت بالانكسار لك في مآدب الثقافة
والاحتكام
أجوب الكون وأراك غارقة
في ذهول الماضي وفي دهشة اليوم
عيناك غارقتان في ثنايا وجهك
تختفيان كلما نطق قوم باسمك
وتتلاشيا كلما مرغو في التراب اسمك
أما الآن, فيحسبون أن زمن الوأد ولى
يتبجحون بالاستقلال والتطور
ويتعالون على أيام الجهل والوأد
تراهم في الخيام
ينهالون عليك شعرا ووئام
يحكون صفاتك ومحاسنك عبر كل الأجيال
لكن يا حسرة على الدنيا
التي أضافت النفاق للرجال
وغدو يخدعون الأم والأخت ونصف الدنيا
داخل البيت يقذفونك بالسياط
و الأعضاء والقلب واللسان
وخارجه ينشدون خطبا جامحة في حقك
لكن يكتفون فقط باللسان
ما بك يا امرأة, صامتة...
أتنتظرين الرجال ليخرجوك من حفرة
إنما من رماك فيها وغطاك بالتراب الرجال
فسحقا للرجال
لأنك لولاهم ما كان اسمك بين الأوحال
يا امرأة انهضي وأنفتي عنك الغبار
تحركي قبل أن تغطي بأطيان وأطيان
من التراب والماء والأوحال
وحسبك كلمة تدافعين بها عن نفسك
في محكمة الرجال
التي اتهمتك بالجور والخراب والعصيان
وأخذت منك سنين وأعمار
وتأكدي يا امرأة أني وقلمي
دائما بجوارك
نلقي كلمة ولو كانت نقطة ماء من سبع بحار
#سعيدة_لاشكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟