أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - رئاسة الوزراء و دجاجة الحُصّة














المزيد.....

رئاسة الوزراء و دجاجة الحُصّة


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 6516 - 2020 / 3 / 17 - 11:33
المحور: كتابات ساخرة
    


كانَ جنود الحرب العراقيّة الإيرانيّة يقولون لبعضهم : إذا لَمْ نُقتَل في هذهِ الحرب ، وخرجنا منها أحياء ، فإنّنا سنعيشُ إلى الأبد.
الآن يقولُ العراقيّونَ لبعضهم : إذا لَمْ نَمُتْ في عام 2020 ، فإنّنا سنعيشُ إلى الأبد.
وعند فتح مكّة قالَ الرسول محمّد لأهلِها : من دخَلَ بيت أبي سفيان ، فهو آمن.
والآن يقول وزير صحّة العراق: من سيبقى حيّاً من العراقيّين ، بإمكاناتِ وزارتي الحاليّة ، ودخلَ العام 2021 ، فهو آمن .. وسيعيش إلى العام 2200 .
وبصدد الترشيح لمنصب رئيس مجلس وزراء العراق ، فالذي حالفهُ حظّهُ ، وحَظُّ عائلتهِ ، وأفلَتَ من قائمةِ المُرشّحين لهذا المنصب ، فهو آمن .. أمّا من دخلَ "بيتَ" الترشيح(صُدْفَةً أم عُنوَةً أم برغبتهِ الكاسحة) .. فهو ليسَ بآمن.
ذلك أنّ العراقيّين ، ما إنْ يسمعوا بإسمه ، حتّى يُسارعونَ إلى طبع صُوَرهِ على بوسترات ملوّنة(وعلى حسابهم الخاص)، ويضعونَ على وجههِ المُضيء علامة X ، ثُمّ يُسابِقونَ بعضهم (كالأُرضة) ، لنبشِ تاريخهِ الخاص والعام .. فإنْ لمْ يجدوا شيئاً قالوا عنه ، أنّهُ كان من بين أولئكَ الذينَ أرتَضوا لأنفسهم أنْ يسْلُقوا ويأكُلوا ، مع عوائلهم "الخانعة" ، تلك الدجاجة اليتيمة التي أدخلها صدام حسين يوماً (ولمرّةٍ واحدةٍ فقط) ضمن مفردات الحُصّة التموينيّةِ البائدة ، في زمن الحصار التسعيني المرير.
وهذه "المعلومة" الخطيرة سيتلقّفها آخرون ، وسيُضيفونَ إليها معلومة أكثر خطورةً منها ، وهي أنّ هذا "المُرشّح" كان قد كتبَ في جريدة الثورة يومها : "يا إلهي . إنّ هذه الدجاجة المباركة هي ألَذُّ دجاجةٍ ذُقتها في حياتي" .
وإذا بيك خير وراها .. روح صير رئيس وزراء .
لا بل أنّ "الكتلة" التي قامتْ بترشيحك ، "ستعوفكَ" يتيماً داخل قاعة البرلمان ، لأنّها ستكونُ أوّلُ من يُصدّقُ حكاية الدجاجةِ التسعينيّة تلك ، قبل غيرها من الكتل "المُعارِضة" أصلاً لترشيحك.
ولو أنّكَ تعَجّبتَ من هذا الذي يحدث لك ، في هذا الزمان العجيب ، وذهبتَ إلى الكتلة التي رشّحَتْكَ للمنصب ، وقُلتَ لـ "قادتها" : زين اخوان .. لنفتَرِض أنّني أكلتُ تلكَ الدجاجة ، وقُلتُ ما قُلْتُ في حقّها ، فما الذي كان بوسعي أنْ أفعلهُ يومها ، لكي تتمّ الموافقةُ على ترشيحي الان ؟؟؟
سيقولونَ لك : كانَ المفروض أنْ تأخذ تلك الدجاجة ، وتذهب إلى صدام حسين ، و "تَشْمُر" الدجاجة في وجههِ ، وتقولُ لهُ بغضب .. شوف صدام ، آني هاي الدجاجة "الخائنة" ما أحُطها بحلكَي لو أموت.. وهاك أُخُذْها ، وخلّيها إِلَك ، وأُكُلْها إنته و وِلْدَك !!!!!.
ولو فعلتَ ذلكَ ، ومارِسْتَ هذا "الإنكار" ، وأعلَنْتَ عنهُ في جريدة الصباح ، وقناة العراقيّة .. فسيضحكُ العراقيّونَ عليك أيضاً .. وسيقولونَ عنكَ أنّكَ كذّاب .. والكذّابونَ لا يصلحونَ لرئاسة الوزراء .. وسيذهبون إلى رئيس الجمهورية ، ليبحثَ عن بديلٍ لك (يكون إبنْ عائلة ، أو شيخ عشيرة ، وعايف وشايف ، وإبن خير ، وعايش بالخارج ، وأبوه جان وزير ..) .. ولَمْ يَعِش وقائعَ الحُصّةِ التموينيّةِ ، ولم يَختَبِر مذاق مفرداتها العجيب ، ولَم يكُنْ "بطَلاً" في رواية الدجاجة .. ولم يأكُل رغيفَ الخبز الأسْوَدِ مع "مكَاريد" العراقِ و"مُستَضْعَفيه"، في زمن الحصار الظالِمِ والمرير.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاماً لهذا الوَجَع العظيم .. سلاماً لروحي
- كيفَ تكونُ مُحَلِّلاً استراتيجيّاً في يومٍ واحدٍ فقط ؟
- جمعة أخرى غير مُباركة .. علينا جميعاً
- كورونا وأُمّي ذاتُ القناع الحديدي
- الإقتصاد البذيء في الزمنِ النفطيّ
- سندريلا التي تركضُ حافيةً فوق قلبي
- الإقتصاد السياسي للنفطِ المخلوطِ بكورونا
- عن تأثير تذبذب أسعار بيع النفط على عجز الموازنة العامة للدول ...
- التربيةُ -المُنخَفِضَةُ- والتعليمُ -العالي- في العراق
- الطبقةُ السياسيّةُ في العراق وأنغِلاقُ الحَلَقاتِ المُميتة
- إذا كنتَ تُريدُ أن تكونَ رئيسَ وزراءٍ ناجحٍ في العراق
- تاريخُ الغيابِ الحديث
- كحَبّةِ قمحٍ .. في فمِ نملة
- عاصفة قُطبيّة
- القلوبُ حمراء والدببةُ .. والدمُ أيضاً أحمرُ اللون
- الديموقراطيّةُ العراقيّةُ والتَسَتُّر على العار
- تُريدونَ تحريرَ فلسطين ؟ حرِّروا أدمغتكم أوّلاً
- رومانس قصير الأجل
- هناك هي القدس
- سيحدثُ شيء .. سيحدثُ شيء


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - رئاسة الوزراء و دجاجة الحُصّة