أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - من غير لف














المزيد.....

من غير لف


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6515 - 2020 / 3 / 16 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تطوير ماسبيرو عامل زي تطوير الخطاب الديني ، لأ ..هو مش عامل زيه ، لو تأملت جيدا هاتلاقي الاتنين داخلين في بعض ، داخلين في بعض أوي أوي أوي ، وأنا مش هاتكلم في البيزنس والمصالح المشتركة ، أولا لأني لا أملك معلومات عن مين بيشغل مين وما بيشغلش مين ، ولا عندي بيانات عن حجم المنافع المتبادلة بين طرفي الخطاب الإعلامي والخطاب الديني ، ثانيا لأني تعبان ومش ناقص بلاوي ، لكن هاقول حاجه ممكن تحطنا جوه المشكلة ، جواها بحيث نتمكن من القعاد جنب الحيطة المشتركة ونسمع الزيطة المشتركة ونقدر ساعتها نحلل ونفسر ، وأنا أعرف أن القاريء المصر ذكي ويمكنه قراءة ما لم أستطع كتابته بسهولة ويسر.
شوف ياسيدي الفاضل لو تطور الخطاب الإعلامي كله تطورا صحيحا وفقا لرؤيا واستراتيجية نهضوية حقيقية ووفقا لأهداف محددة سيجد الخطاب الديني نفسه وحيدا بلا سند ، ولو تطور الخطاب الديني وفق قراءة حداثية عقلانية للنصوص تحقق المقاصد الإلهية في إسعاد البشر وتنقذهم من جو الخرافة والاتكالية وتعيد الدين إلي أصله كعلاقة مباشرة وخاصة جدا بين العبد وخالقه وتحول دون الاتجار به ، لو حدث ذلك سيجد الخطاب الإعلامي البليد والمشكوك في نزاهته والغارق في الجهالة والغيبية والذي تخلي عن القيام بدوره كمنتج للمعرفة وكلاعب أساسي في تطوير وعي الأمة المصرية وباع نفسه بيعا خسيسا سيجد نفسه حينذاك عاريا ومكشوفا ومفضوحا..... .
طيب إيه إللي دخّل الخطابين في بعض كده ؟
علشان تجاوب علي السؤال ده لازم ترجع للخلف شويتين ، لازم ترجع للسبعينيات من القرن الماضي حيث كانت مؤامرة الصحوة الاسلامية تحتاج لتنفيذ مؤامرتها لإخراج الشعب المصري من التاريخ إلي من يفشخ لها الخطاب الإعلامي لكي يتمكن جيشها من الدعاة المكلفين بعملية التخريب النفسي والدين والأخلاقي من النفاذ إلي مصارين الإعلام ، ومن ثم تتمكن من السيطرة علي عقل الأمة المصرية وتفريغ وجدانها من محتواه الأصيل .
تم فشخ الإعلام فعلا ، الإعلام كله مرئي ومسموع ومقروء أيضا ، ولك أن تتذكر معي من هم الذين تولوا قيادة الإعلام وتواتروا علي مناصبه القيادية في تلك الفترة لتحقيق عملية الفشخ هذه بسلاسة .
جيش الصحوة المنظم والممول والمكلف من المخابرات السعودية والأمريكية لم يدخل وحده إلي مصارين الإعلام المصري ، وإنما كان هناك متطوعون تطوعوا اختياريا حين وجدوا أن الفتّة هائلة ودسمة والأموال بالكوم ، حط بس المغرفة بأي كلمتين وشيل ، وسوف أحيلك إلي الكم الهائل من الدراسات والكتب والرسائل التي خرجت من الأزهر متناغمة تماما ومعززة تماما لما جاء به جيش الصحوة من سموم في تلك الفترة لتدرك كيف امتزج الخطاب الديني الرسمي مع خطاب المؤامرة التي أسموها بالصحوة وصار من غير الإمكان فصلهما عن بعضهما ، وكان من الطبيعي أن يتسلف كثير من خريجي الأزهر ، أو يتأخونوا ، وكان من الطبيعي أن تجد كثيرا من أئمة المساجد المفروض أنهم أشاعرة وسطيون كان من الطبيعي أن تكتشف بينهم التكفيري والجهادي والإخواني والوهابي.
لم يقتصر الأمر علي ذلك ، بل إن الإعلام المصري بعد أن أصبح قاعدة لانطلاق جيوش الظلام مستهدفة العقل المصري ، صار أيضا مزرعة يتم فيها تفريخ وتوليد مشايخ بأجنحة حداثية ، يرتدون الجينز والبدل السينيه كعمرو خالد علي سبيل المثال كنوع من أنواع الخداع الاستراتيجي ، إذ كانت الأرباح قد وصلت إلي أرقام فلكية وكان الإعلام الخاص قد دخل سوق التجارة بالدين بكل ثقله وبأساليبه الأكثر جاذبية.
هل يمكن القول الآن أن الخطاب الإعلامي كان قد تحول إلي خطاب ديني رجعي تكفيري ماضوي مهمته الأساسية هي العبث وتشويه محتويات العقل المصري والقضاء علي فاعليته النقدية وقطع صلته بالعصر ومجريات الحضارة الإنسانية وتفريغ الوجدان المصري من انتمائه الوطني ؟! ، للإجابة علي هذا السؤال بالتأكيد أو النفي يمكنك الرجوع إلي تسجيلات الدروس الدينية واللقاءات والحوارات المسجلة في ماسبيرو التي تحتوي علي كلام صريح عن قتل تارك الصلاة ، أو ترك مرضي الفشل الكلوي بلا علاج لأن علاجهم هو من قبيل محاربة إرادة الله ، أو الصلاة شكر لله علي هزيمة الجيش المصري في حرب الخامس من يونيو عام 67 .
الأمر الآخر والذي لا يمكن إغفاله أبدا هو أن الخطاب الفكري والثقافي الذي كانت ترعاه وزارة الثقافة والتي ورثته عن ثروت عكاشة كان يمثل عائقا ، أو علي الأقل كان يمثل منافسا قويا لهذا المشروع الاجرامي الضخم الذي إلي جانب استهدافه لإخراج مصر من معادلة التاريخ كان يدر أرباحا بالزوفة ، فكان لابد من شل حركته ، وتشويه رؤاه ، واختراقه ، ومن ثم تحييده إلي أن تم إفساده تماما بحيث صار تقريبا غير واع لما عليه فعله ، حتي صار في النهاية غريبا ووحيدا ومطاردا كذلك ، وأظن أن ماحدث لفرج فوده ونصر حامد أبو زيد وغيرهما هو الترجمة العملية لذلك، وفي هذا السياق أيضا يمكن العودة إلي الأسماء التي تولت قيادة العمل الثقافي في تلك الفترة وإلي القرارات التي اتخذوها لإحباط أي محاولة لتبني مشروعا ثقافيا يمكنه مواجهة مشروع الصحوة.
لقد أطلت ، غير أنني أريد التأكيد علي أن تطوير الإعلام لا ينبغي النظر إليه من خلال تغيير الوجوه ، وإنما يجب النظر إليه أولا باعتباره خطابا مهمته إعادة تشغيل العقل المصري وتمكينه من إفراز فكر نقدي شديد الفاعلية ، الإعلام هو خطاب الوعي والعقل والمعرفة ، ولكي ينجز ذلك لابد أن تتوفر له أهداف محددة ، ورؤي محددة واستراتيجية محددة ، ثم يأتي بعد ذلك اختيار الأشخاص الجديرين بتولي تنفيذ ما تم رسمه مسبقا ، حين يحدث ذلك سيصبح الخطاب الماضوي الجامد المتسلط بلا سند ، ولا يكون أمامه إلا أحد أمرين : إما يستمر علي جموده وتحجره فيتآكل وجوده ويخرج من المعادلة ، أو يحاول تغيير مفاهيمه حتي لا يخسر ما تبقي له في ضمير الأمة.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قول علي قول
- بعض مصادر الاختلال
- حالة حب مصرية
- الرسالة
- مأساة الذوق العام
- يا ابيض يا اسود
- إلهي ما يوعي يرجع
- حتي المسبحة!!
- الحلوة
- ليست صيني ولا تيواني
- مثقفون وعلماء
- حرب بلا بنادق
- الجميلة واللص
- جذر واحد
- رفع المبتدأ وشنق الخبر
- الجميلة فيوليت
- الكذابون
- أنا لا أعرف
- سقوط حتمي
- وردة في شعر الحبيبة


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبو قمر - من غير لف