منسى موريس
الحوار المتمدن-العدد: 6515 - 2020 / 3 / 15 - 18:55
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
فى المدرسة فى الجامعة والشارع والأسرة , فى مجتمعنا وفضائياتنا وأماكن عبادتنا , فى كل الأماكن تقريباً من كل الأشخاص الذين نعرفهم سمعنا منهم أن " القراءة هواية " مما زرع فى فكرنا وشعورنا ولا شعورنا أن القراءة مثلها مثل " كرة القدم " أو "السباحة " أو أى رياضة آخرى , المهم أنها هواية ومن يهوى شىء يمارسة ومن لايهوى نفس الشىء لايمارسه ولاعتب عليه ولا ذنب , أصبحت المعرفة والبحث والإطلاع والعلم فى واقعنا الإجتماعى البائس المر مجرد هواية والجهل واللامبالاه والسطحية والتفاهة ليست أمور سلبية خطيرة و مدمرة تحط من قدر الشعوب ولكن هى مجرد عدم ممارسة هواية !!
كيف يمكن لنا أن نلوم الأشخاص الذين آمنوا وأعتقدوا بكذبة أن " القراءة هواية " واعتبروها حقيقة ولم يمارسوا هذه الهواية حتى بلغوا من الجهل والتسطيح والتخلف ولا نلوم من أدخل هذا المفهوم فى عقلولهم وقلوبهم ؟
بفضل هذه الكذبة هذه الفرية السوداء تم تقسيم الشعوب إلى " طبقة النخبة"
وطبقة " عامة الشعب " .
وطبعاً " طبقة النخبة " هم الصفوه من رجال دين وسياسيين ومثقفين "
أما عامة الشعب هم الناس البسطاء الذين أقنعتهم النخبة أن " القراءة هواية " ولم يمارسوا هذه الهواية فأصبحوا " العامة "
والعامة هم أشخاص يسلمون كل شىء فى يد " النخبة " بإعتبارهم أهل الخبرة والتخصص والعلم والمعرفة , سلموا عقولهم وإرادتهم بل و مصائرهم دون تفكير ومراجعة لأنهم إقتنعوا أن " القراءة والبحث والتفكير والتعقل والتسائل , والنقد هواية " إقتنعوا بأن عدم ممارسة التعمق وإستخدام العقل ليس بجريمة ولا مصيبة تُدمر المجتمعات بل هى مجرد عدم ممارسة هواية ! والنخبة إستطاعة بفضل هذه الكذبة أن تجر " العامة " إلى كل مذهب وفكر وعقيدة بكل سهولة وأريحية وبساطة .
القراءة ليست " هواية " بل فرض وجودى على الإنسان , المعرفة هى دافع غريزى بداخلنا مثل باقى الغرائز البيولوجية تظهر هذه الغريزة فى طفولتنا إما أن يشجعها المجتمع والأسرة أو يقتلها ويجرمها ويحاكمها ويعاقبها , إن ما يميز الإنسان عن بقية الكائنات أنه هو الباحث , السائل , المُفكر , الذى يبحث عن إجابات تفسر سبب وجوده ومصيره ومعنى لحياتة , كيف يمكن أن نجعل كل هذه الأمور الجوهرية الأصيلة بداخلنا هواية ؟ إذا كانت كل هذه الأمور " هواية " فما هى الأمور الجوهرية إذن ؟
#منسى_موريس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟