أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان العسكري - أناقة المفردة بنكهة الجنوب قراءة في مجموعة الشاعرة فيان البغدادي {عرس البلابل}














المزيد.....


أناقة المفردة بنكهة الجنوب قراءة في مجموعة الشاعرة فيان البغدادي {عرس البلابل}


احسان العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 6514 - 2020 / 3 / 14 - 17:54
المحور: الادب والفن
    


الشعر الشعبي العربيّ له خصوصية التفاعل لدى المتلقي بشكل عام، فهو خطاب، ورسالة، تواصلية مع الجميع، ومفهوم لدى المتلقي العام لا الخاص النخبوي، الذي يهرب من النص الغامض المعاصر بالأدب الحديث، فالشعر الشعبي له مساحات كبرى بالمتابعة هذا مالمسته بمعظم العواصم العربية، التي حصلت على دوواين لشعراء الأدب المحلي ستكون لي قراءات لها لتعريف المتذوق العراقي بهم من خلال صفحة ثقافة الشعبية التي لها متابعيها بكل مدننا الجميلة،
يمكن للجمال ان يخلد ويمكن للروح ان تعيش للأبد حتى وان قلنا: لايمكن للشعر غالباً ان يصل الروح عبر النص مالم تكن الاخيرة مستعدة لتلقيه بعاطفة غزيرة و انتباهٍ مجرد من مراقبة وتوقّع التوهين او انعدام المتعة السمعية او البصرية، هذا الرأي ربما يعمم على الذائقة بشكل طبيعي ولكن ليس قطعياً، الشعر كما معروف هو احساس خرج بلغة او لغة إحساس نقية مزينة بالترافة و الميل الشديد للعاطفة خرجت شعراً وهذا يبدو جلياً في تأثرنا بالشعر العامي "الشعبي" و للوهلة الأولى عند اثارة مواضيع الشعر الشعبي تتجلى في مخيلة السامع او القارئ تلك القصائد العصماء الخالدة التي حاكت واقع المجتمعات العربية عموماً والعراقي خصوصاً ، فخصوصية الذائقة العراقية معقدة نوعاً ما فهي متكئة على موروث عاطفي وانساني و ابداعي غزير ولا نريد ان نذكر الاسماء الكبيرة التي و رغم مايُسمى بـ التحديث او التطوير للمفردة الشعبية واسلوب كتابة القصيدة الا ان تلك القصائد المغنٌى منها و المقروء لاتزال صاحبة السبق في مجالس الشعر والادب، والسبب يعود طبعاً لأسباب اخرى عديدة لايمكن اختصارها في مقالٍ واحد الا ان اهمها البيئة و الخبرة والامكانية و الحرفنة وقبلها الشاعر، وهنا يأتي القول الفصل فالشعر نتاج شاعر وحين نتحدث عن الاصالة و الذوق الرفيع علينا ان نقرأ لمن نتحدث عنه او عنها رغم انهم كثر و هنَّ قلة، فالشواعر اللواتي اتخذن من الشعر الشعبي الهوية الحقيقية معدودات و معروفات لدى الاوساط والنخب و ما الشهرة الا نتاج صدفة او حركة لم يكن يتوقعها صاحبها وإن خطط لذلك واجتهد وكما نؤكد دائماً ان الشهرة لا تعني الافضلية فنحن في مجتمعٍ بتنقل فيه الجاهل وسط جيش من اللحم و البارود بينما يموت العالِم وحيداً.
و لا يعتمد الشعر على جنس الشاعر بقدر ما يعتمد على النص الذي خرج به سواء كان من شاعر او شاعرة، و عن النص والشاعرة يتوقف القارئ كثيراً حينما تقع امام ناظريه جملة شعرية لـ ڤيان البغدادي.. " ذريت روحي بليل
ذرة مرواح/
بس الظنون الهابة الطشتها/
عضيت خلگي اعليك
عضة ندمان
مرت عليه الرادها بزفّتها "
هذه الشاعرة التي تمثل الامتداد الأجمل للموروث الادبي الشعبي العراقي عبر نصوصها ذات الطابع المركز على السبعيني و المتجمل بالحداثة، وبعيداً عن الثناء عليها كشاعرة مبدعة الا ان مجموعتها الاولى خرزة فوانيس كان بمثابة انعاش للمفردة الشعبية التي بدأت تتلاشى بعض الشيء في الكثير من النصوص التي عاصرتها وعاشت فترة عشق خالد جميلة لبلابل الشعر المغردة حتى اعلنت البغدادي موعد العرس العظيم، ان القارئ في هذه المجموعة الذهبية سيجد شيئاً مختلفاً متميزاً عما قرأ للبغدادي سابقاً فقد انتقلت الشاعرة في هذه المجموعة من الكلاسيكي الخفيف الى الكلاسيكي المحدث فالقارئ في ذات النص يجد نفساً سبعينيا و ثمانينيا و حديثا و حديثا جداً و محدّثا.
" غفت لمناطرك ضحكة شبابيچي
و عطش ليلي
وشرب فجري
و انا بنية جرفا مشط گذلتي الريح "
بهكذا دخول وهكذا انتقالات مكتظة بالتصوير و الاناقة ذات الطابع الريفي الأصيل استطاعت الشاعرة بحرفة عالية جداً ان توجد من جمع الاجيال الشعرية مولوداً خاصاً بها فاللقطات والصور و الاسقاطات و الانتقالات في داخل النص الواحد تأخذ منحاً متفرداً بجمالية عالية جداً ولكنها خاصة بالشاعرة، لا يمكن ان يجد القارئ لشعر البغدادي ان يقارن شعر غيرها بشعرها وهنا ليست الافضلية ولكن التخصص و الاسلوب و الهوية ؛ فمن يقرأ يجد نفسه يمشي ثم يتوقف ثم يسعى ثم يمشي ثم يتوقف ثم ينطلق.
" يكاتب
قصة العشاگ
ببرودة درابينك "
شيء بديع هكذا احساس يشعر به قارئ لشعرٍ مجمل مل قيل عنه انه "مسموع" فيمكن لكل قارئ ان يوجه نص كهذا لما يحب فهو لوطن، للحبيب، للصديق، للإنسان و المكان على حدٍ سواء ، وهنا افردت الشاعرة كل نصوصها بخبرة و حرفة وجمالية خاصة وهوية رائعة اضفت على النص روح ڤيان وشخصيتها القوية، والحرفة و الامكانية تتجلى في الامكانية الكبيرة لشاعرة جنوبية الاصل مغتربة العيش ان توصل لقارئ ما هكذا روح في نص شعري و في الحقيقة من النادر جداً ان نرى الانزياح في نص شعبي ذي نكهة سبعينية ففي عرس البلابل هذا ثمة تصفيق كثير و عزف جميل و حضور كثير و اضواء ساطعة و جمع خير من الجمال والترافة و الانوثة و الصمت والصخب و الهدوء و الصدح و الوطنية و الانسانية و كل ما يمكن ان يجتمع في حادثة عرس من هذا الطراز.
" حنيت لك
عفت انا روحي وجيت لك
دگيت بيبان العشگ
دگة طفل يرجف لمن
ناغيتلك
مرجوحة اروحن
مرة ارد
وحبال صوتي تگطعن
من اصرخ اشتاگيتلك "
اخبار العراق



#احسان_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من رد دعوة الشاعر تبوأ مقعده في جلباب الندم قراءة في معلقة ...
- المُحارب القديم يُشبِعُ ذكرياته بحاضرٍ قرين بها قراءة في قص ...
- رحلة ( العائدون الى المنافي) وانتقالات الوجع الموفق
- اعطني نصاً وذائقةً اُعطيك نمطاً لحياةٍ أجمل
- الوَلَدِ السَّوْمَري بين الترحال وعشاءه الاخير قراءة في قصيد ...
- لهم تغريبة واحدة ’ وله وجود متعدد (عبدالسادة البصري) مغترب ف ...
- هو وجع يمشي..وبلاده وجع تمشي .. ورغم ذلك فهو عنوان الراحة (ه ...
- (ألفُ انكسار) وخلود واحد معادلة اوجدت لها د. راوية الشاعر حل ...
- مهند طالب هاشم كاتبٌ بشاعرية العاشق وشاعرٌ بخيال الكاتب قرا ...
- من اوقد جمرات الراكض ومن ركض على جراحه ؟ قراءة في جمرات الش ...
- مزاولة التذكر بين هاجس الابتعاد وحلمُ القرب قراءة في ملحمة ...
- ارجوحة الصياد بين الثبات والانتقاء والتقاط الندى قراءة في خط ...
- ارجوحة الصياد بين الثبات والانتقاء والتقاط الندى قراءة في خط ...
- قالوا سنغرق في الوجل ( إشگد عسل وآشگد فشل )
- حلم (باسم فرات) البوليفاري يتصدر الاعمال الفائزة بجائزة جواد ...
- العربانة فليم سينمائي ام ملحمة شعرية ؟
- القمر العجوز ...بريقٌ على وجنة قراءة في لوحة سومرية ل حيدر ...
- الشاعر عامر ضايف السلمان بين عشق العزلة وانطلاقة المنتصر ... ...
- قراءة في اصداءُ القلق. الشاعر عامر ضايف السلمان بين عشق العز ...
- قمر أور يسكن قلب الشاعر ذو الجناحان الذهبيان اطلالة على بستا ...


المزيد.....




- أم كلثوم.. هل كانت من أقوى الأصوات في تاريخ الغناء؟
- بعد نصف قرن على رحيلها.. سحر أم كلثوم لايزال حيا!
- -دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
- وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي ...
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...
- شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
- آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
- هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر ...
- شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
- لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان العسكري - أناقة المفردة بنكهة الجنوب قراءة في مجموعة الشاعرة فيان البغدادي {عرس البلابل}