أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حماد - نهاية نظام














المزيد.....

نهاية نظام


محمد حماد

الحوار المتمدن-العدد: 1575 - 2006 / 6 / 8 - 08:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لست أشك فى أن الثورة التى سوف تدك هذا النظام على الأرض ستكون بسبب هذه النوعية من أصحاب الضمائر الميتة والنفسيات المريضة التى تسوغ لهم أفعال تشمئز منها أشرس الحيوانات، وأكاد أجزم أن نهاية هذا النظام ستكون بسبب هذه الأفعال الخسيسة التى يقوم بها البعض من قوات الأمن تجاه أخوة لنا هم شرف هذا الوطن وهم مستقبله المشرق بإذن الله، وفى القلب منهم وفى قلوبنا جميعا، محمد الشرقاوى الذى سيبقى ما فعلوه به وصمة عار على جبين الذين فعلوه ووصمة خزى على وجوه الذين أمروا به، والذين سكتوا على ما فعلوه فيه.
وبعيدا عن الكلام فى السياسة والإدانة والاحتجاج بل والقرف والاشمئزاز مما يجرى حولنا ويدور على أرض بلادنا، من فساد وإفساد أصبح هو عنوان النظام وعلامته المميزة، بعيدا عن مشاهد انهيار نظام تآكلت شرعية وجوده، أجد نفسى أحيانا متسائلا عما إذا كان يمكن لأحد مهما كان، وأيا كانت طباعه، أو طبيعة عمله، أن يتصور أن يقوم بشر بما يقوم به البعض من المنتسبين إلى قوات الأمن، وأسأل بكثير من القرف والاحتقار: كيف يسمح ضمير إنسان له أن يضرب بالعصا مواطنا لأنه خرج يعبر عن نفسه بطريقة سلمية، واستغرب باشمئزاز: كيف يسوغ إنسان لنفسه الحق فى سحل مواطن فى الشارع لمجرد أنه خرج يؤيد مطالب قضاة بلده، لم يحمل سلاحا فى يده، ولم يرفع فى وجه الظلم غير صوته يندد بالظلمة المتجبرين؟
أسأل:كيف يصل الأمر بالوزارة المسئولة عن الأمن إلى أن تشكل فرقا للسحل والخطف وتقطيع الهدوم وانتهاك الأعراض والحرمات؟
أسأل نفسى أحيانا: هل يصدق وزير الداخلية المسئول الأول عن الأمننقول الأمن ولا نقول الخوف والترويع، هل يصدق الوزير بيانات وزارته التى تنفى الاعتداء على المواطنين؟
أقول: هل لم يشاهد الوزير المسئول عن أمن المواطن والوطن هذه المشاهد التى تملأ شاشات التلفزيونات عن جنود يضربون مصريين بالعصا الطويلة الغليظة؟
وأجأر بالسؤال: هل تأديب الشعب المصرى بالعصا هى سياسة وزارة الداخلية فى عهد الرئيس مبارك؟، وهل وصل احتقار النظام للشعب المصرى إلى درجة تأديبه بالعصا الغليظة؟، وهل لم يعد هناك وسيلة للتعامل مع اعتراض المعترضين غير العصا والخطف والسحل وتلبيس الخوازيق؟
هل تدركون حقا أن الشعب الذى طال تجويعه وصبر، وطال نهب ثرواته وانتظر، وطال زمن كبت حرياته واحتسب، وطال وقت إنهاكه وراء لقمة العيش وحوقل، وطال انتهاك آدميته واكتفى بالدعاء على الظالمين، يمكن أن يأتى يوم قريب وقد فاض الكيل، وزاد الحمل على احتمال الجبال، وبعد أن وصل الأمر إلى انتهاك الحرمات، وسحل البنات وخوذقة الشباب، يأتى يوم يلقنكم فيه الدرس الذى لن ينفعكم بعدها؟
الجائعون المنهكون المنتهكة كرامتهم كل يوم فى أقسام البوليس، والصابرون على جار السوء حتى يرحل تغلق كل يوم فى وجوههم فرصة الأمل فى تغيير يحسن حياتهم ثم أنتم تسحلون أمام أعينهم أولادهم وبناتهم وترمونهم فى المعتقلات بغير جريرة إلا إذا كان حب الوطن ذنب؟
هل يمكن أن يبرر صاحب ضمير حى ما قام به هؤلاء من خسة وندالة منقطعة النظير مع محمد الشرقاوى بسبب تعطيله المرور؟، وهل أصبحت عقوبة مخالفة تعطيل المرور الخوذقة فى قانون المسئولين عن الأمن؟
أسأل نفسى أحيانا هل لهؤلاء المسئولين عن سحل وخطف وضرب المواطنين أقارب فى هذه البلد؟، أم أنهم مقطوعون من شجرة الوطن؟، وهل لمثل هؤلاء ضمير مثلنا ينقح عليهم بالليل ويسألهم لماذا فعلت ذلك؟، أم أنهم مقطوعى الصلة بشيء أسمه ضمير؟!
أسأل نفسى مائة مرة: هل يستطيع أن ينام شخص فعل ما فعلوه مع الشرقاوى من خسة ووضاعة وانحطاط؟، وهل يرى مثل هؤلاء فيما يفعلون خسة وانحطاطا؟
كيف يقبلون أطفالهم حين يعودون إلى منازلهم، وكيف يقابلون بالمساء آباءهم وأمهاتهم وهم قد فعلوا ما فعلوا مع الشرقاوى وزملائه، كيف يقابل الواحد منهم ربه وهم الذين طاوعتهم أنفسهم وربما نقول طاوعهم جبنهم وطاوعتهم خستهم لأن يفعلوا ما فعلوا؟
أليس لهؤلاء أخوة؟ أليس لهم أخوات؟ أليس لهم أمهات تبكى على فلذات قلبها؟، أليس عندهم قلب؟ أم ليس عندهم دم؟



#محمد_حماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضرة صاحب الفخامة: الديناصور ونجله
- مصر واحة الفساد فى الشرق الأوسط
- جمال مبارك يريد مصر ببلاش
- لماذا الإخوان؟
- هل الرئيس مبارك هو الذي يحكم مصر؟
- محاولة يائسة لرفع مصر من الخدمة
- لا تلغوا عقولكم أو ترموها في صفيحة قمامة
- حتى لا تكون مهزلة !
- شبعنا قيودا وقوانين استثنائية
- مصر ليست هبة الرئيس
- تحديد مدة الرئيس أهم ألف مرة من انتخابه
- لا صوت يعلو فوق صوت المبايعة
- عين رايس الحمراء
- مجلة الغد العربي تحاور
- !!آه ياخوفي من التعميق الديموقراطي
- عن -مسخرة- حكام القاع
- الإخوان المسلمون لا يحتاجون إلى مراجعة واحدة بل إلى مراجعات
- من يحكم مصر الآن؟
- المعارضة المصرية على المحك
- مصر عزبة الحزب الوطني ام عزبة لجنة السياسات؟


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حماد - نهاية نظام